مقال لـ أنور الهلالي .. اضراب المعلمين
إلى محافظ حضرموت ..
أولا :
ما الذي يمنعك من الجلوس مع قادة إضراب المعلمين بالمحافظة ؟!!، اجلس معهم واسمع منهم ، ويمكنك أن تعدهم بما تستطيع ، فلديك من الحلول والإمكانات والإيرادات ما يسمح لك بحل بعض مشاكلهم ، لكن أولا اجلس معهم ..
ثانيا :
من صور لك أنهم أعداؤك هذا رجل خبيث أراد أن يوقع بك ويضرك ويشوه سمعتك ، فالمعلمون هم أكبر شريحة في المجتمع وأثرهم يتعداهم ، لا يفترض بك إطلاقا أن تتجاهلهم ، مازال لديك متسع من الوقت لتتدارك الأمر ، والله إنهم يستحقون منك أن تلتفت إليهم ..
ثالثا :
لنفترض أن المعلمين أخطأوا ، وما أظنهم أخطأوا ، ستشفع لهم المعاناة التى أوصلت حلوقهم إلى حناجرهم ، حتى استحيينا ونحن نراهم يعملون في أماكن لانتمناها لهم ، لكنها الحاجة ، فكان الإضراب القشة التي قصمت ظهر صبرهم ، اعذرهم فأنت حاكمهم ..
رابعا :
إذا لم تصدق معاناة المعلمين فلك أن تجربها ، خذ أعلى راتب يستلمه معلم فيهم وقارنه بما يصرفه أي مدير عام في سلطتك ، ولك الحكم بعدها ، أنت أصلا تعلم بحالهم ، لكن ماذا عسانا أن نقول سوى أن الله سيسألك عنهم ..
خامسا :
تضرر أبناؤنا الطلاب من الإضراب ونريد لهم أن يعودوا إلى دراستهم ، لكن ليس حساب معلميهم ، وهم أحرص منا عليهم ، ولا يليق بنا أن نحملهم ما لا يطيقونه ، فهم آباؤنا وإخواننا ولهم حق علينا وعليك ..
سادسا :
بصراحة لم أتوقع منك أن تعامل المعلمين بهذه القسوة التي وصلت إلى التهديد ، مع أن هناك من يعبث في البلاد يستحق منك تلك القسوة ، يفترض بك أن تكون أصبر منا عليهم ، ولا يليق بك إطلاقا أن تتجاهلهم ..
سابعا :
موارد صندوق دعم التعليم وفوارق إيرادات بيع ديزل بترومسيلة بالمليارات ، يدفعها الحضارم من عرق جبينهم ، نفوضك كاملا في الاستفادة منها لحل مشكلة المعلمين ، لكن بعد أن تجتمع بهم ..
الخلاصة :
اقطع الطريق على كل من يريد بحضرموت سوءا واجلس مع المعلمين ، عاملهم كأب وأخ ، لن تخسر شيئا ، والله لن ينسوها لك ، وسيرتفع بها ذكرك ، والأمر إليك ..