صحيفة دولية: تمرد الإخوان في الجوف يعيد إلى الأذهان تمردا مماثلا في شبوة
الوسطى اونلاين _ متابعات/ العرب
انتقد حزب التجمع الوطني للإصلاح، الواجهة السياسية لجماعة الإخوان في اليمن، القرارات التي اتخذها مجلس القيادة الرئاسي بشأن محافظة الجوف، داعيا الموالين له في المحافظة القريبة من الحدود السعودية إلى التمرد عليها.
وعين مجلس القيادة الرئاسي الاثنين محافظا جديدا لمحافظة الجوف، كبرى محافظات شمال اليمن، وقائدا عسكريا لمحور المحافظة، وذلك خلفا للقيادي الإخواني أمين العكيمي الذي كان يجمع بين المنصبين.
وأعاد المجلس الرئاسي تعيين حسين العجي العواضي محافظا للجوف، وهو شخصية سياسية محسوبة على اليسار، تولت قيادة محافظة الجوف خلال وبعد فترة تحريرها في العام 2016، قبل أن تتم الإطاحة به عبر انقلاب إخواني، تمت شرعنته من خلال قرار أصدره الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي، قضى بتعيين الشيخ القبلي الإخواني أمين العكيمي محافظا للجوف وقائدا لمحورها العسكري.
وأثار القرار، مثلما كان متوقعا، غضب حزب الإصلاح، الذي أطل مساء الثلاثاء ببيان تحريضي على القرار. وقال الحزب في بيانه “نرفض التعاطي مع هذه القرارات حتى عودة اللواء أمين العكيمي محافظ المحافظة إلى أرض الوطن”. وأوضح بيان حزب الإصلاح أن “هذه القرارات لا تخدم المصلحة العامة ولا تراعي إنجاح المعركة ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية”.
وجاء هذا التمرد الإخواني في الجوف بعد نحو شهرين على تمرد مماثل على قرارات مجلس القيادة الرئاسي في محافظة شبوة، والتي كان الحزب يحكم سيطرته عليها.
وكان المجلس الرئاسي أجرى تغييرا في صفوف قيادات عسكرية وأمنية في محافظة شبوة، اعتبرها حزب الإصلاح حينها استهدافا مباشرا له، وقاد على إثرها مواجهات دامية مع قوات موالية لمحافظ شبوة عوض ابن الوزير، انتهت بإحكام الأخير سيطرته الكاملة على المحافظة.
وقال بيان الإصلاح الأخير إن “أي تغيير يتجاهل أبناء المحافظة وقواها السياسية والاجتماعية والقبلية ومحاولة التفرد بقرارها، أمر غير مقبول”. وأشار البيان إلى صدور القرار في ظروف حساسة، وفي ظل استمرار احتجاز العكيمي لأكثر من سنة خارج الوطن، ونسيان كل جهوده وتضحياته إلى جانب الشرعية والتحالف.
وحمّل البيان “مجلس القيادة الرئاسي ما قد يترتب عليه من تداعيات قد تؤدي إلى تشظي قوى الشرعية في المحافظة. وهو ما يصب في خدمة ميليشيا الحوثي الانقلابية”.
كما دعا البيان “المكونات السياسية والاجتماعية والقبلية إلى رفض مثل هذه القرارات الرامية إلى عرقلة عملية التحرير واستعادة الدولة”، ودعا أيضا “مجلس القيادة الرئاسي إلى احترام إرادة أبناء المحافظة والكف عن ممارسة الإقصاء والتهميش بحقهم”.
واعتبر نشطاء يمنيون أن موقف الإصلاح حيال التغييرات في الجوف، قد يعقبه تمرد عسكري مثلما حصل في شبوة. وحذرت الناشطة اليمنية أروى الشميري من تكرار سيناريو تمرد شبوة، خصوصا أن ألوية قوات الجوف تهيمن عليها عناصر حزب الإصلاح، ومنها خمسة ألوية تحت سيطرة العكيمي في المحور الأوسط، ولن يسلمها الأخير بل سيحارب بها قرار الإقالة.
واعتبرت الشميري أن تكرار ما حدث في شبوة دليل أكيد على أن حزب الإصلاح يبتز مجلس القيادة الرئاسي بقوة السلاح لتنفيذ مطالبه، منبهة إلى أن مجلس القيادة الرئاسي عليه إدراك أن الجيش اليمني الحالي أغلبه حزبي، لا يخضع لوزارة الدفاع، وأن قراراته تصدر من حزب الإصلاح.
وقالت مصادر يمنية مطلعة لـ”العرب” في وقت سابق إن قرار إقالة المحافظ السابق العكيمي كان محسوما، بعد سقوط المحافظة في أيدي الميليشيات الحوثية دون مقاومة تذكر، على الرغم من الدعم العسكري والمالي الهائل الذي قدمه التحالف العربي بقيادة السعودية لتشكيل وحدات عسكرية جديدة في المحافظة وتسليحها.
وأشارت المصادر إلى أن قرار الإقالة، وتعيين محافظ جديد للجوف، تعثر نتيجة التحولات السياسية المتسارعة التي شهدها الملف اليمني وممانعة الإخوان لتعيين محافظ جديد من خارج منظومتهم الحزبية، إضافة إلى الخلافات التي عصفت بالمجلس الرئاسي بعد تشكيله، وخصوصا في أعقاب إقالة عدد من المسؤولين المحسوبين على حزب الإصلاح مثل محافظ شبوة السابق محمد بن عديو.