الوزير الداعري: هزيمة الحوثي شرط أساسي لسلام حقيقي في اليمن
اكد وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، إنه لن يكون هناك سلام حقيقي إلا بهزيمة مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا.
وشدد الفريق الداعري في حوار مع “إرم نيوز”، أن القيادة السياسية بادرت منذ وقت مبكر لفتح الطرقات من جانب واحد، استشعارًا لمسؤوليتها نحو كافة أبناء الشعب اليمني، في حين أن المليشيات تقوم بعكس ذلك.
وأضاف “إننا ندرك أن الميليشيات كما عهدناها تضمر الخديعة والمكر، وتحاول الدفع بخلاياها إلى مناطق الشرعية لإقلاق السكينة فيها، لكن قواتنا لها بالمرصاد وما لم تستطع أن تحققه في الحرب فلن تصل إليه بالمكر”.
وأشار إلى أن الحرب التي فرضتها مليشيات الحوثي الإرهابية على شعبنا طال أمدها من 2014 إلى اليوم، وخلفت أكثر من 40 ألف شهيد و120 ألف جريح، وما أن تأتي جهود ومحاولات إحلال السلام، وآخرها جهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية لرسم خريطة طريق للخروج من هذه الحرب وإحلال السلام، إلا والمليشيات كعادتها تختلق الذرائع تلو الذرائع لاستمرار الحرب.
وأوضح أن الجميع يشاهد اليوم عملياتها واستهدافها لخطوط الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، والعمل على إفشال كل مساعي السلام، لأن هذه المليشيات لا تعيش إلا بالحرب..
وعن الفتح الجزئي الأخير للطرقات
أكد الوزير أن الشرعية لم تغلق يومًا طريقًا، ولم تكن الطرقات مغلقة من قبلنا إطلاقًا، بل على العكس من ذلك فنحن نقدر معاناة أبناء شعبنا الذين يعيشون كرهائن في مناطق سيطرة هذه الميليشيات، ونعي تركز الكثافة السكانية في هذه المناطق، لذلك فإننا نعمل جاهدين على تسهيل تنقلاتهم ووصول المواد الإغاثية والغذائية إليهم.
وثمن مبادرة القيادة السياسة إلى فتح الطرقات من جانب واحد منذ وقت مبكر استشعارًا لمسؤوليتها على كافة أبناء الشعب اليمني مستشهدا بما أعلن عنه عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء سلطان العرادة، لفتح طريق مأرب- نهم- صنعاء الذي يقطعه المسافر خلال ساعتين، لكن الميليشيات ترفض فتحها حتى اليوم، ولجأت إلى الإعلان عن فتح طريق بديل، مأرب- البيضاء- ذمار- صنعاء، تحت وقع الضغوط والتحركات المجتمعية، ويستغرق قرابة 10 ساعات.
وتابع أن الوضع ينطبق على طرقات الضالع وأبين وغيرهما، فالميليشيات لا يهمها تخفيف معاناة الناس، بل تركز على الجانب العسكري وما يحقق لها تموضعًا أفضل، وفي الوقت الذي توهم فيه الناس بفتح طريق ما فإنها تحفر الأنفاق والخنادق ونشر القناصة وتلغيم جوانب الطرقات كما هي الحال في تعز.
وأكد أن المليشبات تضمر الخديعة والمكر، وتحاول الدفع بخلاياها إلى مناطق الشرعية لإقلاق السكينة فيها، مستدركا أن القوات المشتركة لها بالمرصاد وما لم تستطع أن تحققه في الحرب فلن تصل إليه بالمكر.
وعن توحيد الصفوف والتخلص من التباينات مكونات وتشكيلات القوات المسلحة شدد الداعري أن توحيد التشكيلات العسكرية والتئامها تحت قيادة وسيطرة واحدة بالنسبة إلينا غاية، لكن، حتى لا نستعجل الأمر وتكون الأمور غير منظمة بالشكل المطلوب، هناك لجنة عسكرية وأمنية عليا مهمتها تدارس هذه الأمور وإعادة ترتيب وتنظيم هذه القوات لتكون خاضعة لقيادة واحدة هي قيادة وزارة الدفاع.
وتابع أن اللجنة قطعت شوطًا لا بأس به في هذا الجانب، وكان من مخرجات ذلك تشكيل هيئة عمليات مشتركة وصدر قرار بتشكيلها بقيادة وعضوية ضباط أكْفاء من مختلف التشكيلات العسكرية تخضع لقيادة وزارة الدفاع وتعمل بانسجام وتناسق تام ولديها غرفة سيطرة لتنسيق جهود كافة المكونات ونحن بدورنا مستمرون في توفير التجهيزات اللازمة والانتقال بها إلى وضع أفضل، وهنا أيضًا نعوّل على قيادتنا السياسية الحكيمة ممثلة برئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي الذي تنضوي تحت قيادته كافة التشكيلات العسكرية لتحقيق هذا الإنجاز الذي سيمثل رافعة لتحقيق النصر وتأمين سيادة البلد.
وشدد أن الجميع يوجه سلاحه نحو الميليشيات الإرهابية باعتبارها خطرًا وجوديًّا على الجميع، ومنفذة لأجندة إيران التوسعية التي تدعمها بمختلف الأسلحة والصواريخ والمسيرات ومن يشاهد ما تقوم به في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي يدرك حجم الدعم الذي تقدمه إيران لهذه الميليشيا الإرهابية.
وتحدث الداعري عن تعاون مفضوح بين التنظيمات الإرهابية وميليشيا الحوثي مثمنا كافة التشكيلات العسكرية على ما تقوم به من مهام سواء الموجودة على سواحل الجمهورية اليمنية من حدود عمان وحتى باب المندب والساحل الغربي وميدي أو في جبهات القتال أيضًا من عبس إلى صعدة والجوف فمأرب فالبيضاء فشبوة ثم أبين ويافع والضالع وكرش وباب المندب وتعز وصولًا إلى الخوخة في الحديدة.
كل هذه المناطق تنتشر فيها مختلف المكونات ونفذت وتنفذ مهام مشتركة، والجميع يعرف مثلًا وصول هذه القوات إلى مدينة الحديدة بعملية مشتركة نفذتها عدة تشكيلات، وكذلك الحال في مناطق أخرى.
وقال وزير الدفاع إن عناصر التنظيمات الإرهابية أينما وجدت تتخادم وتتعاون مع ميليشيا الحوثي، وكان آخر تعاون مفضوح ما حدث في شبوة قبل أيام حيث كانت قوات مكافحة الإرهاب ودفاع شبوة تحاصر عناصر من التنظيمات الإرهابية، لنجد أن الميليشيات الحوثية تشن هجمات من اتجاهات أخرى لتخليص العناصر الإرهابية من الحصار المفروض عليها.
وتطرق الحديث إلى ما يخص أوضاع الجرحى العسكريين، وترتيب أمور معالجتهم مؤكدا حرص قيادة الوزارة على علاج كافة جرحانا الميامين ونولِي هذا الملف جل اهتمامنا وجهودنا حتى نستطيع رعايتهم وأسرهم وأطفالهم وفاءً لتضحياتهم ودمائهم التي وهبوها للدفاع عن الوطن وحريته وكرامته، وبالتالي فهناك توجه لإنشاء هيئة طبية عليا تُعنى برعاية أسر الشهداء والجرحى والعمل جار في إعداد لوائحها ومهامها وأدوارها وقريبًا سيتم إصدار قرار بإنشائها. مشيرا إلى أن هناك مخصصات ترصد لعلاج الجرحى، إلا أننا نواجه تحديات في ظل الأزمة الاقتصادية التي تسببت بها الميليشيات الحوثية الإرهابية، ولا نزال نبحث عن كل السبل والبدائل ومنها استنهاض مستشفياتنا ومراكزنا الطبية وتوفير احتياجاتها للارتقاء بمستوى الرعاية الطبية لهم.
وتقدم الوزير بالشكر والامتنان للأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الذين قدموا الكثير في هذا الملف، سواء بتقديم المستشفيات الميدانية والأدوات والمعدات الطبية، أو فتح مستشفياتهم لعلاج الكثير من جرحانا الأبطال طوال سنوات الحرب.