أراء وكتاب وتغريدات

مقالـ بكيل البشيري.. أسس بناء المجتمعات وحماية الشباب من الإنحراف السلبي

الوسطى اونلاين – خاص


المجتمع هو اللبنة الأساسية الأولى لبناء الشعوب وهو حجر الزاوية لبناء الأوطان ولا تستقيم الشعوب والأوطان إلا بالمجتمع المحافظ والمجتمع المتسلح بالعلم والمعرفة والثقافة ومتشبع بالوعي المجتمعي وأساليب الإرشاد والتصحيح والتقويم .

إن المجتمع يمرض كما يمرض الفرد ولكنه يختلف من حيث حجم الضرر الحاصل، فالمجتمع إذا فسد وأنحرف أختل النظام فيه كلياً وأصبح مجتمع منحل ومنحرف دينياً وإخلاقياً وإجتماعياً وفكرياً وثقافياً وهذا لاشك بإنه قد ينتج عنه ويترتب عليه العواقب الوخيمة والنتائج الكارثية التي لا يستطيع فيها المدرك للمخاطر لتلاشيها بسرعة مالم تتوفر القناعة الكافية والإرادة الصادقة من الجميع وبالذات ومن الطبقة المثقفة والواعية لإدراك وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإصلاح الإنعوجاج والإختلال الحاصل به بسرعة وبذل كل الوسائل الممكنة وبكل الإمكانيات المتاحة بمختلف الإتجاهات دينياً وعلمياً وثقافياً وإجتماعياً وإخلاقياً في سبيل معالجة هذه الضواهر الخطيرة والمدمرة لنسيجة الإجتماعي .

الشباب هم عماد وهم عمود البناء للمجتمع وهم الدواء للداء وهم الثمرة والبذرة التي تزرعها ثم تحصدها.. حينما يترك الشباب في غياهب النسيان وحينما يترك الشباب في مستنقعات الأهمال وعدم الاهتمام وفي واحات الإنحراف ومصائد وأشراك رفقاء السوء لاشك بانهُ يصبح صيد سهل وثمين وطُعم مُغري لأولئك الوحوش والتماسيح البشرية التي لاترحم … ترك الحبل على القارب وإعطاء الشباب الحرية الكاملة وعدم الإشراف والمراقبة من قبل الأولياء والآباء والقائمين عليهم والمسؤلين على هولاء البراعم وخصوصاً فئة المراهقين بدون وضع الخطوط الحمراء التي لا يسمح بتجاوزها بسبب النتائج السلبية والعواقب السيئة والوخيمة المترتبة على ذلك .

وقوع الشباب في كماشة الجلادين من بني البشر هو السبيل والطريق المليئ بالأخطار والمغامرة بهم في دائرة الضياع حينما يتعاطى الشباب للمخدرات والمسكرات ويبدأ رحلة جديدة من عمره في عالم يسوده المخاطر ويشوبه الضبابية والظلام الدامس والأكثر سوداوية والأكثر تطرفاً وعنفاً فمن ينتشله من هذا المستنقع الخطير غير من يدركون حجم المسؤلية الملقاة على عاتقهم ويعرفون معنى الأمانة وأثقالها المتعبة حينما يصبح الشاب أو الفرد في المجتمع ظاهرة سيئة ونكرة يتقمص دور النقصان ويدخل في منعطف التهميش والنكران ويجلد ذاته بسبب أو بدون سبب لاشك بإنه يشعر بإن كل الأبواب قد أوصدت وأغلقت أمامه فقد يلجأ في بعض الأحيان إلى إنهاء حياته بنفسه ويقدم على عملية الانتحار والعياذ بالله .. إن من الأسباب الرئيسية لقيام الفرد في المجتمع للإقدام على كل هذه الضواهر الخطيرة هو ضعف الجانب الديني أو الوازع الديني وضعف الإرادة والقناعة بما قسمه الله لك في الحياة والسبب الأخر هو الحالة الإقتصادية لهذا الشخص أو الفرد وشدة فقره وعوزه وحاجته .. وعدم الإهتمام والتشجيع والسؤال عليه من قبل المجتمع الذي يعيش فيه والبيئة المحيطة التي يعيش فيها .

تبجيل الشباب وتهذيبهم وتنقيتهم وتعليمهم وتحصينهم وتطعيمهم من مخاطر وسلبيات وسيئات هذا الزمان هو السبيل الوحيد وطوق النجاة لهم للوصول بهم إلى بر الأمان وإلى مصانع الرجال وإلى قمة النجاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى