مقال لـ عدنان باسويد .. لماذا “حصن بن عَيّاش” التاريخي لا يتم ترميمه
لماذا “حصن بن عَيّاش” التاريخي لا يتم ترميمه وتصفية نفاياته، وإزالة تلك المشاريع الفاشلة التي تُحيط به، إذ ليست في مواقعها الصحيحة، وتكون حَول ذلك الحُصن العظيم البناء؛ الحدائق والمتنزهات الخضراء للعوائل، مثلما كانت قبل توقيع مشروع الوحدة بين الشطرين، ليكون تُحفة جميلة شبيهة بِقصر السلطان القعيطي “قصر المعين” بالمكلا؟!
ألا يوجَد فيكم رَجلٌ رَشيد؟! أم أن العقول تَميل وتَعشَق الفَوضَى وتُغازل الأراضي وتَهوى بَعثَرة المدينة وشوارعها ونَشر العشوائية دون الحفاظ على مَظهرها وآثارها ومعالمها التاريخية والجمالية، فقد تم إضاعة حدائقها ونَهب مصالحها العامة، ولو اُتيحَت لهم الفرصة لقاموا أيضاً بالسطو على قصورها وحصونها.
مدينة وكأنها مَتحف بآثارها وموروثها دون أن تتدخل فيها حكومة.. فكيف لو تَدَخّلت وَ وُضِع لها أجمَل الخطط والتصاميم لِتَرميمها من قِبَل مُختصّين، مع الحفاظ على طرازها المعماري وأصالة مَعالمها.. نعم ستكون من أجمل المدن الأثرية ومَزاراً هاماً للسياح القادمين إلى حضرموت.
إرحموا هذه المدينة التي دَلّلها أعظم الشعراء في أبياتهم، وتَغَنّى فيها كبار الفنانين، كما كَتَب المؤرخين والباحثين مؤلفات عن تاريخها.. لماذا تريدون العَبَث بها بكل الطرق والوسائل.. لماذا تعيثون بمواقعها الأثرية، لماذا، ولماذا.. فهل من مُجيب..؟
إنها الإسعاء
إنها سمعون وسُعاد
إنها الكحيلة ومدينة آل عاد
إنها السوق واُم اليتامى
إنها الشحر.. نعم الشحر!!
لعلّكم تذكرون هذه الأسماء وتفيقون من غَفلتكم.. إن كنتم في غَفلة، فَيَكفيها تَدميراً وفَساداً، ويَكفيها وَجَعاً وإهمالاً.. ألا يوجد فيكم رَجلٌ رَشيد؟؟