تشكيل عسكري حوثي جديد.. انقلاب داخلي أم استنساخ للحرس الثوري؟
الوسطى اونلاين _ متابعات/العين
عبر استنساخ لفكرة وهيكل الحرس الثوري الإيراني، أنهت مليشيات الحوثي بناء تشكيل عسكري جديد، وسط توقعات بأن يكون بديلا لحكومة الانقلاب.
فبأنظمة اتصالات خاصة به وعبر منظومة معلوماتية دشنت خصيصًا له، سيكون التشكيل الجديد المسمى قوات الدعم والإسناد والذي يعد نسخة من الحرس الثوري الإيراني، مزودًا بمعدات عسكرية ثقيلة، ومسلحًا بآلاف العناصر.
وأعلنت مليشيات الحوثي عبر القيادي مهدي المشاط رئيس مجلس الانقلاب السياسي الأعلى، عن تدشين العمل ببرنامج ما يسمى الصمود، وهو إعلان لتسليم التشكيل العسكري الحوثي، إدارة مؤسسات الدولة والتواجد عسكريا كقوة رديفة، بإمكانات تسليح كبيرة.
تشكيل عسكري
ويتزعم التشكيل الجديد القيادي الحوثي قاسم الحمران الذي تولى تغيير مناهج التعليم في صنعاء لتكون ذات محتوى طائفي ومذهبي متطرف، فيما قالت مصادر عسكرية لـ”العين الإخبارية”، إن قوات الدعم والإسناد ترتبط بزعيم مليشيات الحوثي الذي وجه بإنشائها وعمل على متابعة بناء وحداتها وتسليحها بكل الإمكانات المطلوبة لتصبح قوة منفصلة عن العناصر التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية في حكومة الانقلاب.
وبحسب المصادر، فإن هذه القوات تتواجد في كل المحافظات ولديها قيادة مستقلة عن قيادة المليشيات الميدانية، مشيرة إلى أنها بدأت في الانتشار بعدد من الجبهات بمساحات تموضع خاصة بها؛ كونها “قوات مغلقة وجميع منتسبيها من عناصر المراكز الطائفية المتطرفة تم تنشأتهم خلال 4 أعوام بشكل خاص فكريا وعسكريا “.
وكانت مليشيات الحوثي أعلنت مؤخرا عن دمج ما يسمى باللجان الشعبية بوزارة الدفاع، تمهيدا لإحلال قوات التشكيل الجديد بديلا عن اللجان الشعبية، التي كانت تشكل الجناح العسكري لمليشيات الحوثي، غير أنها مختلطة مع مجاميع قبلية ومقاتلين لم يحصلوا على تنشئة طائفية مكثفة باستثناء دورات تلقين .
حرس ثوري جديد
وقال القيادي الحوثي قاسم الحمران الذي عين قائدا للتشكيل الجديد، إنه قوة تشمل كل العاملين في الجبهات الداخلية الرسمية والاجتماعية والتربوية والثقافية، وتمتد عبر هذه الفئات لتشمل كل أبناء المجتمع، عدا قوات الأمن والدفاع.
وفيما أكد القيادي الحوثي، أن التشكيل الجديد سيكون معنيًا بما أسماه بـ”جهاد البناء ضمن الجبهات الداخلية”، قال مراقبون إن ذلك يعني تنشئة الأفراد بشكل طائفي، وهو ما تتجه المليشيات لتعزيزه بشكل أوسع في المستقبل .
وبحسب مراقبين، فإن التشكيل الجديد يعد قوة موازية خارج سيطرة وزارتي الدفاع والداخلية ومرتبطة مباشرة بزعيم المليشيات كما هو حال الحرس الثوري الإيراني .
إمكانيات التشكيل الجديد
ويملك التشكيل المستحدث قوات جوية وبحرية وقدرات تسليح كبيرة، بحسب مصادر “العين الإخبارية”، التي قالت إن زعيم المليشيات الحوثية يسعى لتكون كتائب الدعم والإسناد هي القوة الأكثر حضورا في المشهد العسكري، مشيرة إلى أنه وجه بتسليمها معدات عسكرية ثقيلة كانت تتبع وزارة الدفاع في حكومة الانقلاب.
“يافع” اليمنية.. مبانٍ حجرية فريدة في مرمى قذائف الحوثي
المصادر أشارت إلى أن خبراء من حزب الله وآخرين متخصصين في أنظمة الاتصالات انتهوا قبل أشهر من تجهيز شبكة اتصالات خاصة بالتشكيل الجديد “كتائب الدعم والإسناد”، بعيدا عن أنظمة اتصالات وزارة دفاع الانقلاب، إضافة إلى بناء منظومة معلوماتية مستقلة أيضا تملك كل التقنيات الحديثة المطلوبة.
وأكدت المصادر أن تعداد تشكيل كتائب الدعم والإسناد يتجاوز في الوقت الحالي 20 ألف فرد إضافة إلى 9 آلاف آخرين في مراكز التأهيل والتدريب ومجاميع أخرى يجرى استقطابها من داخل قوام المليشيات التي تقاتل في الجبهات، شريطة أن يكون أفرادها من الذين يطلق عليهم “المجاهدون” الذين لديهم تكوين فكري طائفي متطرف .
إدارة مؤسسات الدولة
وإلى جانب السيطرة ميدانيا على قرار الجبهات، قالت مصادر “العين الإخبارية”، إن زعيم المليشيات وجه بتولي قيادات عسكرية من قيادات التشكيل الجديد مهام إشراف وإدارة مباشرة على كل مؤسسات الدولة العليا بشكل مبدئي، على أن تصل سيطرة هذه القيادات إلى كل جهة مرتبطة بالعمل الحكومي حتى على مستوى المديريات .
وتعيد آلية السيطرة الجديدة على قرار إدارة الشأن الحكومي إلى الواجهة عمل ما يسمى باللجان الثورية الحوثية التي تولت إدارة مؤسسات الدولة بداية “الانقلاب”، كسلطة عليا فوق المسؤلين الحكوميين وعبر شبكة مندوبين في كل الجهات وكانت تتبع القيادي محمد علي الحوثي، بحسب مراقبين.
انقلاب داخلي
وكان زعيم المليشيات قد عين القيادي الحوثي قاسم الحمران قائد التشكيل المليشاوي المستحدث رئيسا للمكتب التنفيذي للمليشيات بديلا عن عبد الكريم الحوثي عم زعيم المليشيات ووزير داخلية الانقلاب والقيادي الحوثي المتطرف وصاحب النفوذ الكبير داخل هيكل المليشيات.
ويمثل التشكيل العسكري وبنيته وصلاحياته إزاحة مباشرة للقيادي محمد علي الحوثي ابن عم زعيم المليشيات والذي تولى قيادة ما تسمى المليشيات الثورية الحوثية ولجانها المسلحة، رغم النفوذ الذي حاول اكتسابه في أوساط القبائل والمجتمعات المحلية.
تكليف القيادي الحوثي قاسم الحمران بقيادة التشكيل الجديد، يأتي استمرارًا لمسلسل تمكين الرجل المتطرف والذي حل في مناصب عديدة بديلا عن قيادات حوثية كبيرة من عائلة زعيم المليشيات، ليؤكد مخاوف عبدالملك الحوثي من أفراد عائلته، ويعمق الصراع بين عبد الكريم الحوثي وزير داخلية الانقلاب وعم زعيم المليشيات وعبد الخالق الحوثي شقيق زعيم الانقلاب، وكذلك بين محمد علي الحوثي وأحمد حامد القيادي المتحكم بقرار مؤسسات الانقلاب في صنعاء.