أخبار محلية وتقارير

كشف حقيقة انتقال الحكومة إلى حضرموت.. رئيس الوزراء: لا سلام الا بدحر مليشيا الحوثي

الوسطى اونلاين – متابعات

أجرت قناة الغد المشرق لقاء أمس الإثنين مع دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك تناول العديد من المواضيع الهامة.

وناقش اللقاء العديد من الملفات والقضايا التي تهم المواطن اليمني ولاهميته تعيد صحيفة “عدن الغد” نشر ماجاء فيه:

نص الحوار:

◾المقدم: طالما نمر بهذه الذكرى التي تمثل 5 سنوات مرت على تحرير الساحل من تنظيم القاعدة على يد قوات النخبة وإسناد مباشر من دولة الإمارات وقيادة التحالف العربي، بفضل هذه الإنجازات تنعم هذه المناطق الآن بمستوى من الأمن يليق بهذا الإنجاز، ألا تستحق هذه المحافظة أن تنعم بخدمات تتوازى مع هذا الإنجاز؟
◼️دولة رئيس الوزراء: بالتأكيد، تكلمت كثيراً في لقاءات أن هذه الزيارة كانت غير تقليدية، اللقاءات التي رأيتموها غير اللقاءات غير الرسمية الكثيرة، دائماً ننشد الأفضل ولا نتوقف عند مستوى معين لأن حضرموت تستحق ما هو أفضل سواء خدمات أو اقتصاد إضافة إلى عامل الأمن الذي ترسخ خلال الخمس سنوات الماضية، لكننا نتحدث في حدود ما يمكن أن نقدمه، وتحدثنا بكل واقعية وشفافية، وأعتقد أن هناك أشياء كثيرة ستتحسن، نحن نبشر أبناء المكلا وحضرموت عامة أنه سيكون هناك تحسن في عدد من الأمور والمؤشرات وبالذات خدمة الكهرباء.


◾المقدم: مشكلة الكهرباء على رأس المشاكل تقريباً التي يعاني منها المواطن سواء في حضرموت أو غيرها من المناطق، البعض يتساءل هل عجزت الحكومة عن سداد الكهرباء لترتقي إلى الخدمة المطلوبة، والحكومة مسنودة من التحالف سواء على المستوى العسكري أو حتى الجانب الإنساني، هل تقف الكهرباء عائقاً أمام ذلك؟
◼️رئيس مجلس الوزراء: مشكلة الكهرباء نتيجة تراكم عدد من الأخطاء المتراكمة وتحولت إلى ثقب أسود، الأرقام التي أنفقت فيها مهولة وكان ومن الممكن أن توجَه بشكل أفضل، التراكمات هذه منذ سنوات، محطة الريان بنيت قبل عشرين عاماً أو ثلاثين، أي لا يوجد شيء بني في البنية التحتية خلال الفترة الأخيرة، نفس الشيء يحدث في عدن تقريباً، كانت المحطات على المركزية مع شبكات ربط وطنية، والآن بعد الحرب أصبحت أشبه بدكاكين كهرباء أسميها، التقينا بالقطاع الخاص وأوجدنا حلولاً هنا في المكلا لبعض المديونيات فيما يتعلق بالمشتقات وقطاع الطاقة المشتراة، لإسناد المحافظ والسلطة المحلية في كثير من الأمور، لكن عندما ترى هذه الأرقام مع ما يمكن تقديمه من خدمة لا يمكن الحديث بهذه الأرقام وهذا التوليد وهذا الرقم البسيط واستهلاك هذا الوقود، منحة الأشقاء في المملكة العربية السعودية ستنقذ الوضع بشكل كبير وستساعدنا خلال سنة لكن لدينا 12 شهراً لنقوم بإصلاحات حقيقية، فهذه الفرصة الرئيسة بالذات في المدن الكبيرة عدن والمكلا أن يكون فيها إصلاحات حقيقية للمنظومة، إصلاحات كبيرة في القطاع لأن الكهرباء تقريباً مجاناً وفي نفس الوقت تنتَج بأعلى كلفة في المنطقة والعالم كما أعتقد.


