الإغتيالات السياسية أحد أهم الاستراتيجيات التي اتبعها علي عبدالله صالح لتصفية القيادات والكوادر الجنوبية بين 90-94
الوسطى اونلاين – متابعات
اشتهر علي عبد الله صالح خلال مسيرته السياسية التي ناهزت ثلاثة عقود في التحالف مع ألد أعدائه للحفاظ على حكمه وتعزيز مواقعه.
فبعد قيام الوحدة اليمنية تحالف علي عبدالله صالح مع المقاتلين اليمنيين الذي حاربوا في افغانستان ضد القوات الروسية وكذا ” الأفغان العرب ” واستقبلهم في اليمن وفتح لهم المعسكرات وصرف لهم الرتب العسكرية ليستخدمهم ضد الحزب الاشتراكي اليمني شريكه في الوحدة .
ووفرت البنية القبلية للمجتمع اليمني لهم الحماية وفرصة النمو والانتشار، وتنفيذ عمليات الاغتيالات ضد كوادر الحزب الاشتراكي اليمني .
وقام صالح بتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح فور الإعلان عن قيام الوحدة بين شطري اليمن يوم 13 سبتمبر 1990 على يد عبد الله بن حسين الأحمر شيخ قبائل حاشد بصفته تجمعا سياسيا ذا خلفية إسلامية، وامتداداً لفكر الإخوان المسلمين، وتم افتتاح مقره الرئيسي في 3 يناير 1991.
ووفر الاصلاح الغطاء الكافي للمتشددين الاسلاميين من المجاهدين والأفغان العرب لينفذوا عمليات الاغتيالات ضد الكوادر الجنوبية في الحزب الاشتراكي اليمني.
حيث استفادوا من الدعم المادي واللوجستي للتجمع واستخدام المقار التابعة للتخطيط والتنفيذ لكل عمليات الاغتيالات ضد الجنوبيين .
وتعتبر الإغتيالات السياسية أحد أهم الاستراتيجيات التي اتبعها علي عبدالله صالح لإزالة من يعتبرهم خصوماً ، ولهم تأثير في الجانب السياسي والعسكري عليه ، حيث يلجأ الى استخدام هذه الوسيلة مع كل أزمة تنشب وبوتيرة عالية كلما اشتدت الأزمة وضاق الخناق عليه .
واستطاع صالح وببراعة كبيرة استخدام “إخوان اليمن” والذين يمثلون الذراع المحلي لتنظيم القاعدة ويمتلكون سجلا طويلا حافلا بالإرهاب وبفتاوى التكفير التي أصدرها منذ تأسيسه في مطلع تسعينات القرن الماضي، على يد زعامات دينية وقبلية وجهادية أبرزها عبدالمجيد الزنداني، الأب الروحي لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ومؤسس جامعة الإيمان التي تخرج فيها عشرات الإرهابيين الانتحاريين، وعبدالوهاب الديلمي صاحب الفتوى الشهيرة باستباحة دم الجنوبيين في حرب صيف 94 م .
حيث تم اغتيال أكثر من 200 من القيادات والكوادر الجنوبية في الحزب الاشتراكي اليمني، وكلها سجلت ضد مجهول .
فتاوى التكفير :
ومن أشهر فتاوى التكفير هي الفتوى الشهيرة في 1994، والتي أصدرها وزير العدل الاخواني عبدالوهاب الديلمي الذي اتهم فيها الجنوبيين بالماركسية، وأجاز قتلهم،وأهدر دمائهم، واستباح أموالهم، وأعراضهم، وهتك شرفهم وشرف نسائهم وأطفالهم، وهي الفتوى التي تسببت في قتل الجنوبيين حتى إلى اليوم.
وفي 26 يوليو (تموز) 1994، أصدر عبدالمجيد الزنداني فتوى نشرتها عشرات الصحف العربية يومها، نقلاً عن وكالة الأنباء الألمانية، والتي علق فيها الزنداني على الحرب بين اليمن الشمالي والجنوبي يومها، إن “النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أقر نهب أراضي العدو بعد هزيمته، وأقر كذلك بيع نساء العدو وأطفالهم عبيداً في المزاد”.
ونشرت استخبارات الحزب الاشتراكي اليمني تسجيلات صوتية لخطب ومحاضرات للزنداني في إحدى دول الجوار وصف فيها الزنداني الجنوبيين بالماركسيين الكفار الذي لايحللون ولا يحرمون وأجاز قتلهم وحث عليه.