أخبار محلية وتقارير

تقرير: مطار الريان الدولي .. بين وعود الافتتاح ومعاناة المسافرين

المكلا (الوسطى أونلاين) تقرير: خاص

يعتبر مطار الريان الدولي الواقع في محافظة حضرموت المنفذ الجوي الهام الذي تعتمد عليه محافظة حضرموت والمناطق المجاورة في عملية التنقل جوا والسفر إلى محافظات أخرى وخارج الوطن، باتت اليوم أبوابه مغلقة في وجوه المسافرين وخاصة المرضى الذين يريدون السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.

تحمل أهالي حضرموت والمواطنين عموما معاناة كبيرة جراء إغلاق المطار لما يقارب ستة سنوات، متحملين عناء السفر وقطع المسافات الطوال وتكاليف باهضة للوصول إلى مطار سيئون الذي أصبح المنفذ الجوي الوحيد في المحافظة للسفر في ظل رحلات سفر بين فترة وأخرى.

وظل مطار الريان الذي يعتبر شريان حياة للمسافرين، مغلقا طوال هذه الفترة وصولا إلى اليوم دون أن يعرف المواطنين أسباب الإغلاق.

_ الأسباب :

يعود السبب الأول والرئيسي لإغلاق مطار الريان الدولي في السنوات الأولى هو سيطرة العناصر الإرهابية على مديريات ومناطق ساحل حضرموت التي ألحقت عبثا بالبنية التحتية للمطار وتعطيل أجهزته ونهب ممتلكاته.

ومن ثم جاءت الحرب  في اليمن التي تسببت في 
زيادة حجم معاناة المواطنين والمقيمين في البلاد منذ عام 2015.

وتسببت عملية إيقاف الحركة الجوية في مطار الريان الدولي بمدينة المكلا، الواقعة في محافظة حضرموت، شرقي اليمن، في عناء السفر وخاصة المرضى.

_ جهات معادية :

واستخدمت جهات معادية ورقة عرقلة افتتاح مطار الريان ضد القوات الإماراتية في المكلا للاساءة للإمارات، وتداول بعض الناشطون والسياسيون، معلومات عن جهات معادية من بعض العناصر في الشرعية اليمنية التي استخدامت ورقة مطار الريان وعرقلة افتتاحه كورقه سياسية تستخدم ضد تواجد قوات التحالف العربي بمدينة المكلا وبالأخص دولة الامارات العربية المتحدة التي كان لها الفضل الأبرز في تحرير ساحل حضرموت وإعادة تطبيع الحياة لمديريات الساحل ودعمه في شتى المجالات.

وحاولت تلك الجهات التي تريد أن تعرقل افتتاح المطار الى تحميل الأشقاء الاماراتيين المسؤولية ورمي التهمه إليهم، متناسيين ان دولة الامارات هي من تبنت عملية إعمار وإعادة تأهيل مطار الريان، وانشاء صالات مغادرة واستقبال حديثه وبمواصفات عالمية، إضافة الى رفده بالمعدات الخاصة بوسائل الطيران والسلامة.

_ ماذا قالت هيئة الطيران المدني ؟

وفي وقت سابق، أصدرت هيئة الطيران المدني والإرصاد، توضيح بشأن توقف مطار الريان الدولي وعدم مزاولة نشاطه، وقالت هيئة الطيران أن السبب يعود إلى أسباب فنية لم توفرها الحكومة في الوقت ذاته.

وجاء في التوضيح الذي نشرته الهيئة آنذاك: طالعنا في بعض الصحف والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي ترويج أخبار مغلوطة واتهامات باطلة للهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد وقيادتها حول عدم رغبة الهيئة في تشغيل مطار الريان الدولي، ضاربين عرض الحائط بالجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة وكوادرها العاملة بالمطار في إعادة تأهيله وإدخاله في الجاهزية لتشغيل الرحلات الجوية والتي توجت بإصدار الهيئة تعميمًا بجاهزية المطار في 20 / 11 / 2019م، واستقبل بعدها المطار رحلات تجارية للخطوط الجوية اليمنية وعددًا من رحلات جلب العالقين بالتعاون مع الأشقاء في دول التحالف العربي”.

وأضافت الهيئة: “جاء توقف نشاط المطار في ظل وجود بعض النواقص الفنية الهامة والتي تأتي بناء على اشتراطات منظمة الطيران المدني الدولي وتم الرفع بها للجهات العليا للدولة وكذا البحث مع المنظمات الدولية في امكانية توفيرها من أجل إعادة تشغيل المطار.