◾المقدم: كانت هناك تأولات كبيرة بأن تدخل محطة بترومسيلة التي مولت من فخامة الرئيس من الحكومة اليمنية وكانت ستنقذ الوضع إلى حد ما في العاصمة عدن تحديداً، تأخير هذا المشروع رمى بظلاله على الوضع بشكل عام أي الوضع الخدمي فيما يخص الكهرباء، ما الذي يعرقل دخول المحطة للخدمة؟
◼️رئيس الوزراء: أن تدرك ما حصل، العامان الماضيان كانا صعبين جداً، والاضطرابات أثرت وكان يفترض إنهاء المشروع العام الماضي، عندما ندخل في نزيف ونعود دائماً للوقود والديزل وتتأخر دفعات معينة لإنجاز المشروع.. لأن الموضوع ليس محطة، لا يمكن توليد مركزي في عدن إلا بإنهاء الشبكات الكبيرة التي هي 132 والشبكات التي على مستوى أقل 33 أو 11، فالبنية التحتية لعدن من الشبكات.. وما يقام الآن في عدن من شبكات هو مشروع استراتيجي لـ 30 أو 40 سنة، وكان مخططاً له في نهاية التسعينات والدولة مستقرة والوضع مستقر، الشيء المهم الذي ينبغي أن يعلمه المشاهد أننا في حالة حرب، بينما سابقاً الدولة كانت مستقرة وإنتاجنا كان يصل لـ 300 و40 ألف برميل ما بين 2004 و 2005، وكانت معظم مشاريع الكهرباء تقوم بها صناديق عربية، الصندوق السعودي والصندوق العربي، صناديق ممولة خارجياً، أن تقام الآن مشاريع بهذا الحجم والإنفاق من الدولة ونحن في حالة حرب هذا يعتبر معجزة، هذا الأمر صعب، هذه الشبكات كانت تقوم بها صناديق سابقاً، حتى شبكات الربط الآن التي مثلاً بين خور مكسر والعريش هذه كلها كانت من الصندوق الكويتي وما زالت بعضها، وهذا دور كبير لوزارة التخطيط في تفعيل هذه الاتفاقيات، الآن لكي ننقذ عدن هناك عمل بحيث إذا انتهت الشبكة والمحطة نخرج من هذا المأزق، الصيف الذي أمامنا صعب لكن مع وصول منحة الأشقاء في المملكة ستنقذ الوضع في عدن والمكلا و80 محطة على مستوى الجمهورية.


◾المقدم: ما ينفق على شراء الوقود لتشغيل المحطات فقط في عدن لم يعمم على بقية المناطق- وسآخذ عدن كمثال- ألا يكفي لتمويل مشروع استراتيجي حقيقي؟
◼️الدكتور معين: هذا النزيف موجود منذ سنوات، حتى في مأرب التي فيها ديزل من المصفاة تنتج 8 ألف برميل، الديزل يذهب كله لطاقة مشتراة والمحطة الغازية جنبهم. تخيل مثلاً أن مأرب كمدينة غير مربوطة بالمحطة الغازية الرئيسة..


◾المقدم: والتي تعتبر المنظومة الوطنية الأساسية..
◼️دولة رئيس الوزراء: وتخسّر الدولة، في الأخير أنا إذا خسرت مليار ونص أو اثنين مليار ديزل كان من الممكن أن أبيعه في السوق وفي نفس الوقت أدفع طاقة مشتراة في هذا الحدود تقريباً فأخسر 3 إلى 4 مليار شهرياً. الآن تقريباً رُبِطت نصف مدينة مأرب وبعد 4 إلى 5 أشهر سننتهي من هذا النزيف، وعندما نتكلم عن حضرموت وشبوة مثلاً ينبغي الانتهاء تماماً من الديزل، فهذه مناطق فيها غاز أي وسائل مختلفة لتوليد الطاقة، خلال هذا العام ستكون هناك مشاريع لهذا الأمر، لكي يعلم المشاهدون أن الوضع في المكلا سيختلف كان هناك نقاش على محطة الـ 100 ميجا لبترومسيلة وكانت الدراسات الأولية بالنفط الخام، والآن هي دراسات تغيرت بالغاز، واليوم تقريباً وصلت الدراسات الأولية وكان هناك لقاء فني بسيط وسيسلم جزء منها للمحافظة وجزء منها لاستكمال الدراسات لجدولة تنفيذ المحطة بالغاز، هذا هو الموضوع الاستراتيجي الذي يمكن أن نقول إن تكلفة إنتاج الكهرباء فيه إلى 3 أو 4 سنت، أي حديث آخر هو مكلف. ستبقى المشكلة لدينا في عدن، كيف ستعمل محطات بترومسيلة بالنفط الخام في البداية ممكن، لكن مهم أن تتحول للغاز لأن الكلفة في الصيانة أو إهدار المحطة كبير.


