أخبار عربية ودولية

تحليل: الرابحون والخاسرون من اتفاق استئناف العلاقات السعودية الايرانية

الوسطى اونلاين – متابعات

نادرا ما كانت العلاقات السعودية الايرانية حميمة أو حتى طبيعية…لكن هناك قوى إقليمية ودولية كانت وما زالت مستفيدة من تأزم العلاقات بين البلدين التي بلغت ذروتها خلال السنوات الماضية على خلفية التدخلات والأعمال العدائية الايرانية، ليس فقط في شأن عدد من الدول العربية، فحسب، بل وفي الشأن الداخلي السعودي وزعزعة امنها واستقرارها وأمن واستقرار المنطقة ايضا.


لذلك جاء الاتفاق التاريخي الموقع بين السعودية وايران برعاية الصين، جاء هذا الاتفاق ليكشف بجلاء منهم المستفيدون ومنهم الخاسرون من هذا الاتفاق.


على رأس المستفيدين من هذا الاتفاق الدولتان الموقعتان على الاتفاق ، حيث سينعكس الاتفاق إيجابا على تحسين وتطوير العلاقات بين البلدين الأسلاميين الجارين الكبيرين.


ثاني المستفيدين من الوصول إلى هذا الاتفاق هم الشعوب والدول التي اكتوت بنار التدخلات والاعمال الايرانية العدائية السافرة ودعم الجماعات المتشددة والمتطرفة والمزعزعة للسلام الاجتماعي وأمن واستقرار اليمن والعراق وسورية وكذلك البحرين.


المستفيد الثالث من هذا الاتفاق الدول التي بذلت مجهودات كبيرة في التقريب بين البلدين وتذليل الصعوبات وفي مقدمتها سلطنة عمان والعراق ومن خلفهما الصين وروسيا اللتان كسبت ود كل من السعودية وإيران، بما سيشكله هذا من انتصار للشرق الروسي الصيني في وجه الغرب الأمريكي البريطاني.


أما الخاسرون من توقيع الاتفاق السعودي الإيراني فتقف على رأسهم الجماعات الإرهابية العنصرية المتطرفة وتجار الحروب والأزمات في كل من اليمن والعراق ولبنان التي ظلت خلال السنوات الماضية تستقوي على شعوبها بالدعم الإيراني السخي وتتكسب من وراء هذا الدعم ومعاناة الشعوب في هذه الدول…وسنفرد للشأن اليمني حيزا خاصا في نهاية هذه المقالة.


الخاسر الثاني من هذا الاتفاق هي الدول الاقليمية المنافسة وبالذات التي لها مصلحة في اضعاف كل من السعودية وايران وزعزعة أمنهما واستقرارهما وأمن واستقرار المنطقة ، ومن هذه الدول إسرائيل وقطر وتركيا.


الخاسر الآخر دول عظمى كانت تستفيد من الخلافات والصراعات بين إيران والسعودية وتوظفها لصالحها ولابتزاز هاتين الدولتين معا ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن هذه الدول العظمى لم تكن ترغب في أن تصب المصالحة الايرانية السعودية في رصيد منافسيها الكبار وخاصة الصين وروسيا.


في الشأن اليمني …يعتبر الرابح الأول من توقيع اتفاق استئناف العلاقات السعودية الايرانية هو شعب الجنوب الذي عانى كثيرا من الحرب التي خاضها الحوثيون ضد هذا الشعب المسالم والمتعطش للسلام والاستقرار والازدهار والمناضل منذ عشرات السنين من أجل الحرية والاستقلال.


لقد كان ذلك واضحا في تصريح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي قبل أكثر من سنتين ودعوته لكل من السعودية وايران إلى حل خلافاتهما بالحوار والتفاوض والتفاهم…وكذلك جاءت المباركة المبكرة للاتتقالي بلسان ناطقه الرسمي علي الكثيري لهذا الاتفاق فور الإعلان عنه مباشرة.


وبالتأكيد الشعب في الشمال هو الآخر له مصلحة حقيقية من إحلال السلام وإنهاء الحرب والمعاناة والفقر والقهر.


الأطراف الممتعضة – وإن اظهرت عكس دلك – ، من الاتفاق السعودي الإيراني هي التي لها مصلحة في استمرار الحرب وعلى راسها الحوثيون وحزب الإصلاح الذين سيفقدون مبرر الحصول على الدعم الايراني والسعودي وابتزاز هاتين الدولتين معا، وسيفقدون ايضا مبرر قمع واضطهاد الشعب في الشمال تحت شعارات واستهلاك اعلامي رائج “دول العدوان” و”المجهود الحربي” و “مرتزقة العدوان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى