العقول المفخخة الحوثية.. ما خطورة حضورها سياسيا؟
الوسطى اونلاين – متابعات
يشهد المعسكر الحوثي، أزمات متفاقمة بشكل ربما يكون غير مسبوق، من خلال تمادي حجم الخلافات بين قيادات المليشيات الحوثية صراعا على السلطة والنفوذ ونهب الأموال، بما يوثق أن هذا الفصيل يضم عقولا مفخخة تنذر بمخاطر جمة حال حضورها سياسيا.
الصراعات بين الأجنحة الحوثية يرى محللون إنها بلغت الحد الأخطر والأبعد، وهذا التقييم وُضِع تحديدا بعد اغتيال القيادي الحوثي، في مديرية بني حشيش، أبو فضل يحيى منير الحنمي قبل أيام.
المليشيات الحوثية سارعت إلى محاولة إبعاد حقيقة الخلافات عن معسكرها مدعية أن عناصر قبلية هي التي قتلته، إلا أن أغلب التحليلات والتكهنات أشارت إلى مقتله على يد عناصر حوثية ضمن صراعات الأجنحة.
تفاقم مظاهر القتل من قبل العناصر الحوثية، حملت دلالة واضحة بأن هذا الفصيل ليس جهة سياسية يمكن التعامل معها، لكن المليشيات عبارة عن فصيل مسلح لا يجيد إلا لغة القتل وصناعة الإرهاب.
كما أن الخلافات التي تندلع بين العناصر والقيادات الحوثية أنفسهم، تشير بوضوح إلى أن هذا الفصيل الإرهابي تحكمه الطائفية واللا أخلاقية، يحركها فقط البحث عن المصالح وخدمة النفوذ.
وسبب رئيس في توسع وتفاقم هذه الخلافات الحوثية هي حجم تصارع المليشيات على جني غنائم الحرب المسعورة التي تشعلها المليشيات منذ صيف 2014، وتخلل ذلك تدشين العديد من الكيانات وإن كانت بشكل سري، تتصارع فيما بينها على جني أكبر قدر من المكاسب.
هذه العقول المفخخة التي تهيمن على المعسكر الحوثي يجب التعامل معها بحذر شديد، لا سيّما في واقع العملية السياسية، فإشراك هذا الفصيل في العملية السياسية من شأنه أن يحمل خطورة شديدة لا سيّما فيما يخص الآثار السرطانية التي يحملها نفوذ هذا الفصيل المدعوم من إيران.
هذه الآثار ستكون لها الكثير من التبعات فيما يخص حجم الخطر والضرر الشديد على صعيد انتشار الإرهاب وتغذية ثقافة القتل وصناعة الإرهاب بما يقضي على فرص تحقيق الاستقرار.