◾المقدم: النفط الخام سيكلف أيضاً في الوقود.. الحديث يدور عن أن الحكومة غادرت عدن دون عودة، لن تعود إلى عدن وستتخذون من حضرموت مقراً رئيساً لإقامة الحكومة، هل هذا الكلام صحيح؟
◼️الدكتور معين: أي حديث من هذا القبيل لا أساس له ولا معنى، اخترنا أول زيارة للمكلا، وخلال فترة توليي لرئاسة الحكومة أول زيارة تقريباً، وهذا جزء من عمل رئيس الحكومة وفريقها الوزاري أن يزور عدداً من المحافظات للاطلاع على الأوضاع وتفقد كثير من الأمور وتلبية عدد من الاحتياجات، لكن العاصمة المؤقتة عدن والمؤسسات في عدن، وكثير من الوزراء والوزارات تعمل الآن في عدن، فهذه التكهنات لا أساس لها، الزيارة هذه كانت مهمة، اختيار المكلا كان رمزية، وستكون هناك زيارات لمحافظات أخرى، لكن عدن تبقى العاصمة، ويمكن لمواطنينا في المكلا أن نقول لهم إن هذه الزيارة حققت أشياء كثيرة جداً، رتبنا أموراً كثيرة، وفي موضوع أعباء الكهرباء اتفقنا مع الأخ المحافظ على عدد من الأمور، وهناك زيادة في الطاقة التوليدية وستكون تقريباً خلال أسابيع وستخفف ساعات الانقطاع، وهناك تفاصيل فيما يتعلق بأمور تخص الوقود والطاقة المشتراة، وأمور تتعلق أيضاً بالميناء الجاف، وكانت هناك مشكلة كبيرة تتعلق بتدفق البضائع، ميناء المكلا مزدحم، هذا الموضوع يمكن إنجازه خلال أشهر وتكلفته ليست كبيرة، وكُلفت في السلطة المحلية بالتنسيق مع الجهات، وأمور متعلقة بتوثيق الأراضي التي كانت مغلقة بقرارات عليا وفتحها لكل المستثمرين، نحن رأينا استثمارات في بعض المصانع تصل إلى 40 أو 50 مليون دولار، من المهم لرأس المال أن يُدعم، وهذا الموضوع كان محل ترحيب كبير من الغرفة التجارية، وهناك قرارات فيما يتعلق بالأراضي الاستثمارية والأوعية الخاصة بزيادة الإيرادات في الجانب الاستثماري بالذات موضوع الأراضي، وتنظيم أمور معينة، كل هذه تم الاتفاق عليها مع السلطة المحلية خلال هذه الزيارة، فالزيارة هذه زيارة عملية وليست فقط زيارة بروتوكولية للاجتماعات والتصوير وغيره، فهذه الزيارة ستتكرر في أكثر من محافظة، والعودة ستكون دائماً للعاصمة المؤقتة عدن، الوزراء هناك، دواوين الوزارات هناك وكل العمل يتم من هناك.


