أخبار محلية وتقارير

استطلاع : مشكلة الجفاف في مديرية غيل باوزير.. الأسباب والحلول حديث الأهالي

غيل باوزير(الوسطى أونلاين ) استطلاع: خاص

اشتهرت مديرية غيل باوزير بالأراضي الزراعية الشاسعة، ووفرة المياه التي تتمتع بها مناطق المديرية والتي كانت تنبع من باطن الأرض من خلال العيون المائية والآبار أو ما يسميها الأهالي بـ الحوم، التي تجري ميائها في الجداول والغيوم لتروي الأراضي الزراعية ويستفيد منها الأهالي في كثير من الاستخدامات الأخرى، ناهيك عن المياه الصالحة للشرب والاستخدام المنزلي.

وأصبحت مديرية غيل باوزير تغذي الكثير من مناطق مديرية المكلا عبر الأنابيب والمواسير الكبيرة الممتدة من غيل باوزير إلى مناطق المكلا لتغطي احتياجات الأهالي في مديرية المكلا.

ومع مرور الزمن وصولا إلى وقتنا الحاضر بدأ المنسوب المائي في المديرية بالانخفاض والتناقص مما ينذر بظهور مشكلة الجفاف والتي ستنعكس نتائجها سلبيا على الأهالي في المديرية، وعقب تلك المؤاشرات التي تشكل خطورة كبيرة، جاء دور أهالي المديرية لتشكيل لجنة لمعالجة مشكلة الجفاف وأزمة مياه الشرب لتقوم بدورها من أجل إيجاد حلول مجدية لحل هذه المشكلة ومتابعة السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة والجهات المختصة قبل تفاقهم المشكلة.

وبدورها صحيفة “الوسطى أونلاين” قامت باستطلاع لترصد انطباعات الأهالي والجهات المختصة وأخذ آرائهم بشأن المشكلة في المديرية، إذ تحدث نائب رئيس لجنة معالجة مشكلة الجفاف وأزمة مياه الشرب في المديرية المهندس سامي احمد عوشان قائلا: بدأت مشكلة الجفاف في الجانب الزراعي وانتقلت إلى مياه الشرب، وليس المزارعين وحدهم يشتكون من مشكلة الجفاف بل أن ساكني المديرية في جميع مناطق يشتكون من تقطع المياه.

وأضاف المهندس عوشان حديثه عن اسباب المشكلة: مشكلة الجفاف أسبابها معروفة والجميع مقر بها في كل اللقاءات والاجتماعات سواء كان مكتب وزارة الزراعة والري والمؤسسة العامة للمياه وهيئة حماية البيئة والسلطة المحلية، ودليل على ذلك زيارة نائب رئيس المجلس الرئاسي _ محافظ حضرموت _قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، الأخيرة والتي أدلى خلالها بتصريح تفيد بعدم هدر المياه وهذا اعتراف من الجميع بالمشكلة.

وتابع المهندس عوشان، حديثه عن الحلول المناسبة للمشكلة والتي اعتبر أن الجميع يتهرب منها والتي تكمن في وقف استنزاف المياه والتقليل من ضخ المياه وخاصة حقل منطقة النقعة، مشيرا إلى أنه منذ بداية تشغيل مشروع مياه المكلا الكبرى مباشرة بدأ منسوب مياه الحوم والمعايين المجاورة، موضحا انه تم تركيب 10 وحدات طاقة شمسية موزعة على 6 معايين، الا أن الحلول لاتزال ناقصة لمعالجة المشكلة.

وكذا تحدث المهتم في هذا الشأن الخبير صالح قحطان اليهري، عن أسباب المشكلة قائلا: يعود السبب إلى الإهمال بعد تشغيل مشروع مياه المكلا الكبرى وهو أساس المشكلة والذي أدى مباشرة إلى انخفاض منسوب الماء في حومة السركال بشكل تدريجي ومستمر إلى أن وصل بنا الوضع إلى حدوث هذه المشكلة.

وتابع اليهري: الحلول التي وضعت أصبحت مجرد حبرا على الورق، ففي عام 2009م تم اقتراح انشاء سدود مائية في بعض الأودية ومنها وادي جد ووادي تحامين بتمويل من صندوق التنمية الكويتي، وبدأ العمل في المشروع لكنه لم يتم إنجازه والى اليوم مخصص المشروع مازال مرصودا، موضحا أن هذا كان نتيجة الإهمال وعدم المتابعة، مشيرا إلى أن المجلس المحلي وجمعية المزارعين ومكتب الزراعة لا توجد لهم أي أدوار ولا اهتمام لبحث الحلول المناسبة لحل المشكلة.

وأردف اليهري: ان الحلول المناسبة لإنقاذ المديرية من مشكلة الجفاف والتصحر هي بناء السدود التي ستؤدي إلى تقليل حجم المشكلة، ومعاودة منسوب المياه بشكل تدريجي مع مرور الزمن، وإضافة الى جانب تقفيل الآبار التي ترضخ ميائها إلى مديرية المكلا، مختتما حديثه بالقول : أن دور السلطة المحلية بشأن معالجة المشكلة كان صفرا على الشمال، مبينا أن المسؤولية تقع كذلك على الجهات المختصة وهي جمعية المزاعين ومكتب الزراعة والمواطنين إلا أن دورهم كذلك كان صفرا على الشمال.

وبصدد المشكلة دون الأستاذ عبدالله علي باعوضان، عدد من الأسباب الناتجة عنها مشكلة الجفاف وهي :

1) قلة هطول الأمطار.
2) مشروع مياه المكلا الكبرى.
3) ردم قنوات وادي جد التي تغذي الحوم ولهذا يجب مراقبة المحاجر التي فوق المجمع المائي.
4) الري باستخدام الطريقة التقليدية.
5) لا توجد خطط استراتيجية لمواجهة زيادة السكان.

وفي إطار البحث عن حلول للمشكلة أضاف باعوضان: يوجد قرار وزاري منذ عام 2003م تقريبا ينص مضمونه على تقليل الضخ من مشروع مياه المكلا الكبرى، إضافة إلى استكمال بناء السدود في وادي جد ومتابعة قنوات التوصيل من وادي جد إلى الحوم، لاشك ان هذه الأمور ستقلل من حجم المشكلة قبل تفاقمها، مختتما حديثه بتوجيه رسالة للسلطة المحلية بالمديرية جاء فيها : على السلطة المحلية الوقوف بحزم لتوقيف المحاجر وإغلاق مشروع مياه المكلا الكبرى.

وقال الأستاذ أمجد الرامي، في حديثه عن المشكلة: ليتأكد أهلنا في المكلا ومحافظة حضرموت جمعاء بل وكل ظامئ أننا سنقاسمهم شربة الماء بل قطرة الماء إذا عزت وشحت لديهم، وأن كل التحركات المجتمعية والشعبية والرسمية في النهاية إنما تهدف إلى توزيع الضغط على جميع الأحواض المائية وبما لا يشكل أي جور على حوض مائي بعينه مثلما هو حاصل الآن ، وبحسب ما تقتضيه بنود قانون المياه الذي يضمن توزيعا عادلا في حال شح الموارد في أي حوض على حساب حوض آخر .

وتابع الرامي: ظهرت مشكلة الجفاف التي تعاني منها غيل باوزير على السطح بقوة بعد تشغيل مشروع مياه المكلا الكبرى في أكتوبر 1998م بتأثر جميع الحوم وانخفاض مستوياتها لأكثر من متر سنوياً وبنفس المستوى هبطت الآبار الأخرى, وبعد ست سنوات انخفض المستوى نهائياً في عام 2004م إلى أن جفت بشكل كامل وإلى اليوم .

وأضاف خلال حديثه: اليوم تفاقمت الأزمة بشكل كبير حتى جفت كل الحوم والمعايين التي تسقى بها المزارع والمعياين في المديرية وصل لدرجة أن يسقى المزارع زرعه بسعر 8000 ريال للساعة الواحدة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصلت المعاناة إلى مياه الشرب حيث بدأت المديرية تعاني انقطاعات شبه يومية في إمدادات مياه الشرب وضعف في الضخ، حيث أن أجزاء كبيرة في بعض الأحياء لم يعد يصلها الماء وهو أمر لم تمر به المديرية في أسوأ أحوالها .

وفيما يخص المعالجات والحلول أوضح الرامي قائلا: إلى الآن لم يتم تحريك ملف الجفاف لا إعلاميا ولا فنياً لكن تفاقم الأزمة بشكل مقلق جعل تجاهلها إما شعبيا أو رسمياً أمراً مستحيلاً، وعدد من الباحثين الزراعيين طالب بإعلان المديرية محمية مائية بحيث يتم تقنين استخراج المياه بحصص لمشروع مياه المكلا الكبرى دون أن يتأثر المزارعين المحليين بالجفاف التي تعيشها الغيل حالياً .

وفي سياق الحديث عن مشكلة الجفاف تحدث المهندس سالم عبدالرحمن باوزير، قائلا: أن الجفاف ومشاكله وأسبابه، ومعالجته ومقترحاته وكل مايتعلق بالجفاف، عقدت بشأنه ورش عمل ولقاءات واجتماعات ونزولات وقدمت كتير من الأوراق والدراسات وغيرها منذ سنوات طويلة.

واختتم باوزير حديثه بالقول: مشكلة الجفاف موجودة بالفعل بل وتزداد مع مرور الزمن وآثارها واضحة جدا وبحاجة لمعالجة عاجلة نسأل الله ان يغيثنا برحمته اللهم آمين.

وأخيرا كان حديث الاستاذ محمد مبارك حمدان، مبينا عدد من أسباب المشكلة وهي كالآتي:

1_ ندرة الأمطار وشحة المياه الجوفية .
2_ الافراط في استخدام المياه .
3_ اهمال بناء السدود والحواجز المائية.

واقترح حمدان، عدد من الحلول والتي أساسها التضرع إلى الله تعالى وطلب السقيا منه وإعلان صلاة الاستسقاء، وكذلك الترشيد في استخدام المياه ( الري -التنظيف – الاغتسال – …)، إضافة إلى بناء السدود والحواجز المائية لحفظ المياه .

وأختتم حديثه بتوجيه رسالة للسلطة المحلية قال فيها: رسالتي للسلطة المحلية الاهتمام بالتوعية والتثقيف بمخاطر الجفاف وعمل الندوات والمحاضرات وحلقات تلفزيونية تهتم بهذا الموضوع، وكذا بناء السدود والحواجز المائية لحفظ مياه الأمطار وعدم تضييعها.

ومن خلال هذا الاستطلاع أوضحت آراء الجميع أن مديرية غيل باوزير تعاني من مشكلة الجفاف بل وأن المشكلة على وشك التفاقم واتساع نطاقها اذا لم يتم بحل سبل بمعالجتها، وحلول طارئة للحد من انتشار المشكلة والحفاظ على نسبة المنسوب المائي في المديرية قبل أن تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه لاسمح الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى