مقال لـ أحمد القثمي.. أكرموا ضيفكم قبل الوداع
بالأمس أنتظرنا دخول شهر رمضان المبارك على أحر من الجمر ، أستقبله المسلمين في كل مكان بالفرح والسرور وتبادل التهاني ؛ واحضار ماتحتاجه الأسرة من مأكل ومشرب يختلف عن بقية الأشهر الأخرى واليوم أنقضى نصف الشهر الفضيل في لمحة عين ، تغيرت فيها ملامح الحياة اليومية للمسلم على غير العادة ، أرتفعت الأصوات في المآذن وصارت المساجد تُمتلئ بالمصلين والعابدين والذاكرين وطالبي مغفرة الله.
لو قصد ضيف بيتك ونزل ببابك فإنك لامحالة تقوم بتسخير كل ما لديك لاكرامه ولن تفرط أو تقصر في ذلك، فكيف بأن يكون هذا الضيف هو شهر رمضان المبارك الذي لايريد منك أن تحضر له أكلاً أو شرباً وإنما تقف على الحدود الشرعية من صيام وصلاة وغيره وعدم مخالفه ماجاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة فشهر رمضان له ميزة على غيره وتعظيم من كل المسلمين في أنحاء المعمورة بيد أن هناك أناس لا يحترمون رمضان ولايكرمون وفادته هداهم الله ؛ يقضون أيامه ولياليه في السهر واللعب ثم النوم والتأخر عن الفرائض ، آباء وأمهات يرون أبنائهم يغادون البيت قبل موعد الصلاة لاسيما التراويح ثم العودة مع السحور والنوم عن صلاة الفجر إلا من رحم الله فأين المسؤولية.
لم يتبقى الا أقل من نصف شهر على وداع خير الشهور وأفضلها وبقيت الفرصة متاحة أمامنا لاستغلال الليالي المباركة وتفقد أحوال الإخوان الجيران ممن لا يسألون الناس إلحافا فهناك بيوت وأسر متعففة لا تجروء على السؤال فهم لايملكون مسافراً ولا مصدر دخل ليس لهم إلا الله ، إلى التجار ومن لديهم الصدقات أطرقوا أبواب هولاء فهم أصحاب حاجة فسعادتهم أن يأكلوا وتأكل أسرهم ويلبس أبنائهم يوم العيد ليعم الفرح والسرور في أرجاء المجتمع.