الرئيس الزُبيدي: نجحنا في فتح كل الأبواب أمام قضية شعبنا وتمكنا من انتزاع اعتراف الخصوم قبل الأصدقاء
عدن (الوسطى أونلاين )خاص
نظم المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم الثلاثاء، وبرعاية الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، احتفالا بالعاصمة عدن بمناسبة الذكرى 4 لاعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي والذكرى 6 لتحرير العاصمة عدن.
وألقى الرئيس القائد كلمة في الحفل، الذي حضره أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي واعضاء من الجمعية الوطنية والأمانة والعامة لهيئة رئاسة المجلس وقيادات محلية وشخصيات اجتماعية ونخبوية وإعلاميون، أكد فيها على أن المجلس حقق انتصارات على مختلف الصعد جعلت من الجنوب وقضية رقما صعبا على الساحة الدولية.
وأن العالم بات يعترف بان المجلس الانتقالي هو حامل القضية الجنوبية.
النص الكامل لكلمة الرئيس القائد :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الشعب الجنوبي العظيم:
نُحييكم تحية العزة والحرية، والانتصارات المجيدة على طريق الهدف المنشود لاستعادة دولتنا الجنوبية الفيدرالية المستقلة.
يطيب لنا ويسعدنا في هذه الأيام الرمضانية المباركة أن نهنئكم ونبارك لكم بمناسبة الذكرى السادسة لتحرير العاصمة عدن، والذكرى الرابعة لإعلان عدن التاريخي، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الإطار الوطني والسياسي المعبّر عن تطلعات شعبنا والحامل لقضيته والمدافع عنها.
وانطلاقاً من استشعار المجلس الانتقالي الجنوبي وإيمانه بحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه، فإننا نؤكد بأننا لن نألو جهداً عن الانتصار لكل الآمال والتضحيات وكل الدماء الطاهرة التي سالت في ميادين البطولة والفداء للوصول إلى الغاية المنشودة بالاستقلال وبناء دولة الجنوب الحرة المستقلة، وهي المسؤولية النضالية والكفاحية التاريخية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي هذا السياق فقد بذل المجلس الانتقالي الجنوبي ومنذ تأسيسه، كل الجهود الهادفة لوضع قضية شعبنا الجنوبي في مسارها السياسي الصحيح، من خلال الجهد والكفاح والنضال، وهندسة العمل السياسي والدبلوماسي، واستطاع أن يعمل بقوة وثبات وبرؤية ناضجة وواضحة، وحقق لشعبنا نجاحات كبيرة، نقلت قضيته إلى مستويات متقدمة وجعلتها رقماً صعباً في المحافل الدولية، من الصعب تجاوزها أو القفز عليها.
وعلى الصعيد التنظيمي عمل المجلس على استكمال بنيته التنظيمية وتشكيل هيئاته المختلفة المركزية والمحلية، وبات حضوره فاعلاً في كافة مدن ومناطق الجنوب، وفي العديد من الدول المؤثرة في صناعة القرار الإقليمي والدولي.
وأما سياسيا فقد نجح المجلس في فتح كل الأبواب التي ظلّت مُوصدة أمام قضية شعبنا، وتمكن وخلال ثلاثة أعوام فقط، أن ينتزع اعتراف الأصدقاء وقبل ذلك الخصوم الذين سعوا إلى وأده وإضعافه، وها هو اليوم يقف شامخاً أكثر قوةً وتماسكاً.
وإذا ما تحدثنا عن نجاحات المجلس في المسار الأمني والعسكري، فإن الشواهد على ذلك كثيرة في الانتصار للمشـروع العربي والتصدي للمليشيات الحوثية الموالية لإيران، حيث برزت القوات المسلحة الجنوبية كقوة فاعلة ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وعلى صعيد مكافحة التطرف والإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار حققنا بالتعاون مع الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة نجاحات مشهودة في كافة محافظات الجنوب.
الأخوة الأخوات:
يتجسد نهج المجلس الانتقالي الجنوبي انطلاقاً من أسسه وأدبياته المعبر عنها في إعلان عدن التاريخي ورؤيته السياسية، المؤكدة على إن الجنوب لكل أبناءه وبكل أبناءه، على قاعدة التصالح والتسامح والشـراكة الوطنية، واعتماد مبدأ الحوار والحلول السلمية لإزالة التباينات وحل الإشكاليات، وتعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي.
ولذلك، فإننا وبما تمليه علينا المسؤولية التاريخية أمام شعبنا، ستظل أيادينا ممدودة للحوار مع كافة أبناء الجنوب، ونجدد الدعوة اليوم لكل الجنوبيين إلى توحيد الصف الجنوبي وتنظيم جهوده، وحشد كافة الإمكانيات والقدرات لحماية شعبنا وتأمين مكتسباته وتحقيق تطلعاته.
يا أبناء شعبنا الأبي:
أن ما نمر به اليوم من تحديات، وحرب شعواء تشنها القوى المأزومة ومراكز النفوذ العميقة التي دأبت على العبث والفساد وتكريس سياسات العقاب الجماعي بحق شعبنا، إنما يأتي لإدراك تلك القوى اقتراب نهايتها التي لا مفر منها، وهذا يُملي علينا أن نواصل مسيرة العمل بوتيرة عالية، وأن نضاعف جهودنا، لرفع معاناة شعبنا وإنهاء نفوذ الواهمين بإخضاعنا وابتزازنا واستغلالهم للوضع البائس التي صنعته تداخلات سياسية متشابكة، والتي وإن تجلت بأسوأ صورها فلن تستطيع تجاوز إرادة شعبنا الجنوبي وتضحياته الجسيمة التي لا تزال مستمرة حتى اللحظة.
ومن هذا المنطلق ندعو حكومة المناصفة للعودة إلى العاصمة عدن والإيفاء بوعودها وأداء مهامها في تحسين الخدمات وصرف المرتبات ومعالجة الاختلالات ومكافحة الفساد، وتخفيف وطأة الانهيار الاقتصادي والمعيشـي على شعبنا في الجنوب، وممارسة سلطاتها لإلزام كافة المؤسسات الإيرادية في جميع المحافظات بتوريد عائداتها إلى البنك المركزي في عدن، كما ندعوها إلى مصارحة الشعب واطلاع الرأي العام عن ماهية القوى التي تمارس العقاب الجماعي بحق شعبنا، وأن تضطلع بدورها في مواجهة المتنفذين وتجار الحروب.
وفي هذا الصدد، نجدد التأكيد على موقفنا المبدئي والثابت على العهد مع شعبنا، فنحن منه وإليه، نعيش معاناته، ونتصدر صفوف الدفاع عنه، ونشدد بأن للصبر حدود أمام سياسات التنكيل والعقاب الجماعي التي تستهدف شعبنا، وأن خيارات المجلس مفتوحة لمعالجة قضايا شعبنا بما يلبي تطلعاتهم، كما نؤكد مرةً أخرى بأن المجلس الانتقالي الجنوبي قادر على إدارة الجنوب بما يتوائم والمتغيرات المحيطة ويحمي أمن ومصالح دول المنطقة والعالم.
الأخوة الأخوات:
لقد جسد اتفاق الرياض الإقرار الإقليمي والدولي بالمجلس الانتقالي الجنوبي وقضية شعب الجنوب ومكانته السياسية، ووفّر فرصة حقيقية لإحلال السلام وتصويب بوصلة المعركة، لكن قوى الفساد والإرهاب لا زالت تعمل على تعطيله وتحاول إفراغه من محتواه، ولهذا ندعو الأطراف الراعية للاتفاق إلى إلزام الطرف الآخر بإلغاء كافة القرارات أحادية الجانب، والتزام التشاور المسبق وفق نصوص الاتفاق، واستكمال تنفيذ كافة بنوده دون انتقائية، وفي مقدمتها تشكيل الوفد التفاوضي المشترك، وتشكيل الهيئات الاقتصادية، وهيكلة ووزارات الداخلية والدفاع والخارجية، وكافة الوزارات والمؤسسات العامة، وخروج المليشيات المعتدية التي جعلت مقراتها في شبوة ووادي حضـرموت والمهرة معسكرات لاحتضان الإرهاب وتصديره، ونهب موارد الجنوب، وقتل أبنائها ومصادرة حقوقهم، وتهديد الأمن والسلم الدوليين.
نجدد التأكيد على موقفنا الثابت والراسخ وشراكتنا الفاعلة مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في التصدي لميليشيات الحوثيين الموالية لإيران، ومكافحة التطرف والإرهاب، وحماية المصالح الإقليمية والدولية في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب.
وإذ نبارك كافة المساعي الجارية لإنهاء الحرب والشـروع في عملية سياسية شاملة، ونجدد بأن موقف المجلس الانتقالي الجنوبي كان ولا يزال وسيبقى حاملاً لراية السلام، ساعياً لإيقاف الحرب ومعالجة الوضع الإنساني، داعماً لكل المبادرات الأممية والإقليمية، حريصاً على إنجاح الجهود المبذولة لإحلال السلام في الجنوب واليمن، غير إننا لن نقبل بأية تسويات أو حلول تتجاوز قضية شعبنا الجنوبي، أو ترسم مستقبله السياسي خلافاً لإرادته وتطلعاته.
يا أبناء الجنوب الأحرار:
نحيي أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة، الذين يخوضون ملاحم تاريخية للذود عن أرضنا، ويسطرون مواقف بطولية لتأمين مكتسبات شعبنا وحمايته من أعمال الغزو والعدوان وتنظيمات الإرهاب الحوثي والإخواني والقاعدة وداعش.
فكونوا عوناً لأبنائكم وإخوانكم في القوات المسلحة الجنوبية فهم الرهان الحقيقي في هذه المرحلة وهذه الظروف الحرجة، ولنحمي جنوبنا ونحافظ على وحدة أبناءه.
ختاماً… ثقوا بأن التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا ستكلل بالانتصار، وأننا ماضون بقوة وثبات نحو تحقيق هدف شعبنا المتمثل باستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م، وأننا قادمون على مرحلة واعدة بتحقيق انتصارات سياسية واقتصادية لانتشال الأوضاع الراهنة، مستمدين عزيمتنا من إرادة شعبنا وعدالة قضيته، وهذا عهد الصادقين للصادقين وعهد الرجال للرجال.
نسأل الله تعالى أن يرحم شهدائنا الأبرار.. ويشفي جرحانا.. ويفك أسرانا.. ويرفع معاناة شعبنا، وينصره على القوم الظالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدروس قاسم الزُبيدي
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي
القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية
الثلاثاء 4 مايو 2021م