أراء وكتاب وتغريدات

مقال لـ الدكتور أحمد باحارثة .. المكلا بين مبخوت وبايعشوت (1 – 2)

العالم كله ملتفت لما تعانيه غزة من بني صهيون، وغير شاعر بما تعانيه مدينة المكلا العربية من بني بديون، فمنذ أن تولى أمرها سلطة البدوان الثلاثي وهي تعيش في وعثاء المظهر، وتعاني من كآبة المنظر، منذ أن داهمنا تحالف الأعراب الذي نكث بوعوده، وغابت عن القبلة رعوده، لكن بلغت ذروة بلواها بحضرموت بتسليمها لجنرال عسكري بدونجي، فجمع بين هاتين الصفتين اللتين نهى الخليفة عمر أن يكون المتصف بها متوليًا لمنطقة مدنية حضارية مثل محافظتنا هذه، ومع ذلك فعند أفوله عن سماء المكلا تولاها بدونجي آخر غير عسكري، لكنه أكمل شطر دينه بتعيين عسكري حاكمًا على المدينة المسكينة، فغابت عنها السكينة، وجرى عليها من الجور ما هو معلوم عند الجميع، وقد كان رجاؤنا عند سماع قرار تعيينه، وهو المدني البرلماني، أن يرتفع في عهده الضيم، وينجلي الغيم، إلا أنه فرقز عيونه وأبقى على حالة عسكرة مدينة المكلا بل جعلها أكثر سوءًا، وأبقى على حالتها المزرية في حالتها العامة، بل زادها قبحًا، فالمدينة مقطعة الأوصال وموصدة بالأقفال.
ولعلك آخر مظاهر ذلك القبح الشاهدة للعيان – حتى الآن – إغلاق جولة الساحة الواقعة أمام مسجد الشهداء بديس المكلا، والتي كانت تعد من أكثر ساحات المدينة جمالا وتنظيمًا، فزال عنها الإسفلت وحل الحجر، وأغلقت الجولة للنازل من طلعة الجوازت، وإلغاء الشارع الدائري الذي أمام المسجد، وكانت النتيجة أن زادت حالات عكس السير والاختناقات المرورية في تلك البقعة من قلب الديس الذي كان نابضًا فصار منقبضًا، فهذه حالة جديدة ظهرت في عهد المحافظ البرلماني الذي كان ينبغي أن يكون أدرى الناس بحال الناس، ومن ثم انضمت لحالتين سابقتين على الأقل من تقطيع أوصال المدينة، وهي حالة جولة مسجد باناعمة، وحالة جولة البريد بحي السلام، فالمتوقف بسيارته عند البريد في وسط حي السلام وينوي الانتقال بسيارته لحي الحارة أو الشهيد المجاور له يحتار من أين يمر أو يضطر إلى عكس المتر المغلق أمام جدار مبنى الصرف الصحي من الجولة، أو عليه بسبب ذلك المتر المغلق أن ينطلق من وسط حي السلام إلى أقصاه حيث يطوف بمجسم السدة، وقل الأمر نفسه مع جولة باناعمة التي أغلقتها تلك العناصر المتحكمة الغير ناعمة، ومن ثم صرنا نعيش في مدينة تخلو من الجولات وتكتظ بالشيولات التي يمتلكها ملاك الحكم والمال من بني بديون تقضم جبالها وتكبس مجاريها ولعلنا سنمر قريبًا بكارثة شبيهة بكارثة تريم، ويا مال ما لك مولى.
وقد جف حلقي قبل قلمي من قبل في الكلام عن كثرة المطبات الجعبية والنقاط العبثية في وسط مدينة المكلا الآمنة، عاصمة حضرموت المسالمة، ومع أنه جرى إلغاء نقطتين منها وهما نقطة مدخل المعاوص، ونقطة مدخل مبيخة، لكنهم خلفوا وراءهم مطباتهم البايخة، وهذه النقاط تتربع شوارع نفيسة رباعية الخطوط صنعها هلال المحافظ الشمالي المبارك، رحمه الله، لكن الناقطين الحضارم يحصرونها على أهلهم في خط واحد حتى في ذروة الحركة، ويتلذذون بالمضايقة والتأخير الذي يعاني منه سائقو المركبات يوميًا، يضاف إلى ذلك أن بعض مراهقي المجندين لا يحسنون التعامل مع مستخدمي الطريق سواء من الناقطين أو من لابسي السترات الزرق. وللحديث بقية في الجزء الثاني من المقال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى