بعد أن فشلت في منع صلاة التراويح.. مليشيا الحوثي تحول “المساجد” الى مجالس لمضغ القات والاستماع لدروس “ثقافة المسيرة” ومحاضرات زعيمها
كعادتها في كل موسم رمضاني، حولت مليشيا الحوثي العديد من المساجد في المناطق الخاضعة لسيطرتها، إلى أماكن للمقيل والسهرات في ليالي الشهر الكريم، في مشهد متكرر قوبل باستياء ورفض شعبي واسع، خصوصاً وأن ذلك جاء عقب محاولات عديدة لمنع أداء صلاة التراويح في مناطق نفوذها.
ورصد مراسلو المصدر أونلاين في محافظات مختلفة، قيام عناصر المليشيا بتحويل “الجوامع” أو الملحقات المرفقة بها إلى مكان للجلوس ومضغ نبة “القات” والسهر في ليالي رمضان، تحت مبرر الاستماع لدروس “ثقافة المسيرة” ومحاضرات زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي.
وحسب سكان فإن هذا التصرف جاء كإجراء بديل بعد أن فشل الحوثيون في أكثر من محافظة في منع رواد المساجد من إقامة صلاة التراويح طيلة السنوات الماضية، لتلجأ لتحويل أجزاء من المسجد لمجلس جماعي يتم فيه تناول القات وتبادل الحديث أثناء أداء رواد المسجد صلاة التراويح.
وبحسب الأهالي، فإن عناصر ومشرفي الحوثيين استقدموا شاشات عرض الى “المساجد” يتم فيها بث كلمة يومية لزعيم المليشيا ويظلون في المسجد يمضغون “القات” تحت مبرر انتظارهم لسماع كلمة زعيم المليشيا (تبدأ 9 ونص الى 10 ونص مساءً)، في الوقت الذي تمتد سهرتهم إلى منتصف الليل لتناول القات”.
وتكرس الجماعة، التي تسيطر على عدد من المحافظات، المساجد لدروس ومحاضرات ضمن برنامجها التعبوي يتم بثها عبر مكبرات الصوت وفي شاشات العرض من الساعة (8 ونص الى 9 ونص مساءً)، بهدف التشويش على المصلين الذين يؤدون صلاة التراويح والتي يعمل الحوثيون على محاربتها ضمن مساعيهم لتغيير هوية المجتمع وفرض توجهاتهم العقائدية.
في مدينة إب (وسط اليمن) تحدث سكان لـ”المصدر أونلاين” عن قيام عناصر المليشيا بحملة لتمزيق أي مجلات مسجدية حائطية بعضها تتحدث عن فضائل الصحابة وأخرى عن فضائل صلاة الفجر وقيام الليل وأخرى عن رمضان، بهدف منع أي منابر للتوجيه والإرشاد ما لم تتضمن أفكار الجماعة.
ولفت الأهالي، إلى قيام مشرفي المليشيا في مناطق متعددة بمنع إقامة مسابقة للقرآن الكريم داخل المساجد كما جرت العادة منذ سنوات وكانت تأتي بعد التراويح سنويا للتنافس بين فتيان وطلاب كل حي، مشيرين الى أن مشرفي الحوثيين يهددون كل من يشارك فيها أو يفكر بإقامتها.
وفي عدد من مساجد مدينة صنعاء شكا مصلون من حضور عناصر حوثية للمسجد وتناول القات فيه في الوقت الذي يؤدي المصلون صلاة التراويح، كما عبر سكان عن استيائهم من مكبرات الصوت التي يتم تشغيلها لساعات طويلة.