مشيرة الى التعميم الذي نشر سابقا والموجه لشركات الطيران العاملة بالجمهورية اليمنية حول إعادة تفعيل بعض الخطوط الجوية الهدف منه إشعار الشركات بأنه تم فتح بعض الخطوط الجوية الملاحية التي كانت مغلقة منذ أعوام بسبب الحرب، والتي من شأنها التقليل من المسافات المقطوعة واستهلاك الوقود .

_ تصريحات  السلطة المحلية بالمحافظة:

وجاء في تصريحات سابقة للسلطة المحلية بمحافظة حضرموت، أدلى بها نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي _محافظ المحافظة – قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، أكد خلالها أن قيادة السلطة المحلية، تتابع باستمرار مع الحكومة الشرعية وقيادة التحالف العربي، إعادة استئناف الملاحة الجوية في مطار الريان الدولي بالمكلا.

وفي ذات السياق، تطرق البحسني، إلى الاشتراطات التي وضعتها هيئة الطيران المدني، والتي شملت توفير وسائل الدفاع المدني، ونفى البحسني، بعض الأقاويل والاشاعات المغرضة، التي تشير إلى ان دولة الإمارات والحكومة الشرعية لهما هدف في إيقاف الرحلات الجوية عبر مطار الريان الدولي، لافتاً إلى أن قيادة دولة الإمارات الشقيقة حريصة على فتح المطار، إلا أن العائق الوحيد حاليا هو عدم توفر وسائل الدفاع المدني، مؤكدا أن قيادة السلطة المحلية بالمحافظة لن تتأخر في استئناف النشاط الملاحي بمطار الريان في حين يتم توفير وسائل الدفاع المدني.

وأثارت هذه التصريحات سخرية الكثير من المواطنين وخاصة أبناء المحافظة، متسائلين بشدة عن الأسباب الحقيقية والواقعية التي أغلق بسببها المطار، كون أن مبررات السلطة بالمحافظة لم يستوعبوها.

_ افتتاحه سابقا:

وفي الوقت السابق الذي فتح فيه مطار الريان الدولي، بداية لتخفيف المعاناة من خلال بدء بوادر إعادة نشاط المطار، والذي استقبل اول طائرة قادمة من جمهورية مصر العربية، وسط تفاؤل شعبي عند الحضارم باستمرار نشاط الملاحة الجوية لمطار الريان الدولي، وجاء تدشين الرحلات الجوية عبره، في سبيل التخفيف عن كاهل وعناء المواطنين، وتقليص التعب والتكاليف المادية التي يتجرعونها عبر مطار سيئون بالوادي.

وفي ذلك الوقت، أعلن رئيس الهيئة العامة للطيران والأرصاد في عدن صالح سليم بن نهيد إعادة تفعيل الخط الملاحي الجوي بين مطار الريان بالمكلا ومطار عدن الدولي للرحلات الداخلية فقط.

وجاء في مذكرة صادرة عن بن نهيد، إلى شركات الطيران العاملة في اليمن عن تفعيل الخط الملاحي للرحلات الداخلية فقط ، دون أن يحدد موعد بدء وصول أول الرحلات من وإلى مطار المكلا باتجاه أو من عدن فقط.

وبعد أن تنفس المواطنين وبدأت رحلات الطيران تنطلق من مطار الريان، فجأة توقف النشاط الجوي مجددا وجعل المواطنون في تساؤلات أخرى بصدد التوقف دون معرفة أي مبررات من الجهات ذات العلاقة.

وتعالت الأصوات وتساءل جميع أبناء المحافظة، حول السبب الرئيسي في اغلاق مطار الريان الدولي بعد استئناف عملية تشغيله في شهر نوفمبر من العام الماضي 2019م واعادته من جديد رغم غياب دام اكثر من 5 سنوات عقب سيطرة العناصر الارهابية في 24 ابريل من عام 2015م على مدينة المكلا وضواحيها، فهنا انقطع الامل لدى الكثير من مواطني حضرموت الساحل بداخلها وخارجها ، حيث كانوا يرون في افتتاح مطار الريان عودة أمن واستقرار نسبي للمحافظة، وتخفيفا لمعاناة الكثير من الناس الذين يحتاجون للسفر للخارج ويضطرون بعد اغلاقه لتحمل مسافات السفر الطويلة للوصول الى مطار سيئون او مطار عدن.

والى يومنا مازال مطار الريان مغلقة أبوابه، وأصبحت التساؤلات الشعبية حديث الشارع ووسائل التواصل الاجتماعي عن أسباب الإغلاق، إلا أنهم متفائلين خيرا عقب تشغيل مطار صنعاء والذي جاء ضمن نتائج الهدنة بين القوات الحكومية والمليشيات الحوثية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى