أخبار محلية وتقارير

إرهاب الإخوان في تطويع الخصوم.. قصة الجبزي تقض مضاجع التنظيم

الوسطى اونلاين _ متابعات/العين

بعد أن ظل جثمانه في أحد المشافي اليمنية شاهدا على “إرهاب” الإخوان، يشيع جثمان طالب الطب المغدور أصيل الجبزي لمثواه الأخير، بمراسم دفن يحضرها الآلاف.

وقبل عامين، ارتكبت مليشيات إخوان اليمن إحدى “أبشع” الجرائم بعد اختطافها طالبًا جامعيًا يدعى أصيل الجبزي وتعذيبه وذبحه والتمثيل بجثته.

ورغم وقوع الجريمة في 22 أغسطس/آب 2020، فإنها ما زالت قضية رأي عام حتى اليوم، كواحدة من الجرائم التي تستحضر “توحش” الإخوان ضد خصومهم وتصفية الأبناء للضغط على الآباء وتطويع رجال الدولة في اليمن.

ومع مرور عامين على الجريمة، أعلنت أسرة أصيل الجبزي، اليوم الإثنين، مراسيم الدفن لابنها المغدور، حضرها الآلاف، فيما توافد مواطنون من مناطق يمنية مختلفة إلى مدينتي “التربة و”النشمة” تلبية لدعوات 3 أحزاب سياسية تستهدف تحويل الدفن لمحاكمة شعبية لقتلة الإخوان.

استنفار الإخوان
دعوات الاحتشاد أصابت الإخوان بـ”الرعب”، فاضطروا لاستنفار قواتهم إلى الحجرية جنوبي تعز، في مسعى للتضييق على التشييع الشعبي الكبير.

وكانت مليشيات الإخوان اختطفت قبل عامين الطالب في سنته الأخيرة في كلية الطب في جامعة عدن، من منزله الكائن في بلدة “الجبزية” في الحجرية جنوبي محافظة تعز، قبل أن يجده الأهالي بعد أيام في مجرى للسيول وهو مذبوح بطريقة “داعش” و”القاعدة”.

الجريمة هزت البلد بأكمله، لا سيما بعد الكشف لاحقا أن الطالب بكلية الطب تعرض لتعذيب لثلاثة أيام وكسر للأصابع قبل قطعها وجذع أنفه، وإلقاء عضوه التناسلي في مجرى للسيول، في محاولة لترويع السكان.

إلا أن مليشيات الإخوان لم تكن تهدف لترويع السكان فحسب؛ بل تطويع عبدالحكيم الجبزي والد أصيل، الذي كان –في ذلك الوقت- عقيد أركان للعمليات العسكرية لقوات اللواء 35 مدرع في تعز، تلك القوة التي وقفت لسنوات حجر عثرة في طريق تمدد الإخوان جنوبا، لتشكل الجريمة صدمة نفسية للضابط اليمني الذي وجد ابنه الأكبر «ذبيحًا» غارقًا بالدماء.

منعطف كبير
وشكلت جريمة ذبح “أصيل” منعطفًا كبيرًا في محافظة تعز ذات الثقل السياسي الأبرز في البلد، بعد أن نجح الإخوان أخيرا في اجتياح بلدة “الحجرية” الاستراتيجية ومسرح عمليات اللواء 35 مدرع بأكمله في المديريات الجنوبية والشرقية من المحافظة.

وكان ترهيب والد أصيل العقيد الجبزي الذي فر مع رفاقه من الضباط آخرين إلى عدن، آخر الضربات “الغادرة” التي يوجهها الإخوان لقوات اللواء 35 مدرع بعد اغتيال قائده العميد ركن عدنان الحمادي في 2 ديسمبر/كانون الأول 2019.

خيوط المؤامرة
من جانبه، كشف والد “أصيل” العقيد عبدالحكيم الجبزي في حديث لـ”العين الإخبارية” خيوط “المؤامرة” التي نفذتها مليشيات الحشد الشعبي بتعز (الجناح العسكري لتنظيم إخوان اليمن الإرهابي)، مؤكدا أن “ذبح” نجله كانت ضمن جرائم انتقامية ثمنا لمواقفه الوطنية دفاعا عن الدولة.
وأوضح الضابط اليمني الذي كان يشغل حينها منصب رئيس عمليات اللواء 35 مدرع، ويترأس حاليا أركان حرب اللواء الثالث حراس جمهورية، أن “ذبح” مليشيات الحشد الشعبي للإخوان لنجله “كان نتيجة لمواقفنا الثابتة والراسخة باتجاه القضايا الوطنية والمصيرية وتمثيل الدولة بوجهها الحقيقي”.

وأكد الجبزي أنه خلال توليه قيادة اللواء 35 مدرع بعد اغتيال الإخوان لقائده الحمادي، عمل جاهدا “في تكريس الأمن والاستقرار في نطاق قواته وتقديم نوذج مشرف للدولة فيما كان استهدافنا جزء من سلسلة تصفيات طويلة”.

وأشار إلى أن تنظيم الإخوان مارس بحق أفراد وقيادات اللواء 35 مدرع جرائم تصفيات انتقامية بشعة، منها ما كان بشكل مباشر ضد الضباط وأخرى عبر ،أقاربهم كما حدث له.

وبغصة تحترق فؤاده قال: “ها نحن في الذكرى الثانية في أغسطس الأسود وذكرى اجتياح الإخوان للحجرية وتفجيرهم حرب تحرير المحرر أؤكد أن ولدي أحد ضحايا تلك المؤامرات والتمرد على القرارات الرئاسية”.

وأضاف أن إعلان مراسيم الدفن جاء بالتزامن “مع ذكرى اغتياله بعد أن باتت القضية مطروحة أمام عدالة مجلس القيادة الرئاسي وأمام النائب العام للجمهورية، ونجدد مناشدتنا لهم بالانتصار للقضية، بعد أن ظل الجثمان لعامين حبيسة الثلاجة وينتظر القصاص من القتلة”.

مطالب عاجلة
ووجه الضابط اليمني رسالة مناشدة عاجلة عبر “العين الإخبارية”، جاء فيها ” أناشد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وأعضاء المجلس الرئاسي وأناشد النائب العام القاضي قاهر مصطفى بأن يتم إلقاء القبض على القتلة الذين قاموا بقتل ابني أصيل الجبزي والتمثيل بجثته”.

وطالب الجبزي النائب العام في اليمن قاهر مصطفى “بتشكيل لجنة مستقلة في التحقيق في جريمة اختطاف وتعذيب وذبح ابننا الدكتور أصيل الجبزي وفي كل الجرائم الانتقامية” التي حدثت أثناء “غزو” الإخوان للحجرية.

وأشار إلى أن “التحقيق مع قتلة الطبيب الجبزي ستكشف خيوط المؤامرة الكبرى عن المخطط والممول والمنفذ لمثل تلك الجرائم الانتقامية التي طالت ضباط ورجال الدولة”.

دفن أصيل الجبزي سيتم في مسقط رأسه في بلدة الجبزية بمديرية المعافر العريقة بتعز (جنوب) الخاضعة عسكريا وأمنيا للإخوان، لتبعث الحشود رسالة رفض للتمرد الإخواني، ورسالة ضغط لتفعيل القضاء للانتصار لآلاف الضحايا الذين أزهقت مليشيات حزب الإصلاح دماءهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى