أخبار محلية وتقارير

تقرير: مدرسة الهمه ..و الهمِّةُ إلى الهِمَهْ

غيل باوزير (الوسطى أونلاين) تقرير امجد الرامي

العنوان أعلاه كان قد اقترحه المدير العام لمكتب وزارة التربية والتعليم م / حضرموت الأستاذ أمين باعباد عند زيارته الى منطقة الهمة لتفقد مدرستها ، وهو عنوان يلخص في حروفه المعاناة والمشقة التي يقاسيها أبناء هذه المنطقة ، فالطريق إليها وعر وصعب .. خاصة عندما تزور السيول هذه المناطق ، حيث تعبث بالطرق فتضيف معاناة أخرى إلى جانب كثير غيرها.
عانى أبناء منطقة الهمة وهي قرية نائية تتبع إدارياً مديرية غيل باوزير من صعوبة الحصول على فرصة التعليم ، حيث كان التحاق ابناء المنطقة بالدراسة أمراً صعبا للغاية قبل افتتاح المدرسة الوحيدة بها ، فخيار التعليم بالنسبة لطلاب المنطقة لم يكن ليتحقق إلا بالانتقال إلى المدينة ، وهو امر يكاد يكون مستحيلا لطفل بدون أهله ، الأمر الذي جعل كثيرين يعزفون عن التعليم ، وإذا كان الحصول على التعليم بهذه الطريقة على الطلاب الذكور صعباً ، فلاشك أنه على الاناث من المستحيلات …الى أن بنيت مدرسة الهمة .
بناء المدرسة و مراحل تأسيسها :
في العام ١٩٩٧ تم تكليف الأستاذ أحمد سالم الحبابي من قبل اللجنة الشعبية بالهمة ، لمتابعة افتتاح مدرسة بالهمة بعد ان بنوا صفين ليكونا نواة لتأسيس مدرسة ،وتواصل الاستاذ أحمد الحبابي مع الأستاذ المرحوم عوض سعيد خنبش مدير مكتب التربية والتعليم بالغيل ، والذي نجح في اعتماد مدرسة للهمة اعتبارا من العام الدراسي القادم ١٩٩٨- ١٩٩٩.
لقيت المدرسة بعد ذلك اهتماماً كبيراً من الأستاذ المغفور له الأستاذ عوض سعيد خنبش ، فساعد الأهالي في توفير المعلمين ، وأسهم في تأثيث المدرسة بمستلزمات من المعهد الديني بالغيل
بعد ذلك أضيف للمبنى صف ثالث ليكون سكناً للمعلمين بطلب من أول مدير للمدرسة الأستاذ احمد سالم الحبابي ، والذي استمر مديراً لها في سنوات التأسيس الثلاث الأولى ، وفي السنة الثالثة بنيت خمسة صفوف إضافية ، إلى أن وصلت إلى التكوين الحالي على الصورة التالية :
أعداد الطلاب الصف الثاني 8 أولاد و 8 بنات الصف الثالث 22 10 بنات و12 طالب الخامس 32 12 طالبة 20 طالب السابع 15 7 بنات و 8 أولاد التاسع 8 بنات و10 أولاد .

دور مكتب التربية والتعليم بالمديرية :
على نفس نهج إدارة الراحل المغفور له الأستاذ عوض خنبش سارت الادارة الحالية ممثلة بمديرها الأستاذ عبدالعزيز عمر عمشوش ، الذي أوضح في حديثه عن مدرسة الهمه قائلاً : (هذه المدرسة تتمتع بخصوصية بسبب كونها تقع في منطقة نائية ، حيث عانى بل و حرم كثير من ابنائها من الحصول على حقهم في التعليم ، الى أن تم انشاء هذه المدرسة والتي جعلت ايضا من تعليم الفتاه الريفية امراً متاحاً ) ، الأستاذ عمشوش أكد كذلك ( أن زيارة مدير عام مكتب وزارة التربية بحضرموت الاستاذ أمين باعباد ونائبه والوفد المرافق لهما مؤخراً ، ستحمل الكثير الى هذه المدرسة ) ، مضيفا ( أن مكتب تربية غيل باوزير يعمل وبشكل خاص ، وبالتنسيق مع مكتب التربية بالمحافظة ممثلة بالمدير العام الأستاذ أمين باعباد ، ومدير السلطة المحلية بالمديرية الاستاذ سالم العطيشي ،على استقطاب منظمات ومؤسسات محلية ودولية لدعم العملية التعليمية في الأرياف خاصة بعد تعثر حصة نفط حضرموت بسبب ايقاف التصدير) .
أسماء مدراء المدرسة :
تولى المدرسة خلال منذ تأسيسها مدراء أربعة هم : الأستاذ أحمد سالم الحبابي 4 سنوات – الأستاذ سامي محمد سويد سنتان – الأستاذ محمد عمر الخامر 3 سنوات – الأستاذ عمر سالم بكران 14 سنة وهو المدير الحالي .
تعليم البنات وبعض المشاكل
عندما التقيت مدير المدرسة الاستاذ المثابر( عمر سالم بكران ) كان فخوراً بالمدرسة و طاقمها ، وهو يتحدث عن كون المدرسة وفي هذه السنة ستتخرج منها 8 طالبات ممن أكملن دراستهن الى الصف التاسع و بأعداد تقارب عدد الطلاب الذكور .
و لكن بالمقابل حدثني الاستاذ عمر وبحرقة عن مشكلة تسرب الفتيات برغم تفوق العديد منهن ، موضحاً أن هذا التسرب يعرضهن للعودة إلى الأمية خاصة ممن هن ضعيفات المستوى ، وأرجع ذلك إلى انعدام الأنشطة التعليمية والحرفية في المنطقة ، حيث تنقطع صلة الطالبة المتسربة وحتى من أكلمت الصف التاسع عن أي نشاط تعليمي يعزز ما تلقته من تعليم سابق في المدرسة .
فلا يوجد في القرية حلقات تحفيظ خاصة بالنساء وما أشبه … الأستاذ عمر بكران طالب وبشدة الجهات الخيرية أن تلتفت إلى هذه المشكلة وأن تسهم بحلها ، كأن تقوم بإنشاء مركز نسوي تمارس فيه النساء المهام التعليمية او التدرب على الحرف والمهن ، وأعرب عن أسفه كون أن لا مؤسسات مهتمة بالحرف والتعليم تمارس نشاطها في الهمة رغم كثرة مناشط هذه الجهات في الحواضر والمدن .

