أخبار محلية وتقارير

صحيفة دولية: متفجرات الحوثي تتفوق على “القاعدة” و “داعش”

الوسطى اونلاين _ متابعات/ العين

باتت مليشيات الحوثي من أمهر الجماعات الإرهابية بالعالم في ممارسة حرب الألغام والعبوات، باستخدام فخاخ متفجرة، بشكل يفوق تنظيمي داعش والقاعدة. وتفوقت مليشيات الحوثي على تنظيمي القاعدة وداعش في استخدام الألغام والعبوات الناسفة المضادة للأفراد والدروع، بعدما حولت اليمن إلى أكبر حقل ألغام في العالم، وذلك إثر تطويرها في ورشة خاصة بمساعدة مباشرة من خبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي، وفق مصادر يمنية. وكانت مليشيات الحوثي حتى عام 2014، لا تملك سوى ورشتين لصناعة الألغام والعبوات الناسفة في محافظتي صعدة وصنعاء، بقدرة إنتاج إجمالية تصل لـ40 طنا من الألغام والعبوات يوميا، لكنها مؤخرا شيدت عشرات الورش في مناطق سيطرتها وفق مصادر أمنية لـ”العين الإخبارية”. وبحسب المصادر فإن مليشيات الحوثي شيدت ورش صناعة الألغام والعبوات في الحديدة وصنعاء وصعدة وعمران وذمار والبيضاء، وتنتج يوميا عشرات الأطنان ليتم إرسالها إلى الخطوط الأمامية للجبهات ومناطق سيطرتها. وتفيد المصادر الأمنية بأن مليشيات الحوثي تصنع الألغام محليا تحت إشراف خبراء أجانب غالبيتهم من حزب الله، 6 أنواع من الألغام والعبوات منها اللغم المضاد للأفراد المحرم دوليا ويزن 500 غرام، وهذا خلافا للغم الروسي الذي تزرعه ويصل وزنه لـ300 غرام أو ألغام أخرى مهربة من إيران. كما تنتج مليشيات الحوثي، -وفقا للمصادر- اللغم المضاد للدروع بوزن 5 كيلوغرامات إلى جانب الألغام البحرية والعبوات الناسفة الخارقة المواجهة والتي تتراوح أوزانها من 3 كيلوغرامات إلى 50 كيلوغراما وغالبيتها تعمل بالأشعة تحت الحمراء.

النوعان الخامس والسادس هما العبوات المموهة التي تصنعها مليشيات الحوثي فيتراوح وزنها من 5 كيلوغرامات إلى 10 كيلوغرامات، والعبوات المعدلة ويصل وزنها غالبا من 100 كيلوغرام إلى 500 كيلوغرام وعادة تكون رؤوس صواريخ حربية تم تعديلها إلى عبوات متفجرة وضخمة. تكتيكات التمويه.. والتهريب للاغتيالات في الصدد، قال خبراء في الفرق اليمنية الهندسية لنزع الألغام إنهم عثروا في اليابسة على أنواع عديدة منها تعمل بـ”التحكم عن بعد (اللاسلكي)، والأشعة تحت الحمراء، وصفائح الضغط، والأسلاك التي تنفجر عند الدوس عليها”، وهي طرق الانفجار التي تعمل بها الفخاخ الحوثية. وعن آلية الزراعة للألغام التي تعتمدها مليشيات الحوثي، أكد الخبراء لـ”العين الإخبارية”، أن المليشيات تزرع الألغام عشوائيا وبلا خرائط وتستهدف غالبا الطرقات والمداخل الضيقة للقرى والمدن والمزارع وتطوق بها الأماكن المأهولة بالسكان بحسب أهميتها. كما تشمل تكتيكات التمويه الحوثية تفخيخ جنبات الطريق داخل الصخور الاصطناعية وأحجار الرصيف الصناعية المعلقة في الأشجار، إضافة إلى الألغام المزروعة تحت المساحات المغطاة بالأسفلت، وفي داخل مجاري مياه الصرف الصحي. وعثر الخبراء على عبوات في المدارس ومشاريع المياه والمراكز الصحية والمنازل، وهي مموهة على أشكال جذوع النخيل والخرسانات الأسمنتية، وأواني المياه وإطارات السيارات، وحتى المفروشات وعلى شكل مواش خادعة. خبث تقني وتمويه معقد، بدأت مليشيات الحوثي في زراعته منذ تمردها الأول في معقلها الأم بصعدة 2004، حيث استخدمت الألغام والعبوات المحلية الصنع والمهربة من إيران، على نحو فعال في “حرب العصابات” وتكتيك “الكر والفر” و”الحرب الدفاعية” وذلك لاستنزاف الجيش اليمني والقبائل المساندة له. بالتزامن مع تمردها في صعدة، كانت مليشيات الحوثي تهرب العبوات الناسفة إلى صنعاء والمدن اليمنية غير الخاضعة لسيطرتها، ونفذت خلالها عمليات إرهابية دامية، وسعى جهازها الأمني لصرف أنظار الإعلام عنها.

وبحسب مصادر أمنية لـ”العين الإخبارية”، فإن مليشيات الحوثي مستمرة في نهجها حتى اليوم، إذ لا تكتفي بزراعة العبوات في اليابسة، وتفخيخ الأراضي، وإنما تعمد لتهريبها للمناطق المحررة لاغتيال القادة العسكريين والميدانيين. فخاخ لاستهداف اليابسة أكد الخبير في نزع ألغام باليمن سامي سعيد أن “غالبية الألغام والعبوات الحوثية تصنع محلياً تحت رعاية خبراء إيرانيين ومن حزب الله ويتم تفكيكها وإتلافها يوميا”. وأضاف أن الحوثيين يقومون “بصناعة عدة أشكال من هذه العبوات وأحجام مختلفة”، مؤكدا عثوره على شكل أحجار وأنابيب غاز ومنها على شكل جذوع النخيل، أو جالون الماء، وأشجار البردين. وأشار في تصريح لـ”العين الإخبارية”، إلى أن مليشيات الحوثي تفننت بتعديل وتطوير هذه العبوات لكي تنفجر بأوزان قليلة، محدثة أضرارا باهظة في الأرواح والممتلكات، لافتا إلى أن محافظة الحديدة تعد أكبر محافظة مفخخة بحقول الألغام المتراصة حيث لا توجد إلا مسافة هامشية بين اللغم المزروع والآخر، بما يعادل 20 إلى 30 سنتيمترا. من جهته، يقول العامل في إحدى الفرق الهندسية لنزع الألغام باليمن محمد علوان إن الألغام معروفة، لكن مليشيات الحوثي عمدت إلى تغيير أشكالها، وتحويلها من شكلها المعروف دوليا إلى أشكال أكثر إجراما. وتابع، في تصريح لـ”العين الإخبارية”، قائلا إن الألغام المضادة للدروع باتت مضادة للأفراد، بسبب تزويدها بدواسات فردية، أو أن مليشيات الحوثي تشرك عبوة مع لغم لزيادة حجم التفجير وأعداد الضحايا وأردف أن “الحوثيين زرعوا هذه الفخاخ في المدارس والأسواق والطرقات وفي منازل المواطنين، وهذه العبوات صممت بشكل إجرامي جدا تستهدف المدنيين وليس العسكريين، لأنها زرعت في المنازل والبيوت والطرقات والأماكن العامة حيث ارتياد البسطاء من العامة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى