تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثي.. خطوط عابرة للبحار
الوسطى اونلاين _ متابعات/ العين
خلية تهريب حوثية جديدة تُميط اللثام عن خطوط تهريب عابرة للبحار تبدأ من جنوب إيران وتتخذ مسارات عدة انطلاقا من بحر العرب للداخل اليمني.
وتنقل شبكات التهريب الحوثية الأسلحة ومواد المتفجرات والوقود من الموانئ الإيرانية إلى عشرات المناطق الساحلية اليمنية في بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر قبل أن تصل برا إلى مناطق المليشيات.
ويمر تهريب الأسلحة من الموانئ الإيرانية إلى اليمن عبر مراحل عدة في الخطوط العابرة للبحار، إذ تصل المراكب الشراعية غالبا من ميناء بندر عباس إلى قبالة سواحل عمان ثم يتم افراغ حمولتها إلى مراكب أخرى تقلها إلى موانئ وسواحل الصومال أو إلى السواحل الشرقية للبلاد.
ويتخذ المهربين عادة مهنة الصيد كغطاء لإخفاء نشاطهم، فيما تتولى قيادات التهريب الحوثية من صنعاء وموانئ الحديدة إدارة وتنسيق شبكات تهريب السلاح.
وهذا ما كشفته الخلية الحوثية التي يديرها القيادي الحوثي “علي محمد حلحلي” وتتألف من 5 أعضاء وينحدر جميعهم من بلدة “أبو زهر” في مديرية الخوخة جنوبي محافظة الحديدة، غربي اليمن، وذلك بعد أن وقعت في قبضة القوات المشتركة بجانب 6 خلايا أخرى.
وكشف 2 من أعضاء الخلية في اعترافات بثتها القوات المشتركة، أن الأسطول الأمريكي الخامس تم ضبطه مع شحنة للأسلحة الإيرانية 2018 قبل أن يتم تسليمهم إلى السلطات في عدن قبل أن يتم الإفراج عنه، فيما أقر الآخر أن البحرية الأمريكية ضبطته مع آخرين أواخر 2021 وصادرت الشحنة وأطلقت سراحهم.
وتتألف الخلية من 4 عناصر بحارة هم, “إبراهيم عمر حسن عوض عقد، مصطفى أحمد عوض قداد، حسين يحيى فتيني صليل، محمد عبده فتيني جنيد”، فيما لايزال المسؤول على الخلية علي محمد حلحلي فار من وجه العدالة.
من بندر عباس إلى 15 نقطة بحرية
عضو خلية التهريب “إبراهيم عمر حسن عوض عقد” الذي شارك في نقل عديد الشحنات كشف اعتماد المهربين الحوثيين على خطوط سير بحرية وبرية تبداء من ميناء بندر عباس إلى 15 نقطة بحرية يمنية وصومالية وعمانية.
ووفقا للاعترافات، فإن ميناء بندر عباس الإيراني يستخدم كمحطة شحن للسلاح فيما يستغل ميناء الحديدة وفنادق صنعاء كغرف عمليات لتنسيق شبكات التهريب المحلية بالشراكة مع الحرس الثوري الإيراني.
ويعتمد المهربين وفقا لشهادتهم على نقاط ساحلية عدة قبالة عمان منها خط التهريب المعروف قبالة صلالة وقبالة عمان باتجاه مضيق هرمز، فيما يتم استخدم مينائي “بربرة” و “بوصاصو” في الصومال كموانئ استقبال قبل أن يتم نقلها بحرا إلى ميناء الحديدة.
كذلك ولتجنب ضبط البوارج البحرية الدولية لتأمين البحار ينقل المهربين الأسلحة بعد وصولها من ميناء بندر عباس إلى قبالة عمان، لنحو 12 منطقة ساحلية غالبيتها في المناطق المحررة من الجهة الشرقية للبلاد، ثم تنقل برا لمناطق سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية.
وأبرز هذه المناطق الشرقية هي سواحل مناطق “الشحر”، “قصعير”، “المكلا” التابعة لمحافظة حضرموت إلى جانب سواحل “الغيضة”، “حوف” “نشطون” و”حصوين” التابعة لمحافظة المهرة.
جنوبا، وفقا لاعترافات الخلية المضبوطة، فقد تم نقل أسلحة إيرانية إلى سواحل بلدة “رأس العارة” التابعة لمحافظة لحج وبلدة “شقرة” التابعة لمحافظة أبين وبلدة ” “عرقة” جنوب مديرية “رضوم” في شبوة.