◾المقدم: السلطات المحلية في المناطق المحررة مع كل أسف هناك عدة حكومات توالت على إدارة تلك المناطق منذ اندلاع الحرب وتحريرها حتى الآن، كانت وما زالت تلك السلطات ترفع أصواتها شاكية من إهمال معظم الحكومات التي توالت، إلى أي مدى يمكن أن تعطوا السلطات صلاحيات اتخاذ القرار؟
◼️رئيس مجلس الوزراء: الوضع الآن أفضل بكثير مما سبق، ظروف الحرب والبلاد الآن صعبة لكن الصلاحيات التي أعطيَت الآن أكبر، حجم حصص المحافظات من ثرواتها أصبح أكبر، الوضع بالعكس يحتاج له حوكمة أكثر وإدارة بشكل أفضل، الإيرادات المركزية إذا تركز عليها ستقل، فأنت ركز على إيراداتك المحلية، هناك نقاشات كثيرة هنا تمت في حضرموت واتفقنا مع المحافظ بشكل كبير على زيادة أوعية إيرادية محلية كبيرة وعلى ترتيب وتنظيم هذه الإيرادات، لأن ما يهمك الآن هو الإيرادات المحلية والمركزية بحيث الدولة تقوم بكل أعبائها، فهذا لم يحصل سابقاً. زمان كانت الأرقام التي تناقش كحصص للمناطق سواء كانت مأرب أو حضرموت كانت بسيطة ولا تُقَر من أي جهة، كان قرار من فخامة الرئيس بتخصيص 20% استثنائياً وشجاعاً، والآن هناك حصة لكل محافظة، حتى حماية الشركات المنتجة أصبح أفضل، لكن إنتاجنا بسيط، حضرموت تنتج الآن حوالي 28 ألف برميل أو 30، هذا رقم بسيط مع أن من الممكن زيادتها لتصل 100 ألف، وشبوة أيضاً يمكن أن تزيد إنتاجها، والأساس أن يزيد لدينا الإنتاج للثروات وزيادة الثروات بشكل كامل، نحن نواجه تحديات كبيرة.


◾المقدم: لكن بالمقابل مع الأسف تمتنع بعض المحافظات من توريد إيراداتها إلى البنك المركزي، وهذا سبّب حرجاً للحكومة وأيضاً سبب عائقاً أمام البنك المركزي لإدارة الموارد، ألا يمكن اتخاذ إجراءات مركزية أو حكومية في هذا السياق؟
◼️رئيس الوزراء: اتخذت عدد من الإجراءات. كل نموذج يختلف عن الآخر، كان هناك مثلاً تجميد للحساب بحدود 28 مليار، وهناك إشكاليات تختلف من مكان لآخر هناك إشكاليات تأخذ ضرائب جمارك وتحطها بحساب سلطة محلية، فهناك إشكاليات متعددة، أيضاً أوجه الصرف وطريقته، أيضاً الموازنات السابقة، الموازنات الطارئة التي تحتاجها لبعض القطاعات، الوضع يختلف الآن مع تكوين حكومة الكفاءات السياسية، نحن فقط بدأنا سوية منذ 3 أشهر، العام الماضي كان صعباً، عام لأجل تشكيل حكومة، وعام كان فيه الإنتاج ضعيفاً وأسعار النفط ضعيفة، ونحن حتى هذا العائد من العملة الأجنبية كان ضعيفاً، لأن لدينا تكلفة الإنتاج العام الماضي في 5 إلى 6 أشهر كان التصدير تقريباً أو كلفة إنتاج النفط يساوي كلفة البيع، فلم يكن هناك عائد كبير، فالعام الماضي 2020 كان صعباً مع جائحة كورونا ووضع اقتصادي صعب، أما هذا العام فلم نعمل بعد سوى 3 أشهر فقط، فخلال 3 أشهر من الصعب أن تساءل على كل الإصلاحات في وقت واحد، الحكومة تقوم بعملها بشكل كبير وبإذن الله ستكون هناك نتائج سريعة قريباً.


