المجلس الانتقالي ماذا بعد المجلس الوطني الحضرمي
المكلا (الوسطى أونلاين) كتبه أمجد الرامي
لم يكد المجلس الانتقالي يذلل ما كانت تعتبر عقاباً كئودة أمام الإجماع الوطني الجنوبي حتى واجهته قضية المجلس الوطني الحضرمي ، لتشكل هي الأخرى عقبة عكرت نشوة الفرح بالانتصارات السياسية التي حققها مؤخراً .
الهجوم الإعلامي :
حتى قبيل إعلان المجلس الوطني الحضرمي كان الهجوم شرساً على الجهات والأفراد التي سعت لخلق هذا المجلس ، وبغير فعل سياسي حقيقي سوى ما كان سابقاً من لقاءات الحوار الانتقالي مع كل القوى الجنوبية ، والتي فشلت لربما لنية مبيته لدى أحد الطرفين في عدم قبول الآخر ……. لا نعلم كثيرا عن خفايا هذا اللقاءات والحوارات التي تمت بين المجلس الانتقالي و تلك القوى الحضرمية وعما إذا ما كان التمنع الحضرمي مقصودا ، أو أن الخلل كان في التعهدات والضمانات التي كان ينبغي أن يقدمها المجلس الانتقالي كتطمينات للقوى الحضرمي وفشل في تقديمها .
كما أن البعض يدعي أن هذه القوى ليس لها وزن مؤثر على الشارع الحضرمي ، وهو أمر قد يصدق في منطقة الساحل الحضرمي حيث الشعبية طاغية للمجلس الانتقالي شعبياً ورسمياً وعسكرياً ، ولكن الاقتناع به فيما يخص حضرموت الداخل حيث النفوذ القبلي له ثقله وسطوته حتى مع تقبل الانتقالي في الأوساط الشعبية الأقل نفوذاً وسيطرة هو أمر صعب للغاية.
وبغض النظر عن أهداف المجلس الوطني الحضرمي المعلنة وغير المعلنة الظاهرة والباطنة وعن التوقيت المريب ، وعن ما كان مِن ( بكسر الميم ) رفض ومعاداة خطوات جنوبية مشابهة لفكرة المجلس الوطني الحضرمي بمقابل هذا الاحتضان الحار لهذا المجلس بالذات وفي هذا الوقت .
كل ما سبق لن يلغي حقيقة أن المجلس الوطني الحضرمي أصبح حقيقة ، بل ومدعوماً من كل القوى المعادية للمشروع الجنوبي وعلى رأسها كبرى شقي تحالف الأشقاء المتشاكسين ، وعلى المجلس الانتقالي أن يعي هذه الأحداث وأن يتعامل معها كأمر واقع ومتعقل ، بمثل ما صدر عن الرئيس عيدروس الزبيدي عندما أجاب عن موقفه من تشكيل المجلس الوطني الحضرمي.
الانتقالي وتجاوز عقبة الوطني الحضرمي :
لاشك أن انضمام اللواء البحسني كان صفعة قوية للقوى التي كانت تسعى لجره إلى المربع المعادي للتيار الجنوبي ، ولكن تلك القوى استطاعت ان تعوض تلك الخسارة بضمها رموزاً أخرى قد لا تكون بحجم اللواء البحسني لكن بعدد مؤثر في الوادي على الأقل ، فيما يوحي بطول أمد الصراع وبعدم تقبل تلك القوى أي مشروع جنوبي ، مما يفرض على الانتقالي أن ينتهج سياسة خاصة للتعامل مع تلك القوى ، وكذا البحث عن شركاء و حلفاء ممن لهم اهتمام بالشأن في جنوب الجزيرة العربية .
ثقة الحضارم هي ما ينبغي على الانتقالي البحث عنها وخلقها بأي طريقة ، بالإضافة إلى جملة أمور يمكن بها أن يعرقل مشروعية هذا المجلس الحضرمي البديل ، وعلى رأسها إنشاء مجلس حضرمي وطني مواز للمجلس الوطني الحضرمي المعلن حديثاً ، وهي خطوات سبق و ان قام بها الانتقالي ، وضخ في مقابلها أموالاً وجهوداً طائلة وبحصيلة للأسف كانت هزيلة ، من ذلك استنساخ قيادات قبيلة بموازاة القيادات القبلية التي صعدت إثر الهبة الحضرمية الأولى ، بل ومن ذلك استنساخ إصدار ثاني للهبة الحضرمية الأولى ، صحيح أن هذه الإجراءات لن تنهي محاولات الطرف المعادي للمشروع الجنوبي التي قطعا ستسعى لخلق عقبات أخرى ولكنها ستشكل حائط صد وتشتيت لمثل تلك المحاولات .