صحيفة خليجية: مليشيات الحوثي الإرهابية تنسف جهود تمديد الهدنة الأممية
الوسطى اونلاين _ متابعات/ الأتحاد
أفشلت ميليشيات الحوثي الإرهابية جهود تمديد الهدنة الأممية في اليمن التي انتهت مساء أمس، فيما ندد مجلس القيادة الرئاسي بتعنت الميليشيات إزاء كافة الجهود الرامية لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج أمس، عدم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الأممية بين الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي الإرهابية.
وقال في بيان: «لقد أتاحت الهدنة التي بدأت في 2 أبريل الماضي فرصة تاريخية حقيقية لليمن، وبناءً على النتائج الإيجابية التي تحققت في الستة أشهر الماضية، فقد قدمت مقترحاً آخر إلى الأطراف في 1 أكتوبر لتمديد الهدنة لمدة 6 أشهر مع إضافة عناصر أخرى إضافية».
وأضاف: «تضمن المقترح دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وفتح طرق محددة في تعز ومحافظات أخرى، وتسيير وجهات إضافية للرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحُديدة دون عوائق، وتعزيز آليات خفض التصعيد من خلال لجنة التنسيق العسكرية والالتزام بالإفراج العاجل عن المحتجزين، كما تضمّن الشروع في مفاوضات لوقف إطلاق النار واستئناف عملية سياسية شاملة، وقضايا اقتصادية أوسع، بما في ذلك الخدمات العامة».
وعبر المبعوث الأممي عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار من شأنه توفير فوائد هامة إضافية للسكان.
وثمن في ختام بيانه جهود الحكومة اليمنية للتعاطي مع مقترح تمديد الهدنة بشكل إيجابي. بدوره، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي التزام المجلس والحكومة بنهج السلام العادل والمستدام على أساس المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً وخصوصاً القرار الأممي 2216 الذي ينص على انسحاب الميليشيات الحوثية من المناطق الخاضعة لسيطرتها.كما ندد خلال لقائه أمس، المبعوث الأممي هانس جروندبرج ومساعده معين شريم، بموقف الميليشيات الحوثية المعادي لجهود السلام والمساعي الحسنة لوقف نزف الدم، مقابل المبادرات التي سهلت لها الحكومة اليمنية للتخفيف من المعاناة الإنسانية في كافة أنحاء البلاد، بمن فيهم الخاضعين بالقوة لسيطرة الميليشيات الحوثية.
وأكد «أهمية مضاعفة الضغوط الدولية لدفع الميليشيات إلى التعاطي الجاد معها، وتغليب مصلحة الشعب اليمني على مصالح قادتها وداعميهم».
وخلال الـ24 ساعة الماضية، دعت عدة دول الأطراف اليمنية إلى تمديد الهدنة وتوسيعها.
ومن بين هذه الدول، الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا، وهي الأعضاء الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وفي 2 أبريل الماضي، بدأت هدنة بين الحكومة اليمنية والميليشيات الإرهابية، وتم تمديدها مرتين، لمدة شهرين في كل مرة.
وقال خبراء ومسؤولون يمنيون: إن ميليشيات الحوثي الإرهابية مستمرة في ابتزاز المجتمع الدولي فيما يتعلق بتمديد الهدنة بعدما وافقت الحكومة اليمنية على تمديدها حفاظاً على أرواح اليمنيين، لافتين إلى أن رفض «الحوثي» الموافقة على تمديد الهدنة يشير إلى محاولات استفزاز كافة الأطراف.
وأضاف الخبراء في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الهدف من تمديد الهدنة الأممية هو الحفاظ على دماء اليمنيين، إلا أن الميلشيات الحوثية تضع شروطاً مجحفة للموافقة مقابل دفع رواتب موظفي الحكومة على الرغم من أنها تستولي على كل عوائد النفط والموانئ وتفرض جبايات على المؤسسات والهيئات، مشيرين إلى أن كل تلك الأموال تذهب لجيوب قادة الميلشيات الإرهابية.
وقال أستاذ القانون الدولي الدكتور أصيل الجعيد: إن ميليشيات الحوثي الإرهابية تبتز المجتمع الدولي بموضوع الهدنة.
وأضاف الجعيد في تصريحات لـ «الاتحاد» أن «الحوثي» يطالب بدفع رواتب موظفي الحكومة في مناطق سيطرته وفي نفس الوقت يرفض رفع الحصار عن تعز في ظل الظروف الإنسانية السيئة التي تمر بها المدينة، مؤكداً أنه كان على الميليشيات التفكير مرة أخرى لاسيما أن المجتمع الدولي لن ينتظر كثيراً ولن يرضخ لمطالبات غير منطقية وغير مجدية.
بدوره، اعتبر نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي لمحور تعز عبدالباسط البحر أن الميليشيات الحوثية تبتز المجتمع الدولي بشروط مجحفة لتمديد الهدنة رغم المساعي الإيجابية من الحكومة اليمنية والأمم المتحدة، مشيراً إلى أن معظم شروط الهدنة لم يتم الالتزام بها وبالذات ما يتعلق بفتح طرق تعز.
وأضاف عبدالباسط البحر في تصريحات لـ«الاتحاد» أن «الميليشيات الإرهابية تتلاعب بالمجتمع الدولي وبشروط الهدنة لأنها لم تستطع تحقيق أي اختراق وفشل على عدة محاور»، لافتاً إلى أنه لم يعد بمقدور الميليشيات اجتياح مناطق جديدة.
ولفت المسؤول العسكري إلى أن «الحوثي» أصبح في حكم العاجز والمهزوم ولن يستطيع تغيير الوضع علي الأرض لا عسكرياً ولا سياسياً، حتى وإن حاول رفض الهدنة وقام بهجوم عسكري فإن الحرب ستعلن عليه في كل مكان. وأشار إلى أنه إذا وافقت الميليشيات الإرهابية والتزمت بالهدنة فإنه من المتوقع حدوث اضطرابات وصراعات داخلية في صفوفها وتصفيات لشخصيات بارزة فيما بينها.