الهمّةُ إلى الهمه ( زيارة مدير عام مكتب تربية حضرموت إلى مدرسة الهمه ) :
مؤخراً و ضمن اهتمامات مكتب وزارة التربية والتعليم بالمحافظة ، قام الاستاذ أمين عبدالله باعباد ونائبه علوي الحامد رفقة مدير عام مديرية غيل باوزير الأستاذ سالم عبدالله العطيشي ، ومدير مكتب تربية غيل باوزير الأستاذ عبدالعزيز عمشوش بزيارة تفقدية للمدرسة .
المدير العام أ . أمين باعباد أكد خلال تلك الزيارة اهتمام مكتب التربية بالمحافظة بالعملية التعليمية في الارياف بشكل عام موضحاً أنهم : (( سعيدون بزيارة الهمة .. و حريصون على ان يصل التعليم الى كل المناطق والى الجميع مثلما يصل المدن ، و الأرياف في دائرة اهتمامنا بشكل كبير )) وعبر كذلك عن عظيم امتنانه لجهود طاقم المدرسة والمجتمع المحلي وكذلك لمؤسسة حضرموت للتنمية الريفية وجهود رئيسها التنفيذي سعيد البحسني ، في انجاح ودعم العملية التعليمية حيث قال : (( زيارتنا اليوم نشكر من خلالها جهود جميع المعلمين والمدير ، بالإضافة الى أهل المنطقة ، خاصة عندما يكون أهل المنطقة لديهم الدافع الذي يجعلهم يتابعون قضايا التعليم ) ، المدير العام أ.باعباد كذلك أكد على عزمهم القيام بكل ما يمكن لمعالجة المدرسة ، سواء بالبناء أو إضافة صفوف أو ترميم بحسب ما يشير الجانب المختص فنياً .
جهود السلطة المحلية مديرية غيل باوزير :
يؤكد المدير العام لمديرية غيل باوزير الأستاذ سالم العطيشي ، أن مساحة المديرية الكبيرة جداً 2419 كم مربع تشكل تحدياً كبيراً ، لكنه أوضح أن العمل المنسق بين الجهات في السلطة المحلية ممثلة بالأخ المحافظ ومكتب وزارة التربية ممثلة بالأستاذ أمين باعباد ، وتربية الغيل ممثلة بالأستاذ عبدالعزيزعمشوش ، واللجان المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني قد أسهم في الحد من كثير من التحديات ، وأضاف أ.العطيشي أن السلطة المحلية تساند وتقوم بتنفيذ المشاريع الى جانب التربية والتعليم من خلال ترميم المدارس وتوسعة المبنى المدرسي وغيرها ، وتقديم كل ما من شأنه انجاح العمل التربوي كتسهيل وصول المعلمين الى المدارس بتوفير المواصلات والمساهمة في توفير اجور النقل وغيرها من الخدمات .
خاتمة
لاشك ان العلاقة بين المجتمعات المحلية والمدارس مهمة لإنجاح العلمية التعليمية ، وهي علاقة تصبح أكبر وأعظم في الأرياف كما هي في منطقة الهمة ، فأشخاص أمثال المقدم عبدالله سالم الحبابي والأخوة سالم سعيد أحمد الحبابي والمغفور له أحمد أبوبكر الحبابي وسعيد بخيت الحبابي و سالمين سالم سعيد الحبابي و المغفور له محمد سالم عبيد الحبابي والاخ محمد علي الهشم الحبابي ، هؤلاء وأمثالهم مئات في كل ارياف حضرموت لاشك ان لهم أدوار بارزة ، لولاها لم تكن لتنجح هذه المدرسة وأمثالها بكل ما يقدمونه من جهد ومال وتواصل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى