أراء وكتاب وتغريدات

مقال لـ ناصر التميمي .. مهرجان البلدة والرقص على أوجاع الغلابى

الوسطى أونلاين – خاص

في ظل ماتعانيه محافظتنا البقرة الحلوب من معاناة كبيرة نتيجة حرب الخدمات الممنهجة التي تمارس من قبل الحكومة والسلطة المحلية القابعة في بحر من الفساد والتدهور الكبير في العملة المحلية والأرتفاع الجنوني في الأسعار الذي يكتوي به شعب المحافظة النائمة على أنهار من النفط والمعادن النفيسة ،والتي تذهب لجيوب الفاسدين والمتنفذين في العربية اليمنية والخونة من أبناء جلدتنا الذين باعوا وطنهم من أجل المال ولاهم لهم إلا جيوبهم وبطونهم الجوفى التي لاتشبع من أكل المال الحرام .

رغم الحالة السيئة التي وصل إليها الشعب في المحافظة النفطية التي تتقاسم خيراتها مجموعة من الفاسدين والمواطن المسكين تطحنه الويلات والأزمات المتكررة ومحافظنا مشغول بأوهام الماضي والاستعراض بالتقاط الصور ،ومامهرجان البلدة السياحي المغارة عليها الذي تهدر له الملايين من الريالات التي ستذهب فطيس الا مسرحية أخرى من المسرحيات الهلامية التي تريد من خلالها سلطة الفشل في حضرموت الهروب من وضع الحلول الحقيقية لحرب الخدمات الممنهجة التي تمارس ضد الشعب الحضرمي ومسئولينا مشغولين بمهرجان البلدة الذي لاقيمة له ولا طعم ولا رائحة بالذات في هذا التوقيت الذي تمر به حضرموت والجنوب جراء الانهيار المتواصل للعملة المحلية والأرتفاع الجنوني للأسعار ، بقدر أنه ستهدر الملايين من الريالات على فاشوش فاضي كما يقولون ،ولن يعود على المحافظة بشي قط سوى أنه سيتحول إلى مكاسب مالية للمستفيدين من هكذا مهرجانات عقيمة بائسة ، ولو كانت سلطة المحافظة تعمل من أجل الشعب لأوقفت هذا المهرجان الذي اسميه انا عبثي وحولت المبالغ المخصصة له لرفع المعاناة عن الشعب.

مايجري اليوم على الساحة الشعبية الحضرمية من احتقان ،يتطلب من الجهات المختصة أن عاد شي ذرة واحدة فيها من الإنسانية أن تنظر إلى حال المواطن المسكين في عموم مدن حضرموت الذين يبحثون عن الخدمات كالكهرباء فلم يجدوها ،وان وجدوها لا تلبي حاجتهم في ظل صمت مريب من قبل حاكم حضرموت الذي حشر نفسه في زاوية ضيقة وذهب يروج للمشاريع الكرتونية وترك المهمة الرئيسية التي أوكلت إليها وهي رفع المعاناة عن كاهل هذا الشعب الذي ضاق ذرعا من الحكومة والسلطة المحلية التي رفعت يدها وتخلت عن اداء دورها المناط بها .

يا دعاة مهرجان البلدة الا تعلموا أن اهلنا في الوادي تسفك دماءهم ام لا !! ،وهل تعلموا أن الشعب في حضرموت قد وصل إلى حافة الجوع ام لا؟،ان شخصيا اعتقد ان سلطة حضرموت المفروضة علينا إن أمر الوادي لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد ولا يهما مايجري من انهيار في الخدمات ابدا ،وكل مايهمها إشباع رغباتها وتحقيق مآربها وطز والف طز في المواطن الغلبان الذي يتضور جوعا ،والله جريمة كبيرة أن يرى الشعب عائدات ثروة تصرف وتهدر أمام عيونهم في مهرجانات عبثية .

هذه التصرفات الحمقى من قبل الجهات المعنية ستزيد الطين بلة ،وان تجرأت السلطة على إقامة هذه الفعاليات فهذا يعتبر تحدي للشعب الجائع الذي يتأهب لتفجير ثورة الجياع الحضرمية التي باتت تلوح شرارتها في الأفق ،فالمواطن الحضرمي قد صبر كثير ولم يعد قادرا على الصبر أكثر مما صبر ،لاسيما في ظل تأزم الأوضاع على كافة المستويات الإقتصادية والسياسية والعسكرية ،والذي مايهمه أمر الناس مسويلي مهرجانات واحتفالات وعصيد ورفيس وكأن الأمر لايعنيه ،ياترى نحن فين عايشين في هولندا أو المكسيك أو ماليزيا أو النرويج حتى نحتفل بمثل هكذا مهرجانات نحن نعيش في وضع مأساوي منذ أكثر من ثمان سنوات لسنا بحاجة لمن يعكر مزاج الشعب الذي يكتوي بنار الغلاء وحرب الخدمات ،نحن بحاجة اليوم إلى من يقف إلى جانب الشعب برفع ولو 2% من معاناته لسنا بحاجة لمن يستعرض عضلاته بهكذا مهرجانات لا بتقدم ولا بتأخر .

يامقسم المرق أهل بيتك أحق كما يقولون!! والله عار على من يحاول اليوم إقامة مهرجان البلدة، لاسيما في هذه الظروف المتأزمة والوضع السئ والتدهور الاقتصادي الحاصل في البلاد ،ويريد أن يرقص على رؤوس الغلابى من ابناء حضرموت بإقامة السهرات الفنية على شواطئ مدينة المكلا وهو غير مبالي بما يعانيه اهلهم البسطاء الذين لاحول لهم ولا قوة ،المهم انهم سيفرحون ويتغنون وسيسهرون على انغام الطرب اليمني كما يقولون ،اي حماقة وصل إليها مسئولينا الذين يحرمون الشعب من هذه الملايين من الريالات التي ستذهب في مهب الريح دون أن تستفيد منها المحافظة ،الكل يعلم منه المستفيد من مثل هكذا مسرحيات تقام على كاهل الشعب الغلبان والله من وراء القصد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى