تقرير: الثروة السمكية بين الاكتفاء الذاتي للمواطنين والتصدير
المكلا(الوسطى أونلاين) تقرير: خاص
تتمتع المحافظات الجنوبية وخاصة حضرموت بثروة سمكية هائلة على امتداد بحارها الشاسعة، فهي تمتلك موانئ بحرية تقع في مناطق استراتيجية تعتبر رئيسية تتم عبرها عمليات التصدير والاستيراد لمختلف البضائع والسلع الاستهلاكية والخدمية.
من الأنشطة الرئيسية التي يمارسها المواطنون ( الزراعة والاصطياد السمكي والثروة الحيوانية) ويعد قطاع الأسماك الرافد الاقتصادي الأول لسكان محافظة حضرموت خاصة – كونها تقع على شريط ساحلي طويل يمتد على شاطئ البحر العربي- ويمتاز بكثرة وتنوع الأسماك والأحياء البحرية فيه.
_ الاكتفاء الذاتي:
هناك الكثير من التحديات تواجه القطاع السمكي، بالرغم إن قيادة السلطة والجهات المسؤولة تولي اهتماماً كَبيراً بهذا القطاع لحمايته من كافة المخاطر التي تهدّده، وخاصة عمليات الاصطياد الجائر وما يترتب عليها من آثار سلبية مسببة انقراض لكثير من أصناف الأسماك والأحياء والمراعي البحرية.
وتعتبر عملية الاكتفاء الذاتي أمر في غاية الأهمية لتغطية الأسواق المحلية من مختلف الأسماك ليكتفي المواطنون منها ويغطي نسبة احتياجهم لها.
وفي الفترات الأخيرة شهدت الأسواق المحلية لبيع الأسماك إختفاء كبير لأصنفاف من الأسماك التي كان يتناولها المواطنون كغذاء أساسي لهم وأصبحت كميات الأسماك في الأسواق المحلية لا تكفي ، مما يضطر الأهالي إلى شراء أصناف أخرى وغريبة وبأسعار باهظة، مجبورين على شرائها ومتسائلين عن غياب تلك الأصناف التي غابت عن الأسواق وإن وجدت أصبحوا غير مقدورين على شرائها.
ومن الأصناف التي غابت عن الأسواق المحلية “الديرك والجحش والصفادم” وغيرها، وأصبح المواطنون يشترون “الساردين والثمد والزينوب” وبأسعار خيالية، بينما كانوا يشترونها بأسعار رمزية أو يحصلوا عليها مجانا.
_ السلطة وعملية التصدير للخارج:
يرى الكثير من تجار الأسماك أن من أسباب ارتفاع أسعار الأسماك هو إتاحة الفرصة لشركات التصدير في شراء أنواع كثيرة من الأسماك المطلوبة محليا مما يؤثر على حاجة السوق المحلي.
وتوجد في اليمن الكثير من الشركات التي تعمل على تعليب الأسماك وتصديرها إلى الخارج، محققة أرقام قياسية في عملية الربح.
لذلك أثرت عمليات التصدير تأثيرا كبيرا على الأسواق المحلية مما تسبب في ارتفاع أسعارها وحرمان الكثير من السكان من شرائها وخاصة ساكني المناطق الساحلية.
_ وضع الأسواق المحلية:
باتت الوضع الذي تعيشه الأسواق المحلية لبيع الأسماك وضعا مأساويا، وراسما لملامح الحزن والاكتئاب لدى المواطنين الذي عاشوا الزمن الأولي وحضروا الوقت الحاضر، جراء مشكلة تأزم الأسواق وإنعدام أجود أصناف الأسماك وارتفاع أسعارها.
وأعرب الكثير من المواطنين عن قلقهم لهذا المشكلة، معتبرين أن الواقع أسواق الأسماك المحلية أمرا مجحفا للغاية، وإنتقاصا في حقهم لعدم إكتفائهم الذاتي من خيرات وثروة بلادهم السمكية.
_ دور وزارة الأسماك والسلطة المحلية بحضرموت:
وعقب الواقع الذي تعيشه الثروة السمكية، ومطالب شعبية بايجاد حلول مجدية بشأن الاكتفاء الذاتي منها، جاءت توجيهات وزير الزراعة والثروة السمكية اللواء سالم عبدالله السقطري، بإيقاف التصدير حسب الوثيقة التي صدرت في الوقت السابق،إلا هذا القرار أصبح مجرد وثيقة دون أن تنفذ على أرض الواقع.
وطالب المواطنون، محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي، بسرعة التحرك لإيقاف تصدير الأسماك لتحقيق الاكتفاء الذاتي للأسواق المحلية، آملين سرعة التجاوب لمطلبهم حتى يتمكنوا من الحصول على كامل كفايتهم من ثروة بلادهم السمكية.