أراء وكتاب وتغريدات

مقال لـ أنور الهلالي .. الحوثي في الرياض

ثمان سنوات حرب كانت عبثية بكل المقاييس وهذا الأمر يدركه أصغر طفل يمني شمالي أو جنوبي ، فالسعودية تريد الوضع أن يبقى معلقا عشر سنوات أخرى على أقل تقدير .

وصل وفد الحوثي إلى الرياض بيده الوسيط العماني غير المحايد إطلاقا ، فالعمانيون حرصوا منذ بداية الأزمة على تقوية الحوثي ودعمه عسكريا وسياسيا ولوجوستيا .

الرياض استقبلت الحوثي مع شقيقه العماني وجلبت لهم وفد الرئاسة اليمنية ليوقع على ما اتفقوا عليه في مسقط بعيدا عنه ، والحكومة اليمنية لا تملك إلا أن توقع ، أما الانتقالي فتراهن السعودية على غضبه قليلا ثم رضاه بعد ذلك غصبا عنه .

السعودية تريد من الحوثي أن يبقى قويا بشروطها هي ، ويبدو أنه أذعن لذلك بعد ضغوط إمريكية وإيرانية ، سيتم خلال ذلك تخفيف الضغط الاقتصادي على حكومة صنعاء بمجموعة قرارات ترفعها درجة وتضعف المناطق المحررة سبعين درجة .

الحل السياسي النهائي سيأخذ وقته وستمده السعودية مدا بأسلوبها المعتاد في خلق الأزمات ثم إدراتها سياسيا ، ساعدها في ذلك انتقالي وشرعية سلموا أمرهما كاملا لها بعد أن ربطوا أنفسهم بحبالها وأمسكت أطرافها بيدها .

الحوثي ليس قويا لكن السعودية أرادته كذلك والدلائل على ذلك كثيرة ، كان بإمكانها أن تقضي عليه أو تضعفه بسحب أدوات قوة منه هي التي منحتها إياه برضاها ، على سبيل المثال إيرادات الاتصالات والمطارات وهذه بالمليارات .

السؤال البدهي الذي يقفز في ذهن كل متابع للشأن اليمني هذا الذي يسمونه قويا كيف لم يستطع أن يتجاوز ولو مترا واحدا جبهات يافع والضالع والحديدة وكرش ، التي المقاتلون في جبهاتها يعانون من خذلان سعودي لهم .

السعودية لوكانت جادة لحسمت الحرب منذ السنة الأولى وماجرى في الحديدة أكبر دليل على ذلك ، واعتذارها بالضغوط الدولية لا يقبله أي سياسي غبي أوقائد عسكري أحمق ، فهي من أعطت الفرصة للتدخلات الدولية أن تظهر لتنقذ الحوثي وهذه عادتها بعد كل انتكاسة يتعرض الحوثي لها .

الإمارات عارضت بعض تحركات السعودية لكن من طرف خفي فمصالحها معها لا تسمح لها بمعارضتها ، فمهما بلغت حدة صراع المصالح بينهما إلا أن مايجمعهما أكثر مما يفرقهما .

في الأخير لن ترحل السعودية عن الأرض اليمنية ، وستستمر هذه الحرب عبثية ، وكيف لها أن ترفع يدها عن أرض وثروة وموقع لم تكن يوما تحلم يوما أن تقع تحت يدها ، لذلك ستدخلنا في سبع سنوات عجاف أخرى من بعدها سبع ، مالم تحدث معجزة كبرى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى