مقال لـ عبود الحربي .. السلاليون واشكالية الفهم لدى اليمنيون
المشروع السلالي مشروع إيراني قديم ظهر في اليمن قبل الإسلام وقصة الفرس في اليمن معروفة ومسطرة في بطون الكتب والمرويات التأريخية والبداية كانت عندما إستعان الملك الحميري سيف بن ذي يزن بالفرس وذلك لطرد الأحباش وفعلا تم هزيمة الأحباش وإخراجهم من اليمن والحقيقة ان اليمنيون اخرجوا المستعمر الحبشي وادخلوا مستعمرا اخرا ولذلك فقد حل محل الأحباش الإحتلال الفارسي وبالمكر والخديعة استطاع الفرس التخلص من أخر الملوك الحميريين وهو سيف بن ذي يزن وكان اول حاكم فارسي يحكم اليمن هو وهرز اصبهذ الديلمي الذي استطاع السيطرة على اليمن من خلال القوة العسكرية وتعيين أبناء جلدته من الفرس كاأمراء وقادة وعمال وغير ذلك من وظائف الدولة في كافة المناطق والمخاليف اليمنية وكان في البداية يطلق على الفرس مسمى “الأبناء” اي أبناء عبد المطلب ويطلق عليهم لقب أبناء “السادة” اي سادة قريش ثم اطلق عليهم لقب “السيد” وهذا اللقب لم يكن معروف لدى اليمنيين حينها وإنما كان حكام اليمن واعيانها يطلق عليهم ” الأقيال والأذوا والمكاربة “.
وبعد مجي الإسلام ودخول القبائل اليمنية فيه زرافات ووحدانا كان حينها الفرس هم من يحكم صنعاء وحواليها ولذلك اسلم باذان واسلم الفرس معه ومما يذكر ان وفدا من الفرس ذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند عودتهم اشاعوا بين اليمنيين انهم قالوا للرسول الله صلى الله عليه وسلم: الى من نحن يا رسول الله؟ فقال: (أنتم منا وإلينا آل البيت)، ومن ثم قال رسول الله: (سلمان منا آل البيت) وهذا الحديث ضعيف جدا ضعفه الإمام الألباني إذا كان مرفوعا للرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه ينسب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبناء على ذلك اصبحوا يطلقون على انفسهم مسمى “آل البيت” منذ ذلك الوقت وحتى اليوم وكانت هذه هي البذور الأولى للسلالة الفارسية في اليمن والتي تنسب نفسها زورا وبهتانا إلى ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى بني هاشم من قريش.
وكانت البذرة الثانية للفرس في عام 284 هـ عندما جاء يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي من طبرستان في بلاد فارس ومعه المذهب الزيدي الرافضي إلى اليمن وأسس دولة زيدية فارسية في صعدة استمرت لمدة 1,161 عام وتعاقب عليها 71 إمام من الائمة الزيدية كان آخرهم الإمام البدر بن أحمد بن يحيى حميد الدين الذي اسقط بثورة يمنية شعبية عام 1962م
الإشكالية عند البعض من اليمنيين منذ قرون مضت انهم لايقرؤون ولا يفهمون التأريخ اليمني بشكل صحيح ومن ذلك حقيقة الصراع بين الأمة اليمنية ” الأقيال ” وبين السلاليون من الفرس “السادة” الذين نسبوا أنفسهم إلى العرب والمسلمين من “بني هاشم واهل البيت النبوي” واشكالية أخرى ان مايسمى بالأقيال الجدد لم يخدموا ابدا القضية اليمنية ولكنهم يخدمون بطريقة او بأخرى المشروع الإيراني الفارسي من حيث لا يعلمون ومن ذلك سبهم وشتمهم لبني هاشم في اليمن الذين هم في حقيقتهم مجرد أحفاد للمتوردين الفرس الذين جلبهم سيف بن ذي يزن والطبرسي الفارسي الإيراني يحيى بن الحسين الرسي وفي المقابل تمجيد إبن ملجم قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعبهلة العنسي مدعي النبوة وذلك لكونهم يمنيون فقط وهم بهذه الأفكار الخاطئة يخدمون المشروع الإيراني المحتل لشمال اليمن عبر المليشيا الإيرانية الحوثية ويستعدون الشعب اليمني المسلم وكذلك المسلمين في كل مكان ضدهم وضد افكارهم وضد استعادة اليمنيين لحقهم التأريخي الأصيل في تحرير بلدهم من الاستعمار والإحتلال الفارسي المتدثر بدثار التدين الكاذب وآل البيت وبني هاشم القرشيون العرب.