أراء وكتاب وتغريدات

ذكريات معلم حضرمي في شبوة( المصينعة)بقلم أ.عبدالعزيز قرنح *

الوسطى اونلاين-متابعات


نتذكر عددًا من المعلمين الحضارم الذين امضوا سنوات من حياتهم في خدمة التعليم في محافظة شبوة الحبيبة (عاصمة دولة حضرموت التاريخية) وتحملوا المسؤلية وكنت أحدهم وافتخر بتلك الايام واتذكرها بكل اعتزاز ،
حيث كنا نركب شاحنات خاصة بالبضائع من مدينة المكلا و تصل بنا منطقة النقابة اولاً على خط عدن المكلا ، بعدها ننتظر ساعات عند المطعم الوحيد في النقبة حتى يسعفنا الحظ بشاحنة اخرى إلى عتق عاصمة شبوه ،
والطريق جبلي وعر والسرعة بطيئة وعند وصولنا ليلاً عتق لا يوجد بها فندق ، فننتظر حتى الصباح وكل معلم معه فرش اسفنج و حقيبة أغراضه . وحين يفتح مكتب التربية أبوابه يتم توزيع المدرسين القادمين من محافظة حضرموت المحافظة( الخامسة) الى مناطق المحافظة (الرابعة) شبوة ٠٠ الى نصاب وخورة ومرخة و بيحان وعرماء والمصينعة و الصعيد . حيث كان مدير مكتب التربية حينها الأستاذ عطبوش فكنت انا وزميلي حسن هبير نوزع الى المصينعة التى بها مدرسة وحيدة مبنية من الطين وملتصق بها مبنى آخر من الاسمنت والحجر واغلب معلميها من ابناء المنطقة وهم عبدالله صالح الربح مديراً والاساتذة محمد حنش خشاع واحمد علي خشاع والاستاذ هادي وصالح ديمش والاستاذ منصور و الدكتور عبدالله بوعرام – رحمة الله عليهم –
اما الطلاب يأتون من قرى قريبة من المصينعة حيث يحشروا حشراً على ظهر شاحنة مخصصة لنقل الرمل مستأجرة من مكتب التربية تنقل الطلاب للمدرسة ونشاهد طلبة الصف الاول يتسلقوا الشاحنة بصعوبة بالغة .
وكانت اهم المناشط المدرسية كرة القدم والطائرة ويوم الخميس نشاط ثقافي على سطح المدرسة واسئلة واجوبة من كتاب سين وجيم لشريف العلمي.
طبعا من المعلمين من مارس الضرب باستخدام الخيزران وكم هو مؤلم السوط على يد الطالب وخاصةفي فصل الشتاءالشديد البرودة في المصينعة لكن الطلبة جادين مجتهدين لايؤثر عليهم ذلك لان تلك الفترة كان جو تنافس بين الطلاب ، وفضائل الاخلاق ،
اما المرحلة التأسيسية فكان من نصيب مدرسات من ابين منطقة الدرجاج وسكنهم مطرح ال شملول حيث دكان العم صالح دنبوس رحمه الله وكنا نضع راتبنا عنده البالغ 500 شلن لكل معلم .

اما البنات يقبعن في البيوت لعدم وجود مدرسة خاصة بهن كنا نسكن بيت بن عشيم ويسكن قبلنا في البيت معلم من صنعاءاسمه ناصر حاجب ، حسن العشرة ، ظريف الحديث، محبوب عند اهل القرية ،

وكانت المياه تنقلها لنا سيدة فاضلة مع ابنتها على ظهر حمار ؛ امرأة مكافحة والمياه شحيحة حيث تضع لنا صفائح الماء عند الباب ونقوم بحملها الى اعلى بيت بن عشيم وكم اكلنا المعصوبة من بيت العم فريد ابوعاتق جارنا ولايوجد بالمصينعة إلا عدد قليل من السيارات اللاند لوفر واحدة مع سالم الدمبي و واحدة لفرج ، تأخذ الركاب الى عتق صباحاً وتعود ظهراً وعلى الراكب العودة مع نفس السيارة والاّ غضب عليك فرج ،
لا يوجد في ايامنا اي انواع من التسلية لا نادي لا مركز تحفيظ قران لا مكتبة ، انما نقضي اجازة الجمعة في البحث عن الماء في الابار المنتشرة لغسل ملابسنا حيث نسمع صوت المكنة الخاصة برفع الماء من البئر الى الحوض ،

وفي الليل يأتوا الزملاء المعلمين للسهر معنا على ضوء التريك والفانوس الذي هو عهدة من مكتب التربية.
واسعد ايام المصينعة الفرائحية بالزواج ومشاهدة اعلان اسماء من يساعدوا العريس بالنقود وكذلك اللعب الشعبي وتحليق الضيوف حول حطب النار في الهواء الطلق وتوزيع قطع اللحم على الحاضرين كنا نحن المعلمين تُقدم لنا دعوة الزواج دائماً من اهالي المصينعة .
وكما انجبت المصينعة ضباط في الجيش منها أول وزير محمد صالح عولقي في حكومة جمهورية اليمن.
من ذكرياتنا في المصينعة 1977 1978 م.
للحديث بقية ان شاء الله ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى