سذاجة سياسية للرهان على أحياء حزب المؤتمر الشعبي العام
الوسطى اونلاين – خاص
كتب القيادي الجنوبي والمفكر السياسي الأكاديمي والاستاذ الجامعي الدكتور ميثاق باعبّاد الشعيبي، أن الطامة الكبرى لا تزال فكرة التوريث معشعشة في أذهان هؤلاء البلهاء، وبكل ثقة بلهاء يراهن صبيان عائلة المخلوع أيضاً على تقديم أنفسهم كبديل سياسي عن الجميع، وبتلك الطريقة تصبح قيادة التتظيم توريثية وقبلية وليست منظومة سياسية تخضع لمعايير الكفاءة والنزاهة والخبرة وأدبيات وبرنامج ووثائق المؤتمر الذي طالما صدعنا به أبوبكر القربي وأمثاله ..
فأسرة المخلوع صالح ليست عائلة بوتو ولا عائلة نيلسون مانديلا ولا غاندي بل مجموعة طفيليين مفسدين في الأرض قدمت طموحاتها غير المشروعة في الحكم فوق مصلحة الشعب ومعاناته ولم تتعض في الماضي والحاضر ..
#هناك مساع حثيثة للملمة شتات حزب المؤتمر الشعبي، باطنيًّا لا يُمكن استبعاد ظُهور تحالفاتٍ قبليّةٍ جديدةٍ تلتف حول حِزب المُؤتمر، وبدعمٍ سعوديٍّ إماراتي، تُشكّل جبهةً جديدةً ضِد تيّار “أنصار الشيطان”، مُرتكزةً ومُستغلّةً لعَمليّة الاغتيال، وحالة الغَضب في أوساط أنصارِه داخل اليمنية وفي الشّتات، وحتى تتبلور هذه النظريّة وتتّضح، فإنّها تحتاج إلى بَعضِ الوَقت ..
دعوات للانضمام إلى حزب المؤتمر والانخراط في التعددية الحزبية خاصة حزب المؤتمر ذات التوجه السياسي في نظرية العمل، “الميثاق الوطني” ومهما سعت أسرة صالح إلى شراء الولاءات والذمم وتلميع صورتها الكالحة في أذهان الناس فإنها سوف تصطدم بممانعة شعبية رافضة من مختلف أجنحة الداخل والخارج بالرغم من المناورات والصفقات المبرمة بين بعض قيادات مؤتمر صنعاء ومخلفات صالح العائلية..!!.
#على سبيل المثال جاء معمر العيسي لزيارتي شخصياً في عمارتي التي أقطن فيها في العاصمة عدن، جاء برفقة ابن عمتي الاستاذ أحمد يحيى الذرحاني، لطالما تأثر تأثيراً واضحاً، بالطبقة السياسية في المؤتمر الشعبي العام التي تحاول أن تثبت وجودها وتقدم أفضل ما عندها لأنقاذ التنظيم من تجاذبات عائلة المخلوع صالح وانتهازيتها كونها في السابق، والآن كانت ولا تزال أبرز أسباب انحدار الأوضاع في اليمن بشطرية إلى ما هي عليه اليوم ..
وعند وصولهم إلى مكان سكني، طلبت من شقيقي حسن وإكرام ضيافتهم بغض النظر عن الانتماء والجهة التي يمثلها، لكنني رفضت مقابلته، أعرف نواياهم مسبقاً كيف يستقطب المؤثرين السياسيين والإعلاميين وإغرائهم بمبالغ مالية مغرية وإظهار حسن نواياهم ..
الرهان اليوم على أحياء حزب المؤتمر الشعبي العام بمخلفات المخلوع صالح، العائلية المبعثرة تماماً، بقيادة شرطي الإمارات التائه في رمال الساحل الغربي طارق صالح, إلى ابن عمه احمد صالح وأخيه عمار صالح وباقي المتشعبطين ممن لم يصدقوا إن حركة التاريخ كنَسَتهُم إلى الأبد ..
كل ذلك النزق والتقدير المبالغ للذات بدافع خفي، وطارق صالح قدم نفسه كواجهة حزبية من خلال المكتب السياسي للساحل الغربي لاستباق تفكك المؤتمر النهائي وباعتباره ممثل المؤتمر السياسي أمام المجتمع الدولي في أي مفاوضات قادمة لوقف الحرب ونقل السلطة، ومن المعروف أن طارق تسلم انتصارات قوات العمالقة جاهزة دون طلقة رصاصة في باب المندب والحديدة ليعتاش على إنجازات الآخرين كعادة أقاربه الآن في محاولة الاستيلاء على المؤتمر الشعبي العام ..
#فماذا تتوقعون ؟؟
محاولة احتواء طارق صالح تحت مبرر وهمي، يتمثل بتقاربه على مستوى الشعار، هو أمر يعكس سذاجة سياسية أكثر من تعبير عن سلوك براجماتي أو حكمة مجدية، دعوهم في هذه المرحلة للملمة شظاياهم المبعثرة، والتي تتعلق بشروط صحة التنفيذ وسلامة إجراءاته، وسنرى دور فشلهم كمقاومة، وتثبت الايام نهاية المطاف بما يسمى عسكر اليمن السعيد، غير قادر على احتواء الجماعات المسلحة لميليشيا الانقلاب ..
