الشهيد القائد فكري جهظر “أبو فرسان” .. ليث الحواشب الكاسر وقاهر المجرمين والأعداء
الوسطى اونلاين /تقرير عبدالرحمن أحمد علي.
حين يكون الحديث عن الرجال العظماء الذين خلدوا روائيات النار والبطولة، وجسدوا أروع الملاحم التاريخية، رغم رحيلهم الجائر إلا أنهم تركوا خلفهم إرثاً بطولياً و تاريخاً نضالياً ناصعاً وكبيراً، فهؤلاء لن يمحوا من ذاكرة الأوطان مهما تعاقبت الدهور.
الشهيد القائد “فكري جهظر”، واحد من الصناديد الذين سطروا ملاحم صمود الحواشب بوجه قوات الإحتلال منذ انطلاق حركات الكفاح المسلح وكان لهم شرف التصدي لمليشيات الحوثي وصناعة ملحمة يونيو التحررية في العام 2015 للميلاد، كما كان له شرف المشاركة في جبهات كرش وحبيل حنش وغيرها من جبهات الجنوب.
في هذا التقرير البسيط سنضع القارئ الكريم أمام عدداً من الحقائق والمشاهد من حياة الشهيد القائد “فكري جهظر” المليئة بالمواقف الشجاعة والمشرفة والبطولات الفدائية.
أسمه فكري سعيد محمد فريد جهظر الحوشبي، ويعرف بكنيته الشهيرة “أبو فرسان”، من مواليد منطقة قبيل مديرية المسيمير الحواشب محافظة لحج، قائد قوة مكافحة الإرهاب والجريمة والمهام بأمن المسيمير، والرجل الذي استطاع بحنكته وشجاعته القضاء على صور واشكال الجريمة وتعقب وضبط اللصوص والبلاطجة والمطلوبين والخارجين عن القانون ومرتكبي الجرائم والإنتهاكات بحق المواطنين، وبفضل جهوده تنعم المنطقة حالياً بالأمن والأمان.
*صفاته وملامحه*
الشهيد القائد فكري جهظر، كان نسخة استثنائية فريدة من بين رفاق دربه الذين شاركوه جزءً من تفاصيل حياته العابرة، التي لا تزال خالدة في وجدان رفاقه من أيام الصباء وعشريات الثورة و النضال والكفاح، والمضي في درب العظماء، يجمع الكل بان الشهيد القائد “أبو فرسان”، تحلى في حياته بأخلاق عالية، و تواضعاً جماً، ناهيك عن كونه من الشباب الذين كانوا يعشقون التعاون والوقوف إلى جانب البسطاء والإنتصار الى الحق والوقوف الى جانب المظلوم، فقد كان الشهيد شجاعاً و فارساً لا يشق له غبار، صاحب مواقف ثابتة و ذي بأس شديد، و قائد عسكري ورجل أمن من الطراز الرفيع أحبه الناس عامة وجنده خاصة، و مضوا تحت إمرته مسطرين أروع البطولات والملاحم في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسكينة العامة في جميع انحاء بلاد الحواشب.
*حياته الإجتماعية*
عاش الشهيد القائد فكري جهظر، حياته الإجتماعية قريباً من الناس، متعاوناً وشرطياً يخدم الجميع، حيث يقول رفاق دربه بأنه كان من أبرز رجال الصلح والخير بالمسيمير، وكان يقوم بحل الخلافات والنزاعات بين الناس نظراً لمكانته المرموقة في قلوب الجميع كما كان يملك النخوة والشهامة لنصرة المظلومين والإقتصاص من الظالمين والطغاة.
*مسيرته الثورية*
انخرط الشهيد القائد “أبو فرسان”، في ركب الثورة التحررية مبكراً، مؤمناً بقضيته العادلة، و مسارعاً في الدفاع عن وطنه تحت كل الظروف، وفي اللحظات الأولى للإجتياح الحوثي الغاشم الذي تعرضت المسيمير والمناطق الجنوبية من قبل تلك العصابات الإجرامية في العام 2015 للميلاد، كان الشهيد القائد فكري جهظر، من أوائل الرجال الذين لبوا نداء الدفاع عن مديريتهم، واشترك في القتال في العديد من الجبال والمواقع منكلاً بالعدو الحوثي وظل مرابطاً في مواقع العزة والكرامة وميادين الشرف والبطولة حتى بزوغ فجر يونيو العظيم الذي اشرقت فيه شمس الحرية على ابناء الحواشب بعد ان قدموا لأجلها قوافل من الشهداء والتضحيات.
