«الحوثي» على قائمة الإرهاب الكندية.. تداعيات وتوقعات
الوسطى اونلاين – متابعات
في خطوة هي الرابعة من نوعها عالميًا خلال العام 2024، قفزت «الحوثي» على قوائم الإرهاب الكندية، لتدفع المليشيات ثمن «شل» الملاحة الدولية بالبحر الأحمر وخليج عدن.
ويوم الإثنين، أعلنت وزارة الأمن العام في كندا، إدراج الحوثي على قائمة الإرهاب، بعد أن استوفت المليشيات تعريف الكيان «الإرهابي» بموجب قانون العقوبات الكندي، وارتباطها بشكل وثيق بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وهما كيانان إرهابيان مدرجان في قائمة الإرهاب بالبلد الأوروبي.
وفي سرد أسباب قرارها، قالت الوزارة الكندية، إن مليشيات الحوثي ساهمت منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في الاضطرابات بالشرق الأوسط، من خلال شنها هجمات استهدفت السفن التجارية على البحر الأحمر والممرات المائية الأخرى، وكذلك نحو إسرائيل.
تبعات التصنيف:
البيان الكندي، أشار إلى تبعات هذا التصنيف، قائلا، إن مليشيات وعناصر الحوثي، لن تستطيع السفر أو دخول الأراضي الكندية، فيما سيكون محظورًا التعامل معها أو تقديم الدعم لها بشكل مباشر أو غير مباشر.
وبحسب وزير الأمن العام الكندي دومينيك ليبلانك، فإن إدراج الحوثي على قائمة الإرهاب سيُساهم في جهود بلاده بمكافحة الإرهاب على مستوى العالم، مؤكداً أن بلاده ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الأنشطة الإرهابية على المستوى الدولي، ومواجهة التهديدات التي تواجه كندا ومواطنيها ومصالحها في جميع أنحاء العالم.
وتعد خطوة كندا الرابعة من نوعها في العام 2024، ففي يناير/كانون الثاني أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية مليشيا الحوثي على قائمة الإرهاب، وفي مارس/آذار الماضي أعلنت الحكومة الأسترالية تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، فيما سارت حكومة نيوزيلندا على المسار نفسه، أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
ترحيب حكومي
وسارعت الحكومة اليمنية عبر وزير الإعلام معمر الإرياني، للترحيب بخطوة كندا التي وصفها بـ«المهمة»، معتبرًا إياها إدراكا من المجتمع الدولي لخطر المليشيات الحوثية التي تنفذ أجندة إيران التخريبية في اليمن والمنطقة، وتهدد أمن الملاحة البحرية والتدفق الحر للتجارة العالمية.
ودعا دول العالم إلى اتخاذ خطوات مماثلة لتصنيف الحوثي «جماعة إرهابية»، مؤكداً أن التحرك الدولي الشامل هو السبيل الوحيد لإيقاف المشروع الحوثي الذي يدار من طهران، وحماية الأمن البحري.
ماذا تعني الخطوة الكندية؟
يقول السياسي اليمني مجيب المقطري في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن الخطوة الكندية تأتي في ظل حديث يتردد منذ أسابيع عن وجود توجه لدى عدد من الحكومات الغربية لتصنيف الحوثي ضمن قوائم الإرهاب.
وتوقع المقطري إقدام حكومات غربية على إدراج الحوثي على قوائم الإرهاب لديها خلال الأشهر القادمة مع تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الحكم، خاصة مع التقارير التي تتحدث عن اعتزام إدارته رفع درجة التصنيف الحالي للحوثي إلى درجة كيان إرهابي أجنبي، كما هو حال تنظيم القاعدة والحرس الثوري الإيراني.
وأشار إلى أن المليشيات الحوثية «ارتكبت سلسلة من الحماقات أجبرت المجتمع الدولي على تغيير تعامله معها، بدءاً من الهجمات التي تشنها منذ عام ضد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر وخليج عدن، إلى اختطافها للعشرات من الموظفين العاملين بالمنظمات الأممية والدولية في مناطق سيطرتها».
وناشد الحكومة اليمنية بضرورة تنشيط أدواتها في الخارج وخاصة في أوروبا لدفع حكومات القارة العجوز إلى اتخاذ قرارات بتصنيف الحوثي في قوائم الإرهاب.
تأثير مهم
وفي حين يرى الصحفي اليمني أدونيس الدخيتي أن التحرك الدولي المتصاعد لتصنيف الحوثي في قائمة الكيانات الإرهابية العالمية يأتي متأخراً، إلا أنه أكد على أهميته ووجود تأثيرات له على المليشيا.
وأوضح الدخيني في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن مثل هذه الخطوات تُشكل قيدا على عنق الحوثيين، وستكون لها تداعيات تسهم في الضغط على تلك المليشيات وإضعافها، مؤكدًا أن تواجدها في قوائم الإرهاب العالمية سيفرض عليها عزلة دولية.
وأشار إلى أن هذا التصنيف سيدفع المنظمات الدولية المرتبطة بدول التصنيف أو الممولة من قبلها ولو جزئيا إلى إلغاء أي أنشطة أو برامج دعم في مناطق سيطرة المليشيات، مما يشكل ضغطا إضافيا على المليشيات، ويمنع عنها الاستفادة من التمويلات الدولية للمشاريع الإغاثية والتي كانت تجني من ورائها أموالا طائلة .
وبحسب الصحيفي اليمني، فإن تواجد المليشيات الحوثية في قوائم الإرهاب العالمي يستدعي الانتقال في التعامل معها من مربع التشريعات القانونية الى فضاء العمل العسكري الدولي لحماية المصالح الدولية وتأمين الممرات الملاحية وإنهاء الأزمة الإنسانية التي أنتجتها المليشيات في البلاد منذ انقلابها على الحكومة الشرعية قبل عشره أعوام.