ولذلك هم يرون أن المخرج السياسي المشرف للمؤتمريين لأنقاذ التنظيم من مؤامرة الانتهازيين هو السعي لانتزاع حقهم في التمثيل السياسي في أي تسوية قادمة بين القوى السياسية على أساس الثقل الشعبي المدني الذي يتمتع به المؤتمر الشعبي العام وليس على أساس نطاق سيطرة مليشيات طارق عفاش الانتهازية على جغرافيا عسكرية محدودة ..
لذلك نحن لا نَملُك إجاباتٍ شافية في هذا المِضمار، لأن مُصاب الحزب وأعضائه وقيادتِه بمَقتل قائده وزَعيمه، والصّدمة أكبر من أن يَتم امتصاصها بسُهولةٍ، والانتقال إلى المَرحلة التّالية، ولذلك نحن نتحسس ونتلمس رقعة القاعدة الشعبية لهذا التنظيم السياسي الرائد ومدى تجذره وتماسكه، حين يتحول هذا الكيان إلى مغرم خاص يحقق شهواتهم المريضة في الحكم والتسلط بأي وسيلة وثمن …
والاهم كيف نَجحت الإمارات أخيرًا بإقناع السعودية بقُبول الرئيس صالح حَليفًا؟ ولماذا رَفضت إيران التحالف معه رَغم نِداءاتِه المُتكرّرة؟ ومَن سَيتزّعم حزب “المُؤتمر” من بَعدِه طارق أم أحمد؟ وما هِي خِيارات الحوثيين المُقبلة؟ ..
لانه مُنذ ما يَقرُب من عدة أعوام، ودولة الإمارات العربيّة المتحدة تُحاول إقناع حَليفتها المملكة، بأنّ أقصرَ الطّرق لكَسب الحرب في اليمن تَتمثّل في استقطاب المخلوع صالح، وفَكِّ تحالُفِه مع جماعة “أنصار الشيطان” ولكن القِيادة السعوديّة رَفضت بعِناد التّجاوب مع كُل المُحاولات هذهِ، لأنّها تَرفض الغُفران، ونِسيان، انقلابِ صالح، والوَقوف في الخندق الآخر، المُواجه ضدها، وعندما اقتنعت، لانعدام الخِيارات الأُخرى، واليأس من الحَسم العَسكريّ، باتت مُستعدّةً لاحتضانِه حَليفًا، بعد أن فكَّ الشّراكة مع حُلفائه “أنصار فارس”، انهارت كُل مُخطّطاتِها بمَقتَلِه، ولم تَدمْ فَرحتها إلا ساعات …
فكيف حَدث التّقارب بين المخلوع صالح والحِلف العَربي السعودي في الأيّام الأخيرة، وما هِي شُروط الصّفقة التي تَمخّضت عن اللقاءات السريّة التي تمّت في الغُرف المُغلقة، ولكن ما نَعرفه أن تم قُبول الصّفقة من قِبَل المخلوع الهالك، وكانت أكبرَ مُقامرةٍ في حياتِه السياسيّة التي امتدت لما يَقرُب من ثلث قرن، وكان هذا القُبول أحد أبرز أسباب مَقتله على يَد شُركائه الذين تَحوّلوا إلى خُصومه وأعدائه اللّدودين بين ليلةٍ وضُحاها ..
الرهان على أحياء المؤتمر الشعبي العام بمخلفات المخلوع صالح، العائلية المبعثرة تماماً، وكل ذلك النزق والتقدير المبالغ للذات بدافع خفي من مقولة إن المؤتمر هو الرئيس السابق صالح، وأنه بدون أسرته لن يقوم للتنظيم قائمة، والأفضل لأنصار المخلوع الهالك القبول بوصاية ورثته عليهم أفضل من ذوبان وتوهان المؤتمر ..
وليس لهؤلاء أيضاً مؤهلات سياسية وخبرات ومستويات ثقافية تلزم الناس احترامها لهم سوى مؤهل الشعبطة بآخر تركة محدودة للمخلوع صالح حصل عليها أيضاً بفضل توظيف واستغلال السلطة والنفوذ ..
دعوهم في المحاولة لإنقاذ حكمهم المُنحل في الشمال الفارسي، واستعادة وطنهم، والمراد عندما ينتهي التبرير في تحرير الشمال، ستتجلى حقائق مخيفه للواقع وتنتهي اللعبة، والمراد في هذا أشبه بالمنافقين السابقين المتخلفين عن القتال، وسيبدأ الاستنكار من قبل التحالف على تخاذلهم وتناصلهم عن المسؤلية .. حينها .. فهلَّا يعتبر التحالف ويتَّعظ …
أن الانتصار الحقيقي هو ألا يتم السماح أصلا للقتال أن يقع، وأن فن الحرب هو فن السلام ..
#دولتين نهاية اللعبة …
#خالص تحياتي واحترامي