◾المقدم: عادة في الظروف الطبيعية يتم تقييم أداء الحكومة خلال 100 يوم من توليها المهمة، أنتم واجهتم تحية من نوع آخر وأنتم تعودون إلى الديار بعد تشكيل الحكومة، والكل يعلم ما حدث في مطار عدن الدولي، هذا كان تقريباً بمثابة رسالة قد تكون إيجابية أو سلبية أنتم تحددون مسارها، كيف تقيم أداء حكومتك حتى الآن؟
◼️الدكتور معين: الظروف صعبة لأننا كنا نتوقع دعماً بشكل أكبر من الأشقاء في التحالف والمجتمع الدولي، فهذه حكومة توافق سياسي من كل القوى السياسية ما عدا الحوثيين الذين يختلف وضعهم، فالعالم لا يعرف قيمة هذه الحكومة، بعض الناس يقولون ماذا قدمت الحكومة، الوضع الآن سيئ لكن من الممكن أن يكون أسوأ بكثير، يمكن أن يتضاعف سعر الصرف وتنهار العملة وينهار النظام البنكي، أشياء كثيرة قد تنهار، الناس قد يطالبون الآن بخدمات وهذا حقهم، والحكومة مساءلة ومحاسَبة، لكن نحن نتكلم بصراحة وشفافية، قد تكون منحة المشتقات النفطية هي أول دعم جاء فعلياً للحكومة، نحن نعلم أن الوديعة السعودية كانت تساهم في غطاء نقدي معين، لذلك من المهم الحفاظ على التوافق السياسي وعلى اتفاق الرياض واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، لأن أي خلل نتائجه ستكون كبيرة جداً، نحن نرى نتائج تأخر تشكيل حكومة في دولة شقيقة مثلاً مثل لبنان ما الذي حصل، تدهور فيها سعر الصرف عشر مرات تقريباً، أما بالنسبة لنا ففي طول فترة الحرب كلها تدهور سعر الصرف ثلاث مرات، بمعنى أن الوضع قد يكون أسوأ إذا حصل أي اختلال في المنظومة، كلما يكون هناك دعم أفضل كلما حققنا نتائج أفضل.


◾المقدم: يعني هذا أن الدعم لا يرتقي إلى طموحاتكم التي كنتم تعولون عليها؟
◼️دولة رئيس الوزراء: كان هناك حشد للمساعدات الدولية عبر منظمات الأمم المتحدة، لكن أنا أتكلم دوماً مع المانحين أن الدعم عبر الحكومة يكون أقوى وأفضل، بمعنى كم مليارات جُمعت خلال خمس سنوات من تعهدات المانحين؟ لكن كان لدعم الأشقاء في المملكة عبر الوديعة أثر كان الناس يسألون حتى المواطن البسيط متى ستأتي الوديعة أو دعم للاقتصاد بشكل مباشر، لأن الحكومة مسؤولة عن مرتبات وضمان الاجتماعي ونظام دولة، يعني كأنك تحافظ على الـ DNA لهذه الدولة، السلطات المحلية قد لا ترى الوضع لكن حكومة هناك مسؤوليات كاملة، الرواتب المدنية لم تتأخر ليوم واحد خلال خمس سنوات، أنا أتذكر في البداية في 2015 و2016 مع بداية نقل البنك المركزي كيف كانت الصعوبات، والآن قلت قيمة العملة وقدرة المواطن على الشراء براتبه، هذا في الحسبان، لم يعد المرتب بنفس الحجم السابق، دكاترة جامعة، مدرسين، وغيرهم، هذه كلها شرائح تُسحَق تحت وطأة غلاء المعيشة، لكن هناك فرملة وتحكم بالوضع، الحكومة ستحسن الوضع، إذا جاء دعم سيكون معدل التسارع أكبر، فبالنسبة للمجتمع الدولي والأشقاء والمحيط الإقليمي دعم الحكومة مهم حتى لو كنت ذاهباً لاتفاق سلام، الحكومة حتى تصل لاتفاق سلام هي الأساس للحفاظ على البلد.


◾المقدم: هناك أمر مقلق في مأرب دارت رحى الحرب ووصلت مشارف المدينة، كنا نتحدث أن صنعاء باتت على مرمى حجر، وأصبحت الحكومة الآن والجيش يحاولون أن يحافظوا على بقاء مأرب سالمة لا تصلها يد الكهنوت الحوثي، ما الذي أدى إلى قلب موازين القوى، هناك أمر مقلق يحيط بمأرب، ما تقييمك للوضع العسكري في مأرب؟
◼️رئيس مجلس الوزراء: الحوثيين تلقوا أوامر، كان هناك تصريح من وكالة الأنباء الإيرانية حول التوجه لمأرب، الحوثي حشد إمكاناته باتجاه لمأرب، وهي محرقة للحوثي، آلاف يموتون، هؤلاء كلهم يمنيون مغرر بهم، لكن الحوثي يلقي بآلاف إلى التهلكة في مأرب. المعركة كبيرة قوسها من الجوف إلى مراد تقريباً، كل قبائل مأرب تقاتل وأراضي مفتوحة وهي معركة كل اليمنيين، مأرب أولوية وصمودها أولوية، نحن نتذكر صنعاء في حصار السبعين كانت صنعاء محاطة من كل مكان ثم اندحر الكهنوت من خارج الأراضي وخرج حتى من صعدة، فهذا يعطينا مؤشر ومقياس لأهمية المعركة، قد يرى الناس أن هناك تراجعاً في بعض المناطق لقوات الجيش، لكن خسائر الحوثي 3 أو 4 أضعاف، نحن لا نتمنى كل هذه الدماء لكن الحوثي يلقي بالناس إلى التهلكة، هو طلب الموت وسيلاقيه في مأرب، معركتنا ومعركة كل اليمنيين هي أولوية في مأرب، ونعول هناك على الجيش والقبائل بشكل كبير والحكومة تدعم بشكل كبير كل الإسناد لهذه المعركة.


◾المقدم: تحريك ملف المفاوضات بات حديث المجتمع الدولي والإقليمي، هناك تحركات أمريكية وإقليمية وأممية لتحريك هذا الملف، هذا ما نسمعه من خلال وسائل الإعلام المختلفة، أين موقع الحكومة من هذه المفاوضات وهل يعني ذلك أن خيار تحرير صنعاء بات غير وارد؟
◼️رئيس الوزراء: ليس هناك شيء غير وارد إذا لم تندحر الميليشيا من صنعاء، لأنني قلت اليمن إما أن يتعافى بشكل كامل أو يمرض بشكل كامل، خلال الخمس السنوات الماضية كان يحصل مد وجزر لكن هل هناك خلطة أو وصفة لحل النزاع؟ كان واضحاً من المبادرة الأخيرة للأشقاء في المملكة كل النقاط حتى أنها طُرحت في وقت مبكر، وطُرحت أيضاً من الحكومة فلم تكن لدينا مشكلة بفتح مطار صنعاء بآليات معينة وبالترتيب لدخول المشتقات مع دفع المرتبات للمواطنين، لكن الإشكالية هي في الحوثيين، نحن لا نتعامل الآن مع قوة سياسية بل قوة متطرفة عنصرية تمارس الإرهاب، وما حصل في عدن وغيره نموذج، وتفجير البيوت. النزاعات السياسية حلها سهل بحلول سياسية، نحن داعمون لجهود المبعوث الأممي وحتى المبعوث الأمريكي، إذا كانت هناك حلول أو نقاط للحل تُحَط على الطاولة، هذا الموضوع سيتضح خلال الفترة القادمة لكن الناس تستبق التكهنات باستنتاجات غير منطقية، وأهم شيء أنه لن تكون هناك تسوية خارج التضحيات التي قُدمت وخارج الثوابت التي تؤسس للدولة ومواطنة متساوية، فأي وصفات لتسويات خارج هذا الإطار لن تكون مقبولة.


◾المقدم: من استرسل في عدائه على المدنيين وأوصل الصواريخ إلى مطار عدن، ما الضمانات التي ستتخذ ضده في حال أقر المجتمع الدولي أو ذهبت الحكومة اليمنية إلى مفاوضات مباشرة معه؟
◼️الدكتور معين: قد ذهبنا إلى مشاورات سابقة أكثر من مرة..


