مقال لـ نادر خريصان .. شهر الصيام والعتق من النيران
بحلول الشهر الفضيل على الأمة العربية والإسلامية ، وهذا الشهر الكريم الذي تتنزل فيه الرحمة والمغفرة والسكينة على كافة المسلمين في أنحاء المعمورة وتتصفد فيه المردة والشيطين وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وفيه ينتشر الخير والبركات ، أن هذا الشهر المضياف أعاده الله علينا وعليكم أيها القراء الأفاضل باليمن والبركات وأسأل الله أن يديم علينا وعليكم أعوام وسنين في هذا الشهر العظيم بالصحة والعافية وكل عام وكافة القراء بألف صحة وعافية .
يا حيا برمضان ذلك الشهر الفضيل الذي تتنزل فيه نفحات إيمانية وروحانية ويتسم بأنه سيد الشهور الهجرية وأفضلهم عند المولى عزوجل لما له من خصوصية تميزه عن بقية الشهور الهجرية الأخرى وفيه يصوم كافة المسلمين في أنحاء العالم من مختلف البلدان العربية والإسلامية وهي فريضة الصيام الذي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين وأن الصوم هوالركن الرابع من أركان الاسلام .
وفي هذا الشهر حيث أن الله سبحانه وتعالى خص بنزول كتابه العزيز وهو القرآن الكريم على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، حينما قال الله تعالى في كتابه العزيز (( يا آيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) وكذلك في هذا الشهر الكريم فيه ليلة من أعظم الليالي هي ليلة القدر التي خصها الله فيها تتنزل فيها الملائكة والروح في أيام الوتر من العشر الآواخر من شهر رمضان ، حينما قال الله تعالى في كتابه الكريم (( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر ، تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ، سلام هي حتى مطلع الفجر )) . صدق الله العظيم
وفي شهر رمضان تتصفد فيه المردة والشياطين وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران ، ففي الحديث الشريف عن أبي هريرة قال : كان رسول الله يقول (( قد أتاكم شهر رمضان شهر مبارك ، كتب الله عليكم صيامه ، فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم )) رواه أحمد
فيجدر بنا نحن المسلمين أن نفكر ونخطط لقدومه ولإستقباله وأن نتلهف شوقا للقائه لما فيه من المكرمات الربانية وهبات إلاهية وروحانيات ملائكية ، ومن هنا يجدر على كل مسلم أن يقف مع ذاته وقفة تقييمية وتقويمية يحاسب نفسه على ما فرط من الذنوب والمعاصي وعلى ما أسرف في جنب الله وعلى ما ضيع من ساعاته وأوقاته وعلى ما قصر في الطاعات والأعمال الصالحة .
فهذا رمضان شهر فيه المكاسب والغنائم والحسنات والخيرات ، فيجدر بنا أن نكتسب الحسنات والأعمال الصالحةالتي تقربنا إلى المولى عزوجل وأن نغتنم فيه من الأوقات في قراءة القرآن الكريم وحضور مجالس الذكر ومواظبة الصلوات المفروضة والسنن الراتبة وقيام صلاة التراويح وقيام الليل ، وفي الشهر الفضيل أيضا يجدر بنا أن نصل أرحامنا ونعطف صغيرنا ونوقر ونرحم كبيرنا ونتصدق على الفقراء والمحتاجين ونتحاشى السلوكيات السيئة ونغير طبائعنا ونتخلق پأخلاق حميدة قدوة برسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ونعمل على ما يرضي ربنا عزوجل .
وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يبلغنا هذا الشهر الفضيل ونحن بأتم الصحة والعافية وأن يعيننا على صيامه وقيامه وعلى تأدية صلاة التراويح وسائر الأعمال الصالحة وعلى تلاوة القرآن الكريم وعلى منه وفضله أن ندرك ليلة القدر و أن يحسن خواتمنا وأن يجعلنا من العتقاء من النار أنه قادر على ذلك ويزيدنا إيمانا ويرزقنا الفردوس الأعلى آمين يارب العالمين .