مقال لـ ناصر التميمي : من لم يأت اليوم .. سيأتي غدا
قلنا لهم الجنوب سينتصر استكبروا ،وقلنا لهم ساعتكم قرب أجلها ماصدقونا وتغابوا و قالوا لا يمكن للجنوبيين أن يكونوا رجال دولة ومستحيل يجلسوا على طاولة واحدة ويتحاورا ،فدحضنا كل أكاذيبهم وخرافاتهم عندما تصالحنا في أكتوبر 2006م في أول خطوة كانت على طريق التقارب الجنوبي في جمعية ردفان التي حاصرتها قوات الاحتلال اليمني حينها بمئات الاطقم والدبابات وراجمات الصواريخ ازعجهم لقاء اخوي كان البذرة الأولى للتصالح والتسامح الجنوبي ،لكن أبناء العربية اليمنية لايعجبهم تصالح الجنوبيين باي شكل من الأشكال وفي اي مكان و زمان ،لأنهم يرون في ذلك نهاية لمشروع هم الإحتلالي القذر الذي دنس أرضنا واستباح ثرواتنا
صحيح هم قاموا باقتحام الجمعية واعتقال القيادات التي كانت بداخلها واقتادوهم الى سجونهم المتوحشة واغلقوا الجمعية واعتقدوا بعملهم هذا الهمجي القادم من عصور التخلف بأنهم سيقضون على ارادة شعب الجنوب التواق للحرية من خلال تصرفاتهم الغوغائية ،فخرج المارد الجنوبي الذي لم يكن في حساباتهم ليعلن عن ميلاد عهد التصالح والتسامح على طريق استعادة الدولة.
اليوم الجنوبيين يجنون ثمار مازرعوه خلال السنوات الماضية من النضال من خلال جمع الكلمة وتوحيد الرأي في ظل المتغيرات الحاصلة في الداخل والاقليم والعالم ،الجنوبيين التقطوا هذه الفرصة التي لن تتكرر وفتحوا قلوبهم لبعضهم البعض ورموا بكل مخلفات الماضي المليئة بالمآسي خلف ظهورهم ،ووضعوا نصب أعينهم الجنوب أولا ،فجاءت المبادرة الكريمة والخطوة الشجاعة من قبل الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بإصدار قرار بتشكيل فريقين للحوار الجنوبي كبادرة من المجلس الانتقالي للانفتاح والجلوس مع جميع المكونات الجنوبية لصناعة عهد جديد على طريق استعادة الدولة .
الجميع على يقين بأن الأخوة في العربية اليمنية، لم يعجبهم مايحدث في العاصمة عدن اليوم وسخروا كل امكانياتهم وأبواقهم المشحونة مسبقا لإفشال هذا العرس الجنوبي الكبير ففشلوا ،نحن نقول لهم سخروا جهودكم وامكانياتكم لتحرير أرضكم من المليشيات ،لان قطار الجنوب قد مشى ولن يتوقف الا بإستعادة الدولة ،وانتم بقبقوا وزعقوا وفرخوا بعض المكونات الهلامية هنا أو هناك هذا شأنكم ولا شأن لكم بنا .
وسيخرج الجنوبيين من هذا اللقاء أكثر قوة وتماسك وتعاضد من اي وقت مضي ،لقد تابعنا احداث هذا المؤتمر الذي يعول على مخرجاته شعب الجنوب وينتظرها بفارغ الصبر ،ومابعد 4مايو ليس كما قبل وهذه الرسالة يجب أن تصل إلى لغالغة الشمال الذين لازالون يضربون في حديد بارد ونقول لهم !! اذهبوا إلى يمنكم الذي يناديكم بلاش تضيعوا وقتكم في ارض ليست أرضكم وستطردكم منها زرافات مثل ما فعلنا بالبرتغاليين والبريطانيين، اذا لم تقرأوا التاريخ فاقرؤوه جيدا ستعرفون اين سيكون مصيركم أيها الحمقاء .
يتغنى الاعلام اليمني المعادي لقضية شعب الجنوب بالنفر الذين لم يحضروا اللقاء التشاوري ومازال يعزف على اوتارها ،نحن كجنوبيين واثيق أنه من لم يأت اليوم للحوار الوطني الجنوبي حتما سيأتي غدا وسيجلس مع إخوانه جبنا إلى جنب وعلى طاولة واحدة وتحت رأية الجنوب وفي عاصمتنا عدن ،عندها ماذا سيقول اعداء الجنوب الذين ازعجهم الحوار الجنوبي الجنوبي وهز عروشهم العاجية ،واسقط خرافاتهم البلهاء ،واثبتنا للعالم أن نحن رجال دولة وشعب حضاري ،اما انتم لن تسطيعوا إقامة أي دولة على مدى القرون الماضية فكيف بكم اليوم ومازلتم تعيشون كالوحوش في الغابة القوي يأكل الضيف وإذا لم تصدقوا انظروا ماذا يحدث في بلدكم ؟وستعرفون حقيقة ما نقول .
إنه الجنوب اذا قال كلمة نفذها وإذا ثار سيحرق كل عدو يقف في طريقه ،الجنوب اليوم يصنع لوحة جميلة ويفتح صفحة جديدة ،نعم تصالحنا ثم تحاورنا ورسمنا خطوط دولتنا الجديدة بأديادي جنوبية بحتة ،لم يكن حاضر بيننا هذه المرة يمنيا واحدا ،مثل ماحصل في الحوارات السابقة التي دسوا لنا فيها السم واكله قيادتنا السابقة ،الكل حاضر من المهرة إلى باب المندب وكلهم شعارهم الجنوب أولا ،فموتوا بغيضكم وشركم غير مأسوف عليكم .