◾المقدم: ولكن الوضع بعد المشاورات ازداد حدة..
◼️دولة رئيس الوزراء: كان هناك خطأ، الخطأ الذي كان في الحديدة واضح، سيطرة القوات الحكومية على الحديدة كان سيعزز فرص..


◾المقدم: تتكلم عن اتفاق ستوكهولم..
◼️رئيس مجلس الوزراء: كانت هناك مشاورات في الكويت ووصلنا إلى نقاط متقدمة، وحصل المعتاد بتراجع الحوثي في آخر لحظة، الموضوع اليمني لا يتعلق بالمشاورات والمفاوضات، يتعلق بإنهاء النزاع الانقلاب والتأسيس لاستكمال العملية السياسية سواء إكمال موضوع الدستور، أي كل الأمور التي تؤسس لتوافق اليمنيين على دولة تحترم المواطنة المتساوية وفيها نظام منتخب في وقت ما وتمثيل سياسي، الحوثي جرف كل الحياة السياسية في اليمن، نرى الآن حكومة توافق سياسي ونقاش ومعارضة هذا كله فقط في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، إذا الحوثي عاد وفكر كيمني بعيداً عن التأثيرات الإقليمية التي أضرت باليمن بالذات التأثير الإيراني أنا ما زلت أرى هذا صعباً والشواهد التي لدينا في مأرب والضالع وتعز توضح ذلك، ما زال الحوثي في هذا الإطار، ما لم يقبل بشكل واضح بالأسس التي قدمت في المبادرة ويعود لنقاش سياسي لن يكتَب لأي مفاوضات قادمة النجاح.


◾المقدم: الحديث يدور عن أن هناك مفاوضات من نوع ما في دهاليز مغلقة سواء بين الحوثي وأطراف إقليمية أو حتى بين الحوثي والتحالف العربي، أين موقع الحكومة إن صح ذلك من الأساس؟
◼️رئيس الوزراء: دائماً هناك قنوات مفتوحة ووسطاء لكن هناك المسار الرئيسي ومسار المبعوث الأممي وأيضاً المبعوث الأمريكي والذي دعمنا جهوده بشكل كبير، ما لم يؤدي ذلك لجهود واضحة بحسب المبادرة ووقف إطلاق النار فهذه الجهود لن تنتج شيئاً، في الأخير حتى موضوع وقف إطلاق النار نحن نرى التصعيد الحوثي في أكثر من جهة، ما لم تسفر هذه الجهود عن مسار وقف إطلاق النار بدون أي شروط تطرح من الحوثي وتوضع الأمور على الطاولة للنقاش لن يكون لها أثر.


◾المقدم: أفهم من كلامك أن المراحل الأولى للخوض في مفاوضات مباشرة أو الجولة الأولى من ذلك هي مرحلة وقف إطلاق النار؟
◼️الدكتور معين: مؤكد، وقف إطلاق النار مطروح في المبادرة فالناس سيذهبون لنقاش سياسي أو أي نوع من المفاوضات بدون آلية وقف إطلاق نار واضحة..


◾المقدم: هل تتوقع كيف سيكون شكل المفاوضات النهائية إن تمت؟
◼️دولة رئيس الوزراء: يختلف إذا سنسميها نهائية أو غير نهائية، هناك جولات سابقة كما ذكرت، إذا كان هناك ضغط حقيقي للوصول إلى حل سياسي شامل وهذا واضح في خطاب الحكومة والقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس فليس هناك مشكلة سيكون هناك نقاش، الانقلاب في اليمن ومع حركة متطرفة عنصرية قد يأخذ بعض الوقت، أهم شيء أن تكون هناك أسس لوقف إطلاق النار وتوجه واضح من قبل الحوثيين بأن يجلسوا على الطاولة ويبتعدوا عن أي خيارات عسكرية وبعدها ندخل في التفاصيل الأخرى.


◾المقدم: جائحة كورونا التي لم تستثنِ أي دولة سواء غنية أو فقيرة، واليمن نالت نصيباً من هذه الجائحة وسمعنا أن هناك لقاحاً وصل وبدأ بالفعل تداوله، هناك ما يدور سواء في الأوساط العالمية أو العربية أو حتى شركات تصنيع اللقاحات تتحدث عن جودة هذا اللقاح وأيضاً هناك بعض المخاوف ترفرف على أطراف هذه اللقاحات التي وجدت وكانت اليمن من تلك البلدان التي استقبلت هذا اللقاح.
◼️رئيس مجلس الوزراء: ما يحصل في دول العالم يجعلنا ننتبه إلى أن أي موجة قادمة لن تستطيع دول بنظام صحي أقوى من اليمن بكثير الصمود أمام موجات من هذا النوع، من حظنا أننا رتبنا موضوع اللقاح الذي هو استرازينيكا وأنا تلقيت اللقاح استرازينيكا ووزير الصحة كذلك ووزراء كثير في الحكومة، هو من أفضل اللقاحات ونقول للمواطنين خذوا اللقاح لأنه إذا حصلت موجات الآن احموا كباركم وصغاركم باللقاح، الأكسجين ومراكز العزل تزدحم وبإمكانيات محدودة للدولة، نحن خصصنا تقريباً 5 مليار وفي تقييم سابق كان 76% من قدرتنا على مواجهة الموجة الأولى كانت الإمكانات حكومية ولاحقاً تفاصيل أخرى لشراكات من القطاع الخاص وغيره، اليمن لا تستطيع تحمل فاتورة كورونا بشكل كبير، وما دام وصل اللقاح ورُتّب مع جهات مانحة خذوا اللقاح، هذا الذي أستطيع قوله لكم، بحيث تتجنبوا أي تبعات، اللقاح آمن.


◾المقدم: هناك كميات أخرى ستصل من هذا اللقاح لأن الكمية التي وصلت أعتقد أنها قد تكون رمزية مقارنة بالاحتياج.
◼️رئيس الوزراء: ستصل كميات، الذي يهمنا الآن أن تستخدم الكميات الأولى، لأن الإقبال على اللقاح غير كبير، ولقاح استرازينيكا يستخدم في دول كثيرة جداً مثل المملكة العربية السعودية، هذا اللقاح مهم لحماية كبار السن خصوصاً، الآن قيادات كثيرة كبيرة في الدولة ودكاترة جامعة نخسرهم، نخسر الكبار في السن وكوادر كبيرة في الدولة بسبب الجائحة.


◾المقدم: ظروف نقل اللقاح والتخزين مع المقومات الأساسية لحفظ اللقاح؟
◼️الدكتور معين: هناك إدارة ممتازة لهذا الموضوع، ويمكنكم مناقشة وزير الصحة في هذا الإطار، اللقاح متوفر الآن ومهم أن يستخدم في تعز والضالع وردفان ومناطق كثيرة تشهد موجات كبيرة للفيروس، لأنها موجات، بعض الناس يرون أنها انحسرت لكن في أي وقت يمكن أن تعود، فاللقاح يؤمنك.


◾المقدم: خزان صافر النفطي كان وما زال مثار قلق للمجتمع الإقليمي والدولي وهو بموقع مخيف، الحوثيون استخدموه كورقة ضغط عالمية ودولية وما زالوا حتى الآن يراوغون ويماطلون ويهددون بقصف هذا الخزان، كيف ستكون تداعيات إهمال هذا الخزان وتجنيبه من الجهود الأممية أو حتى على المستوى المحلي؟
◼️دولة رئيس الوزراء: الحكومة بذلت جهوداً واضحة وقدمت تسهيلات كاملة إلى النقطة التي أدرك فيها المجتمع الدولي أن الإشكالية لدى الحوثيين، اختلاق أعذار مختلفة، قدمنا المرونة الكاملة لحل موضوع خزان صافر لأنه قنبلة موقوتة، هناك تفاصيل الآن حول محاولات أخرى للإصلاح وهناك وساطات أخرى من دول معينة، لكن الموضوع لدى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على حل خزان صافر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى