مقال لـ صـلاح بوعابس .. «الجامع» و الأبواق الجوفاء!
منذ أن تصدر «الجامع الحضرمي» المشهد، وقال كلمته لإصلاح الأوضاع المتهالكة، والمنهارة في حضرموت في بادرة لتصويب الاختلال والانتكاسة في الخدمات ومؤازرة الدفع بتحسين ظروف معيشة الناس، انبرت الأبواق الجوفاء والمأجورة تنفخ في قربة مخزوقة، لتنفث فيها حقدها المسموم بهدف تثبيط عزائم الرجال المخلصين لحضرموت وشعبها.
لو لم يتصدر «الجامع» ذلك المشهد، و يوجه بوصلة السلطات المحلية و المركزية للنظر وأعطاء الإهتمام الكافي لأوضاع الناس المتعبة وما يحيط بهم من شقاء وبؤس يكابدوه كل لحظة في حياتهم ، لما نطق هؤلاء المثبطون بكلمة واحدة أو رفع لهم صوتًا لإنقاذ الوضع المزري من حالة الانحدار والهاوية.
أن أبناء حضرموت بجميع أطيافهم يقدرون موقف «الجامع» الذي أولوه ثقتهم، وحازت مخرجاته على رضاهم، كمصفوفة متكاملة و خارطة طريق لإنتزاع حقوقهم، وجعلهم أسيادًا فوق أرضهم، وهذا لوحده انجاز مشهود ، تحقق بفضل الله، ثم الرجال الشجعان الصناديد والارادة القوية المحمية بالتلاحم والالتفاف الشعبي ، وهو مطلب وغاية وضعها حلف قبائل حضرموت في صدارة اجنداته، و ناضل، وقدم في سبيلها منذ تأسيسه، ثم في انطلاق هبته الشعبية الباسلة التضحيات المعمدة بالدماء الزكية لنيل ذلك الاستحقاق، واليوم الحضارم يعيشونه واقعًا ملموسًا فأصبحوا يبسطون على أرضهم ويدورون بأنفسهم شؤونهم الإدارية والعسكرية والأمنية .
صحيح هناك عقبات كثيرة واجهت حضرموت ومشروعها ، وتحديات، وإطماع ونواقص عديدة إلا أن القافلة تسير، و«الجامع الحضرمي» وكل الخيرين المخلصين يشمرون عن سواعدهم ماضون بعزيمة أكبر ، و بخطى واثقة نحو تحقيق كل الأهداف والتطلعات المنشودة ولم ولن توقفهم أصوات النباح أو فحيح الثعابين..
أن ما نطالعه هذه الأيام من حملات مظللة في بعض المواقع والصفحات ما هي إلا محاولة يائسة لاشغال أهل حضرموت عن الهم العام، وما يحاك لهم، للحيلولة في تشتيتهم وعدم تفكيرهم في أي مبادرة أو دعوة تضع مخارج لإوجاعهم، لكنه أمام وعي الحضارم و أدراكهم لحقائق الواقع بكل معطياته وتحدياته، ورغبتهم الصادقة في أن يصنعوا لهم ولأجيالهم القادمة مجدًا، وحياة كريمة وآمنة، ستذهب كل الشطحات والعنتريات الورقية التي توجه للمساس بمكون حضرموت، أو الإساءة لرموزها، أو التقليل لما تحقق لها، أو الإيقاع بين قياداتها ومكوناتها جفاء، منثورًا و مدحورًا، و سيظل الخائبون – كما هم – يجرون وراهم الذل والهوان ، ولن تتحقق هذياناتهم وهلاوسهم الشيطانية.