كما استخدم المهربين وتسلموا شحنات قبالة سواحل بلحاف الممتدة من محافظة شبوة الى بروم في البحر العربي في محافظة حضرموت.
وغربا، ذكرت الخلية أنها استخدمت بلدة قرب باب المندب التابعة لمحافظة تعز ومينائي الحديدة والصليف في المحافظة الساحلية المشمولة باتفاق سلام هش منذ 2018, ويستغلها الحوثيون في إدارة وتدريب أكبر شبكات تهريب الأسلحة.
ولم يقتصر تهريب الخلية التابعة للحوثيين والحرس الثوري الإيراني على السلاح وإنما تعدى إلى “السماد” والمواد الداخلة في صناعة المتفجرات والألغام، والوقود من النفط والغاز إلى اليمن والصومال.
المحاكمة ضرورة
في اعترافه، أقر عضو الخلية الإرهابية “مصطفى أحمد عوض قداد”، بنقله أسلحة إلى ميناء بربرة ثم بين الموانئ الصومالية قبل أن يتم ضبطه من قبل الأسطول الأمريكي الخامس ويسلم إلى السلطات في العاصمة المؤقتة عدن ليخضع للسجن قبل أن يتم اطلاق سراحه.
وقال إنه عاد مجددا لتهريب السلاح “إذ يتقاضى مليون و٥٠٠ ريال يمني مقابل كل شحنة أسلحة إيرانية يتم نقلها”، مشيرا إلى تلقيه دورات ثقافية وتدريبات في ميناء الحديدة بعد عودته للتهريب لكنه وقع مجددا في قبضة قوات المقاومة الوطنية المناهضة للحوثيين.
عضو الخلية الآخر “محمد عبده فتيني جنيد” قال إنه انتقل من “الشحر” في حضرموت إلى ميناء بندر عباس الإيراني ليظل هناك 15 يوما في أحد المباني حتى تم استكمال وتجهيز الشحنة ليتم الإبحار نحو الصومال.
وقال إن “تهريب الشحنة فشل بفعل اعتراضهم من قبل الأسطول الأمريكي الخامس قبالة السواحل العمانية في 7 مايو 2021 ومصادرة الشحنة لكنه قام بإطلاق سراحهم ليواصل المركب الشراعي سيره فارغا نحو الصومال.
وأشار إلى أنه انتقل بعد ذلك بحرا إلى مدينة الحديدة ومن ثم صنعاء ليتم استقباله هناك من قبل مسؤول الخلية علي حلحلي ويتم إخضاعه للتحقيق من قبل قيادات حوثية في الكيفية التي تم ضبط شحنة السلاح الإيرانية من قبل البحرية الأمريكية.
الرابع، عضو الخلية “حسين يحيى فتيني صليل” تحدث أن شقيقه “عبدالكريم” قاد أحد المراكب المحملة بالسلاح من بندر عباس إلى الصومال لكنه وقع في قبضة البحرية الأمريكية قبل أن يوقف الحرس الثوري الإيراني منحهم إذن الإبحار بشحنة سلاح جديدة وتم إحالة الشحنة إلى وقود.
ووجه أعضاء الخلية الأربعة مناشدات لزعيم مليشيات الحوثي لضمهم إلى كشوفات الأسرى ومبادلتهم بعد انخراطهم في أخطر الأعمال الإجرامية، إلا أن خبيرا يمنيا حث نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائد المقاومة الوطنية طارق صالح إلى إحالة الخلية إلى المحاكمة العسكرية باعتبارها أحد الأدلة على تدخلات إيران في البلاد.
وقال الخبير بعد اطلاعه على شهادت أعضاء الخلية الإرهابية، إن “العقوبات تستوجب السجن المؤبد للعناصر لا سيما وأن بعضهم اعترف بضبطه وأُطلق سراحهم وعاد مجددا للتهريب وهذا دليل يكفي لإحالتهم للمحاكمة العسكرية وإنزال أقسى العقوبات بحقهم كجزء من عقوبات ردع لكل من تسول له نفسه التورط بهذه الجريمة”.
ويعد ضبط خلايا الحوثي مؤخرا البالغ عددها 7 خلايا وبشكل جماعي هو الأول من نوعه منذ انقلاب مليشيات الحوثي ما يشكل ضربة أمنية قاصمة هي الأكبر للانقلابيين لا سيما خلايا تهريب السلاح التي كشفت تفاصيل مهمة عن خطوط التهريب البحرية والبرية ما يسهل تفكيك بقايا الخلايا المعقدة للحوثيين وإيران.