الذكرى السابعة لتحرير قاعدة العند الاستراتيجية
الوسطى اونلاين _يحيي أحمد
تعتبر قاعدة العند من أهم القواعد العسكرية، ليس في الجنوب وحسب، ولكن في المنطقة، وذلك بسبب تجهيزاتها العسكرية ومساحتها الواسعة التي تبلغ أكثر من 15 كيلومتراً، اضافة إلى موقعها الاستراتيجي القريب من باب المندب.
قاعدة “العند” العسكرية.. مفتاح الحصن الجنوبي
حامية دولة الجنوب العربي ومفتاح تحصينه، إنها قاعدة “العند” الجوية قاهرة مليشيات الحوثي الإرهابية.
فالقاعدة الواقعة بمحافظة لحج وتبعد حوالي 60 كيلومترا شمال مدينة عدن،
نصف قرن
قرابة نصف قرن هو عمر القاعدة التي أسسها البريطانيون في ستينيات القرن الماضي، واستخدمها السوفييت في الحرب الباردة، والأمريكيون ضد إرهابيي تنظيم القاعدة.
ولعبت القاعدة التي تتربع على مساحة 15 كيلومترًا مربعًا دورا كبيرا في حرب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع الجمهورية العربيه اليمنية في حرب 1979.
وشكلت قاعدة العند أكبر ترسانة عسكرية ومخزن سلاح وعتاد في منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية حتى بداية تسعينيات القرن الماضي.
وكان الخبراء العسكريون يطلقون على القاعدة اسم “القاعدة الأسطورية”؛ لقوتها وشدة تحصيناتها.
وفي الحرب الغاشمة على الجنوب حرب 1994م
عندما أعلان نظام صنعاء الحرب على الجنوب
مثلت قاعدة العند في لحج، محورا لحرب عام 1994، بين الشمال والجنوب، وكان لسقوطها في أيدي القوات الاحتلال اليمني أكبر الأثر في سقوط العاصمة عدن لاحقا.
ففي 17 مايو/أيار 1994، خاضت القوات الشمالية والجنوبية، معارك عنيفة حول قاعدة العند الجوية، وتبادلا القصف المدفعي المكثف.
وفي 19 مايو/أيار وبعد اشتباكات عنيفة سقطت القاعدة الجوية جزئياً، وفي 25 مايو وبعد معركة دامت لمدة 8 أيام سقطت قاعدة العند في أيدي قوات الاحتلال اليمنية
مركز قيادة دولي
اتخذت القاعدة أهمية دولية عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وأصبحت مركزا رئيسيا لقيادة الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن، وتحديدا من قبل القوات الأمريكية.
كان هدف واشنطن من التواجد في قاعدة العند هو جمع المعلومات الاستخباراتية وعمليات مكافحة الإرهاب في اليمن، كما استخدمت قاعدة العند لشن هجمات لطائراتها من دون طيار ضد تنظيم القاعدة.
وفي 21 مارس/آذار 2015، أجلت أمريكا نحو 100 جندي كانوا متواجدين في قاعدة العند الجوية، بسبب تردي الأوضاع الأمنية والعسكرية.
حرب 2015
وخلال الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي على الجنوب أواخر 2014، وبداية 2015، كانت قاعدة العند من أهم الجبهات المستعرة.
واستولت المليشيات الانقلابية في 25 مارس/آذار 2015 على القاعدة، وقامت بأسر وزير الدفاع محمود الصبيحي.
وفي 26 مارس/آذار شنت مقاتلات التحالف العربي الذي بدأ تدخلا عسكريا لدعم الشرعية قصفا جويا على قاعدة العند، ضمن أهداف جوية عديدة.
فيما استطاعت المقاومة الجنوبية وبمساندة برية وجوية وبحرية من التحالف العربي من استعادة السيطرة على القاعدة في 3 أغسطس/آب 2015.
محتويات القاعدة
تضم القاعدة على مطار حربي، ومرابض وورش صيانة واسعة للطائرات، ومخازن أسلحة محصنة بينها صواريخ سكود الباليستية.
