مخدر “الشبو” يغزو المحافظات المحررة.. أياد حوثية تعبث بعقول الشباب
الوسطى اونلاين _ العين
حرب من نوع آخر يخوضها اليمن ضد قاتل صامت يهز أركان البلد المتأثر بالانقلاب الحوثي للعام الثامن على التوالي.
وبينما ينتشر مخدر “الشبو” في اليمن، تواصل الأجهزة الأمنية توجيه سلسلة ضربات للمهربين والمروجين وأوكارهم ومعاملهم.
وخلافاً عن بقية المخدرات، يقول ناشطون إن “الشبو” لم يكن يغزو كبرى المدن المحررة الخاضعة للحكومة بما فيها العاصمة عدن إلا في الآونة الأخيرة، حيث تسلل إلى الشوارع والأزقة وصار يفترس الشباب والفتيات ويثير الفزع في المجتمع.
ومخدر “الشبو” له تسميات عدة منها “الكريستال المخدر” و”الميثافيتامين” و”المخدر النازي”، وتعود تسميته بحسب البعض إلى تاجر المخدرات المكسيكي “إل تشابو”.
حرب حوثية – إيرانية
وتعد المخدرات إحدى أسلحة مليشيات الحوثي لاستدراج الشباب وبدرجة أساسية “الشبو” الذي اخترق مؤخراً المناطق المحررة كمسحوق أبيض يتم تعاطيه بعد خلطه مع مكونات أخرى.
ولوحظ وفق مختصين خلط متعاطي “الشبو” المخدر في “الشيشة” و”المعسلات” و”الشمة” و”القات” لتجاوز الرقابة المجتمعية والأمنية وهو ما جعل الأجهزة الأمنية تصفه بالحرب الجديدة وتلمح لجهة الحوثي وإيران وحزب الله الإرهابي.
وقال مصدر أمني لـ”العين الإخبارية” إن مليشيات الحوثي استخدمت مخدر “الشبو” لعناصرها المقاتلين وهي تملك بالفعل أخطر مهربي المخدرات ويعد معقلها الأم صعدة أكبر وكر لإدارة شبكات التهريب العابرة للحدود بشراكة وثيقة مع إيرانيين ولبنانيين.
ومطلع الشهر الجاري ضبطت الأجهزة الأمنية زورقاً على متنه 6 بحارة يحملون الجنسية الإيرانية يعملون في تهريب المخدرات (الشبو – الكريستال ميث) المصنف بأنه الأشد فتكاً من بين أنواع المخدرات.
وقبلها بـ15 يوما من مايو/أيار الماضي، ضبطت البحرية الأمريكية 640 كيلوجراما من مخدرات “الميثامفيتامين” بقيمة 39 مليون دولار بحيازة 9 مهربين إيرانيين في المياه الدولية من بحر العرب وهي شحنة كانت تابعة للحوثيين.
ضربات استباقية لعصابات عابرة
مؤخراً، وجّهت الأجهزة الأمنية في مناطق الحكومة ضربات استباقية توجّت بضبط عشرات المهربين والمروجين بعد مداهمة أوكارهم وضبط كميات من المخدر القاتل.
وتركّزت تلك الضربات في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة خلال الأسبوع الماضي وسبقها عمليات ضبط مختلفة امتدت إلى العاصمة عدن لكن مراقبين اعتبروها غير كافية وطالبوا أجهزة الأمن برفع اليقظة لا سميا بعد التفشي المخيف لمخدر “الشبو” ووصله إلى بعض الجامعات.
وتتبعت “العين الإخبارية”، سلسلة من عمليات المداهمة التي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية مؤخرا، للحد من انتشار مخدر “الشبو” كان أبرزها ضبط 35 مروجا بينهم 8 هم الأخطر في شبوة.
كذلك اكتشفت الأجهزة الأمنية قبل يومين أول مصنع لصناعة الشبو ويقع في “القطن” في حضرموت وسعت على الفور في هدمه واعتقال مالكه.
كما قضى حكم صادر عن المحكمة المتخصصة في حضرموت وشبوة وسقطرى والمهرة بإعدام اثنين من مروجي مخدر الشبو وذلك للمرة الأولى منذ سنوات في توقيت استهدف تعزيز دور الأجهزة الأمنية في ردع العصابات في المحافظات الجنوبية ومكافحة الآفة.
وبحسب سلطات شبوة الأمنية فإن التحقيقات مؤخرا مع خلايا الترويج والتهريب المضبوطة لمخدر “الشبو” كشفت عن تعاونها مع عصابات مماثلة من صنعاء الخاضعة للحوثيين والمهرة أقصى شرقي البلاد وعصابات أفريقية تنشط في خليج عدن ومدن خليجية.
عدن ترفع الجاهزية وتتوعد بعقوبات رادعة
في العاصمة عدن بدأت السلطات الأمنية ورشة عمل مكثفة للضباط ومنتسبي إدارة مكافحة المخدرات لرفع جاهزيتهم على أساليب الحد من تفشي الآفة الخطيرة ومكافحتها في ظل تحديات أمنية جمة.
وحملت الورشة التي شارك فيها مدير شرطة عدن اللواء الركن مطهر الشعيبي شعار “حقائق المخدرات وإنقاذ الأرواح” وذلك مع بدء ظهور “مخدر الشبو” في المجتمع.
واعتبر المسؤول الأمني في حديثه للضباط المشاركين أن ظهور الشبو حرب على العاصمة عدن ومحافظات الجنوب المحرر، مشيرا إلى أنه أخطر أنواع المخدرات التي يجب سرعة مكافحتها وأخذ الحيطة والحذر من تفشيها ومنع انتشارها.
ودعا المسؤولون، جميع خطباء المساجد ومديري المدارس وعقال الحارات واللجان المجتمعية والجهات التابعة للأدوية لرفع أهبة الاستعداد والتعاون مع أجهزة الأمن، والسلطات القضائية لإنزال أقسى العقوبات الرادعة مع المتورطين بنشر مخدر “الشبو” جنوبي اليمن.
وكشف مدير مكافحة المخدرات في شرطة عدن العميد فضل عبدالكريم عن استخدام ما وصفه بـ”العدو” وسائل جديدة في نشر المخدرات عبر الزج بصغار السن والنساء والمسنين في اختراق الأماكن التي يريدونها، معتبرا ذلك عمليات ترهيب للأجهزة الأمنية.
وطالب المسؤول الأمني الحكومة بفتح وتأهيل السجون واعتماد سجون وعنابر خاصة بالمتورطين وتوفير وسائل كاشفة للنقاط الأمنية لضبط المخدرات والتي ستحقق قفزة في النجاحات تصل لـ60%.
وتفتقر أجهزة مكافحة المخدرات في المناطق المحررة الخاضعة للحكوم للإمكانيات اللازمة منها أجهزة الكشافة في حواجز التفتيش وذلك إثر تدمير الحرب الحوثية لقدرات الأمن اليمني منذ أواخر 2014.