مقال لـ يوسف باسنبل :وداعاً سعيد .. صاحب الحلم البعيد
وكل من عليها فان ولا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام ..
الحمد لله الذي لا نحمد أحداً على مكروه سواه .. الحمد لله على قضائه وقدره ..
رحل عن دنيانا الفانية الدكتور سعيد سالم باخريبة أبو غدير دون أن يلقي كلمة وداع لأحدٍ من أهله أو شلته المنغلقة حوله العم سعيد حمدان وهاني بوعمار وعبدالله بانبيلة وعمر باخريبة والغائب الحاضر أحمد باراس لإنها مشيئة الله وتدبيره واللهم لا اعتراض ..
رحل الدكتور سعيد الذي يحب تسمية ” العقائلي ” ولديه الكثير من الطموحات والأحلام البعيدة في الجانب الصحي خدمة لمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان والمرضى أو في الجانب الرياضي بعد عودته لقيادة فريق شباب الخريبة عقب تولية منصب أمين عام نادي دوعن لفترة سابقة .. رحل سعيد وترك مرضى السرطان ومتابعتهم وسيكون الحمل ثقيلاً على زميله الدكتور مراد بايوسف والآخرين ورحل وترك وحدة أمل دوعن لإعطاء العلاج الكيماوي التي يتولى قيادتها وساهم مع مؤسسة وادي دوعن لإرساء مداميكها تخفيفاً على مرضى السرطان مشقة السفر للمكلا ..
عندما قرر العودة لرئاسة فريق شباب الخريبة نصحته بالابتعاد لإنشغالاته المتواصلة لكنه كامت لديه خطط لتطوير الفريق والإهتمام بالنشء واستقدام مدرب وإحضار أدوات ونظم دوري بأسم الشاعر الراحل حامد البار وبعد نهايته بيومين داهمه المرض وفي رأسه فكرة كبيرة تنظيم دوري في ذكرى تأسيس الفريق ورحل وهو لايعلم أن الدوري القادم قد يحمل اسمه وفاءً من إدارة الفريق ..
رحل الدكتور سعيد بعد إصابته بمرض الكزاز الذي أقعده في غرفة العناية المركزة لمدة شهر قبل أن تفيض روحة إلى بارئها وخسرت دوعن برحيله أحد الكوادر الصحية المتميزة ونسال الله أن يكون مرضه تطهيراً له للقاء ربه وأن يتجاوز عنه وأن ينزل على قلوب أهله ومحبيه صبراً وسلواناً فهذا سبيل الدنيا وستبقى أعماله في الدنيا شاهدة له بإذن الله وتحقيق حلمه البعيد والفوز بدخول الجنة … أسفي ياسعيد أنك تحت الثرى ولم تقرأ ماكُتب عنك ولم ترَ حشود المشيعين يتسابقون في حمل الجنازة مهرولة ولعل حضورهم في ساعات الظهيرة دليلٌ على أن من أحبه الله أحبه الناس فنم قرير العين بين أحضان جور شعفور الهادئ لتطالعك يومياً أعين أهلك ومحبيك وألسنتهم تلهج بالدعاء لك وقلوبهم حزينة على رحيلك لكن هذا سبيل الدنيا وطريقٌ كلنا سائرون فيه ولروحك السلام .