بالإضافة إلى مساكن للضباط والطيارين، ومدارس ومراكز صحية، وقسماً لقوات مكافحة الإرهاب، وقسما مستقلا لخبراء أمريكيين كانوا يديرون منه غرفة عمليات الطائرات الأمريكية بدون طيار لاستهداف عناصر القاعدة في عدة محافظات يمنية.
وكانت قاعدة العند تضم لواءين من القوات البرية هما اللواء 210 مشاة ميكا واللواء 201 مشاة ميكا، ولواءين من القوات الجوية هما اللواء 39 واللواء 90 طيران، وأقساما تابعة لكلية الطيران والدفاع الجوي، ومراكز تدريب على الطيران الحربي.
وسبق للمليشيات الانقلابية استهداف القاعدة، ففي أغسطس/آب الماضي شنت هجوما بطائرات مسيرة أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
وفي يناير/كانون الثاني 2019، أطلقت طائرة مسيرة، خلال عرض عسكري لتخريج دفعات من الجنود، في هجوم إرهابي راح ضحيته قادة عسكريون بينهم نائب رئيس هيئة الأركان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وعشرات الجنود والصحفيين.من بينهم المتحدث الرسمي للمنطقة العسكرية الرابعة االمقدم محمد النقيب آن ذاك .
وكان آخر هجوم صاروخي غادر شنه الحوثيون على قاعدة العند في اغسطس العام الماضي وأدى إلى استشهاد وإصابة 50 جنديا من قوات العمالقة الجنوبية،.
قاعدة العند العسكرية، قاعدة إستراتيجية مهمة تملك بحسب أهميتها وموقعها الجغرافي الاستراتيجي جيش مدرب ومسلح بأحدث العتاد والسلاح، بحيث يتنافس ويتفوق على العدو المحتمل ويحميها من أي اعتداء، ويحمي الوطن من أي اعتداء خارجي أو داخلي، مجهز لردع اي اعتداءات تهدد القاعدة من حيث الاحتراز الدائم واليقظة العالية، مستخدماً ما يناسب تحقيق العناية أعتى الأسلحة فتكاً.
قاعدة العند العسكرية، تعد أيضا مدرسة نادرة ومؤسسة دفاعية وطنية رائدة في تاريخ الجنوب العسكري، هذه القاعدة العسكرية التي تناط بها مهام وواجبات حيث يعمل منتسبوها وينفذون مهامهم بكفاءة واقتدار ويقظة عالية.
في ذات السياق يقف اللواء الركن “فضل حسن العمري” في الصدارة في هذه القاعدة الاستراتيجية، فمنتسبوها المغاوير أخذوا على عاتقهم حماية الوطن، حيث يؤكد منتسبوها ببذل أرواحهم ودماءهم دفاعاً عن سيادة الوطن والذود عنه متى ما استدعى ذلك، أن ارتباطهم الوثيق بحماية الوطن ليس من وليد اللحظة أو من وحي الصدفة، حزم هم من منتسبي المقاومه الجنوبية بالأمس واليوم هم القوات المسلحة الجنوبية درع الوطن وسياجه المنيع وراعي التوافق، الذي يرمي إلى توفير الأمن للمواطنين بالقدر الذي يزيد من تنمية الشعور بالانتماء والولاء، وتحقيق الشخصية الوطنية، والبُعد المعنوي أو الأيديولوجي الذي يؤمّن الفكر والمعتقدات ويحافظ على العادات والقيم مما يحقق ويحمي النهوض والتنمية الشاملة للوطن الجنوبي .
كذلك يعتبر ارتباطهم الوثيق بحماية الوطن والمواطنين ستظل محفورة في ذاكرة كل الجنوبيين الأحرار وكل الأجيال القادمة،لأنه تاريخ حافل بالتضحيات والمواقف الوطنية الصادقة، وستبقى حبيبات الرمل الممزوجة بدم الأبطال، وحصوات الجبال الموسومة بشموخ التضحية شاهدة على حضورهم في جبهات القتال المختلفة في خوض معارك الشرف مع جحافل المليشيا الحوثية الاحتلالية.