*أبو فرسان .. الرحيل المبكر*
ونحن نتحدث عن سيرة القائد “فكري سعيد جهظر” العطرة، و ما حوته في طياتها من إسهامات كبيرة وبصمات وأضحة وجلية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والأداء الأمني الفاعل والمثمر، وغيرها من مناقب ومآثر بطولية خالدة، فإن حديثنا أيضاً عن رحيله المبكر الذي رواه الكثيرين بأنه كان رحيلاً جائراً لقائد شاب في مقتبل العمر، و في وقت مبكر جداً ما احوج الوطن فيه لبقاء لهذا البطل والثائرين والمناضلين أمثاله، لقد رحل “أبو فرسان” مبكراً وارتقى شهيداً وبرحيله طويت صفحات بيضاء من تاريخ ومسيرة قائد ملهم صال وجال في جبهات القتال وحاض أشرس المعارك الأمنية، لقد رحل احد الرجال النشامى الذي وصل في وقت مبكر وعن جدارة واستحقاق إلى مراتب عليا في النضال والكفاح المسلح والقيادة، لقد رحل القائد الهمام والثائر البطل “أبو فرسان” ليشكل رحيله فاجعة كبيرة على الأوساط الثورية والنضالية في الجنوب نظراً للأدوار الفدائية والقيادية الميدانية التي كان يشغلها هذا الشهيد البطل، إلا أن ذلك كان حتمية القضاء وحكم الخالق سبحانه وتعالى الذي لا مفر منه، لقد رحل رحل هذا الشهم الغيور والمحارب المغوار مبكر عن دنيايا مخلفاً ورائه الحزن والأسى تعصر القلوب، وتاركاً في وجدان كل الأحرار ممن عرفوه وسيتذكرون عطاءاته السخية وتضحياته الجسيمة الحرقة والألم.
*رثاء الأخ الغائب*
أخي القائد “أبو فرسان” لقد جف حبر الدموع وما بقي منها تحجر في المآقي، وبقيت في القلب غصة تحكي حزناً عظيماً، وجرحاً غائراً ، لا تبريه الأزمنة والأيام، ولا تفيه تلك المراثي، أخي وقائدي وصديق عمري فكري الفخر والعز والإجلال، لقد فارقتنا ونحن بحاجة اليك، لماذا هذا الرحيل الموجع، أمنحنا جزء من ذلك الثبات الذي عشت عليه، هل تسمع يا أخي حشرجات كلماتي وأنا أحاول أن أخفف عن نفسي وطأة ما أصابني من ذهول وصدمة وانا أسمع بنبأ رحيلك الحزين، أي حياة قصيرة عشتها ايها البطل المغوار، وجعلتها كبيرة بتفاصيلها وبتاريخ امجادك العظيمة، اي حياة تلك الزاخرة ببطولات ملحمية قل نظيرها، لقد فزنا بمرافقتك في هذه الدنيا لنتعلم منك القيم والمبادئ السامية والمثلى ولنثبت على الثوابت الوطنية والثورية، لقد عشت جبلاً شامخاً وليثاً هصوراً لاتخشى اللئام، لقد ترجمت شجاعتك ورجولتك في كل مواقفك في هذه الحياة وسخرتها لخدمة ابناء وطنك بدءً من التصدي للمليشيات الحوثية ومروراً بملاحقة العناصر والعصابات الإجرامية التي قوضت وجودها وكبحت جماحها بفضل قوة إرادتك وعزيمتك، فمن يجرئ بوجودك ايها الصنديد المقدام ان يفكر فقط بزعزعة أمن وسكينة المواطنين او ان يعبث بمصالحهم الخدمية، لقد جسدت كل معاني البطولة وانت تحرق وتمزق نسيج تكوينات الجماعات الخارجة عن النظام والقانون، فمن سواك بعد رحيلك سيكسر شوكة البلاطجة والمخربين.
أبا فرسان، انت من حملت لواء النصر لابناء الحواشب، فقد كنت الفارس الجنوبي العظيم الذي أوجعت بندقيته جحافل الغزاة وعناصر البغي والإرهاب، لقد تجسدت فيه أبلغ قيم المجد والبطولة والأخلاق والعظمة والشموخ، وستبقى لنا إرثاً بطولياً عظيماً، وضرباً أسطورياً حين تتفاخر الأمم بفرسانها في ميادين المعارك وساحات الوغى وحلبات النزال، رحلت يا من احببناك في الدنيا وحفظناك في شغاف وحجرات قلوبنا بعد الفراق ونعاهدك باننا لن ننساك مدى حياتنا حتى نلحق بك، ولن ننسى بريقك الوضاء وإيثارك المتعاظم في سبيل الدفاع عن أمن واستقرار الجنوب، فسلاماً على روحك الطاهرة ايها القائد البطل، وانا على درب الوفاء لك سائرون، وعلى مبادئك ثابتون حتى آخر لحظة من هذه الحياة، فنم قرير العين، ونسأل الله بمنه وكرمه ان يشملك برحمته وعفوه وغفرانه وان يسكنك فسيح جناته، وان يلهمنا بمصيبة فراقك الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا اليه راجعون