أراء وكتاب وتغريدات

أحمد باشطح (حميدي) نجم من زمن الكبار .. بقلم عبدالله بشهر

الوسطى اونلاين – خاص

هو أحد الرجال الصناديد الذين صنعوا مجدا رياضيا في السنين الخوالي ،وسطروا أروع الملاحم الكروية في ميادين الكرة مع فارس الغيل الأبيض وناديها الأهلي ، بزغ بريق نجمه مع أهلي الغيل في زمن كان يعج باللاعبين الكبار والمواهب النادرة ،زمن العمالقة ،ذاك الزمان المليء بالنجوم ،عندما كانت تلك البقعة من حضرموت والتي اسمها “غيل باوزير” ولّادة بالنوابغ الكروية التي ذاع وشاع صيتها في كل أرجاء الوطن ، غيل الماء والخضرة والأهلي والفن .
من كان يجد له مكانا في شاكلة الأهلي في ذلك الوقت ،ويستطيع أن يلعب بجوار فطاحلة الكرة وكبار القوم ،لاشك أنه نجم امتلك القدرات والامكانيات الفنية التي أهلته لنيل هذه المرتبة والانضمام لسرب الكبار .
ما بالكم اذا كان “حميدي” نال هذا التشريف ومثل ناديه وزامل كبار لاعبيه ونجومه وهو لم يتعدى السابعة عشره من عمره !! حينما بدأ مشواره لاعبا مهاجما في الجهة اليسرى ،قبل أن يستقر به المقام في خط الدفاع ،لما تميز به من صفات وقدرات مكنته أن يصبح من أفضل نجوم خط الدفاع في حضرموت والوطن عامة.
فحميدي مدافع من العيار الثقيل ،والدليل على ذلك عندما كان يؤدي الخدمة العسكرية في عدن استعان به فريق الجيش ليلعب معه في مباراته ضد التلال بمناسبة يوم عيد القوة الجوية ،فلعب حميدي في خط الدفاع بجانب قيصر الكرة اليمنية عبدالله الهرر رحمه الله وعمالقة الجيش والكرة الجنوبية آنذاك علي سالمين وطارق ربان ومحمد جعبل ونبيل سعدان والبكري ومنير مدهش وحسين جلاب وغيرهم من عمالقة ونجوم ذلك الزمن الجميل .

كان حميدي باشطح داخل الملعب لاعبا ذو مستوى عال ،مدافع صلب وصخرة تتكسر عندها غزوات الخصوم، صاحب قذائف صاروخية لاتصد ولاترد ،شرس لكنه لايؤذي خصومه ولايتعمد اصابتهم ،صاحب أداء رجولي ،متمكن في مراقبة المهاجمين ،لايستطيع المهاجم الافلات منه بسهولة ،فكان في رقابته ك( اللصقة الانجليزية) وهو اللقب الذي أطلقه عليه شيخ النقاد والصحفيين الرياضيين الأستاذ عزيز الثعالبي أطال الله في عمره ،بعد مباراة أهلي الغيل والتلال على ملعب بارادم والتي كسبها رفاق حميدي بثلاثية نظيفة ،يومها كان حميدي نجم المباراة ،بشهادة المدرب الخبير الروسي بعد تقييمه للمباراة وما قدمه كل لاعب فيها ،حين ذكر في تقريره أن لاعب أهلي الغيل الذي يحمل الرقم (4) كان أحسن لاعب في المباراة ،إشارة إلى اللاعب حميدي باشطح .

كما أننا لازلنا تنذكر مباريات كلاسيكو الكرة الحضرمية في الزمن الجميل بين أهلي الغيل والمكلا واستمتعنا بمشاهدة فنيات وروعة جمالها وحماسها ،ومن تلك المشاهد التي لاتنسى من ذاكرتنا الطلعات والهجمات المباغتة والخاطفة التي يقوم بها نجمي دفاع الفريقين حميدي باشطح وطاهر باسعد رحمه الله من الخلف ،فيبهرون الجمهور بتلك الفنيات واللمحات الجميلة التي لازالت خالدة في الذاكرة.
أما خارج الملعب فهو إنسان ذو خلق ،اجتماعي طيب المعشر ،كريم النفس ،هادئ الطباع ، عندما تجالسه لايكثر من الكلام عن نفسه وما قدمه في الملاعب .
ظل حميدي مع الأهلي محبا وفيا له منذ أن ارتدى شعاره لأول مرة منذ منتصف السبعينات حتى منتصف الثمانينات ،فأرغمته الظروف على ترك الأهلي وأهله وأخذته الغربة والسفر إلى المملكة العربية السعودية لطلب الرزق والبحث عن حياة أفضل ،فعاد بعد ست سنوات من الاغتراب إلى مسقط رأسه الغيل ولبيته الثاني الأهلي ،لكنه عاد وقد تغيرت أحوال الأهلي وتفرق الشمل ،بعد أن ابتعد معظم نجومه الكبار عن اللعب ،كل بحسب ظروفه الشخصية وأحواله ،وبدأت تلك الكوكبة من صناديد الكرة في غيل الوزيري في الزوال والاختفاء واحدا تلو الآخر ،ففضل حميدي الابتعاد والالتحاق برفاق دربه الذين زاملهم خلال العصر الذهبي للنادي ،خاصة أنه قد مضت به السنين نحو العقد الثالث من عمره .
وهكذا طويت صفحة نجم ابدع واعطى وتألق في ميادين الكرة ،ورغم ذلك التألق والعطاء الكبير إلا أنه كان من الذين ظُلموا إعلاميا بابتعاد الأضواء عنه إلا فيما ندر… وفنيا بتجاهله في مرات كثيرة وعدم اعطائه فرصة تمثيل المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها السنية ،عندما كان يصول ويجول ويمر بأزهى ربيعه الكروي وعنفوانه في ميادين الكرة…

ويابو فطومة…..أنا من أجلك انت عشقت الغيل وعشقت ذهبــان والحــومه ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى