بدعم خارجي.. الإخوان يكثفون حملات استهدافهم ضد مجلس القيادة الرئاسي
الوسطى اونلاين _ متابعات/ العرب
ينخرط مسؤولون سابقون وحاليون في الحكومة اليمنية في الحملة التي تستهدف رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، على خلفية موقف المجلس من أحداث شبوة المساند للسلطة المحلية والرافض لتمرد الوحدات الأمنية التابعة لحزب التجمع الوطني للإصلاح، الذي يمثل الواجهة السياسية لجماعة الإخوان في اليمن.
وتصاعدت الحملة التي تستهدف العليمي وتشكك في شرعية المجلس الرئاسي منذ الإعلان عن زيارة رئيس المجلس لدولة الإمارات التي يتهمها إعلام الإخوان بترجيح كفة ألوية العمالقة الجنوبية وقوات دفاع شبوة في المواجهات التي شهدتها محافظة شبوة خلال الأيام الماضية.
وشنت صحيفة “أخبار اليوم” التي يمولها نائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر، وتصدر من محفظة مأرب، هجوما عنيفا على رئيس مجلس القيادة، وصفه مراقبون بغير اللائق وأنه تجاوز كل الخطوط الحمراء.
وكانت الصحيفة نشرت سلسلة من الأخبار والمقالات تهاجم العليمي، بينها مقال لوكيل وزارة الإدارة المحلية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، شملت الإساءة كذلك لدول التحالف العربي بقيادة السعودية.
ووفقا لمصادر مطلعة تحدثت لـ”العرب” فإن عددا من المسؤولين السابقين والحاليين منخرطون في تمويل الحملة الإعلامية التي تستهدف العليمي بهدف ابتزازه وإيقاف عجلة التغييرات التي يقوم بها المجلس الرئاسي تنفيذا لمخرجات الحوار الوطني الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض في إبريل الماضي، برعاية من مجلس التعاون الخليجي.
وشارك إعلاميون يعملون في وسائل الإعلام الرسمية التابعة للحكومة اليمنية في الحملة التي طالت الرئيس اليمني عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتصاعدت منذ زيارته لأبوظبي ضمن جولة ستشمل الرياض، وصفتها مصادر خاصة لـ”العرب” بأنها زيارة غير تقليدية وسيتم خلالها التطرق إلى قضايا هامة على مسار التحولات التي يشهدها الملف اليمني.
وقال رماح الجبري مدير المرصد الإعلامي اليمني (مقرب من الحكومة الشرعية) في تصريحات لـ”العرب”، إن “الحملة التي تستهدف رئيس مجلس القيادة الرئاسي غير مبررة وتخدم أجندة أطراف خارجية وحزبية وهي خدمة دون شك للميليشيا الحوثية، بل وتكشف حقيقة موقف بعض الأطراف التي كانت تتغطى بالشرعية خلال السنوات الماضية وحين كانت قرارات السلطة الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي لا تخدم مصالحها تحولت إلى أدوات ناقمة لا تعنيها المصالح الوطنية”.
وأشار الجبري إلى أن “رئيس مجلس القيادة الرئاسي يمتلك خبرة سياسية تراكمية كبيرة وهو صاحب تاريخ وطني مشرف وثقتي أنه يعمل من أجل المصالح الوطنية العليا الهادفة لاستعادة الدولة وإنهاء معاناة أبناء الشعب اليمني”.
وأضاف المحلل السيسي اليمني “أعتقد أن دعم وإسناد مجلس القيادة الرئاسي واجب وطني، والمرحلة في اليمن اليوم تتطلب خطابا عقلانيا – تصالحيا يجمع ولا يفرق ويعزز التلاحم بما يخدم المعركة الوطنية ضد الميليشيا الحوثية وتأجيل أي خلافات جانبية بين كل القوى والمكونات الوطنية”.
ولفت الجبري إلى أن “المسؤولية تتطلب أيضا من القوى والمكونات السياسية العمل على تجسيد روح التوافق والشراكة دون إقصاء والعمل على وحدة الصف الوطني حتى تحقيق هدف استعادة الدولة وتحرير العاصمة صنعاء وأي صراع بين رفاق السلاح والقوى والمكونات الوطنية المناهضة للميليشيا الحوثية سيشكل خدمة للأخيرة ولمشروع إيران ويجب أن توجه جميع الأسلحة إلى العدو المشترك لليمنيين جميعا”.
ونقلت صحيفة (يافع نيوز) الإلكترونية عما قال إنه مصدر في وزارة الخارجية اليمنية اعتزام الوزارة تقديم مذكرة لمخاطبة الدول التي تدعم وتستضيف قنوات الإخوان وشخصيات متشددة، تستخدم أراضي هذه الدولة في التحريض الإعلامي على مجلس القيادة الرئاسي ودعم أعمال الفوضى والعنف في المحافظات المحررة.
وتشير مصادر مطلعة لـ”العرب” إلى تورط دول إقليمية في تمويل النشاط الإعلامي والعسكري المعادي للحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي، في سياق خطة لإرباك التحولات في معسكر الشرعية التي خرجت بها مشاورات الرياض، وإيقاف عجلة التغييرات التي ستطال قيادات سياسية وعسكرية خدمة لأجندة هذه الدول من داخل مؤسسات الشرعية، عبر سياسة ممنهجة لاستهداف التحالف العربي والمكونات المناهضة للحوثي مثل المجلس الانتقالي الجنوبي التي صارت جزءا من الشرعية في أعقاب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.
وتجددت المواجهات مؤخرا في محافظة شبوة بين قوات العمالقة ودفاع شبوة من جهة والقوات التابعة لحزب الإصلاح من جهة أخرى والتي قامت بحسب مصادر مطلعة بقصف مواقع العمالقة ودفاع شبوة في مسعى لإعادة التوتر للمحافظة بالتزامن مع وصول وزيري الدفاع والداخلية على رأس لجنة عسكرية لتطبيع الأوضاع في شبوة.
وقال يعقوب السفياني مدير مكتب سوث 24 في عدن، إن القوات الموالية لحزب الإصلاح تدفع باستمرار بجنود وآليات عبر خط العبر الدولي الذي يمر بمديرية جردان بشبوة لمحاولة إحداث اختراق عسكري في المحافظة وتهديد عاصمتها عتق مجددا وهذا ما يتسبب باشتباكات يومية كان آخرها اشتباكات الأربعاء وهي الأعنف منذ تأمين عتق التي استخدمت فيها المدفعية.
وقال السفياني في تصريحات لـ”العرب”، “لا شك أن حزب الإصلاح يسعى لإرباك السلطة المحلية بشبوة بعد الهزيمة القاسية التي تعرضت لها قواته المتمردة، وهو في ذات الوقت يحاول إرسال رسالة عن قدرته على خلط الأوراق بشبوة والجنوب إذا لم تتم الاستجابة للضغوط التي يمارسها على المجلس الرئاسي. وليس من المستبعد أن يصعد الإصلاح أكثر خلال الأيام القادمة ويشرك قواته في المنطقة الأولى بوادي حضرموت رسميا وبصورة أكبر في التمرد الذي بدأ بعتق وقد يتوسع ليشمل محافظات الجنوب الشرقية”.
وحذر من “من أن هذا الوضع قد يؤدي خلق بؤر توتر تستنزف قوات المجلس الرئاسي في الوقت الذي تشارف فيه الهدنة الأممية على انتهاء مع احتمالية تجدد الحرب مع الحوثيين مجددا”.