طفلة تستدين 200ريال من معلمتها لهذا السبب وتعد برد الدين بهذا الموعد !!
الضالع (الوسطى اونلاين) ساجدة المنصوب
كانت طالبتي فرح شاحبة الوجه عابسة منذُ تعرفت عليها بالصف الثاني أساسي، حاولت التقرب منها وفهم السبب فعرفت أنها نازحة وتعاني أسرتها ضروف معيشية صعبة .
بعد عام وهي في الصف الثالث أساسي وحين تقوت علاقتي بها أكثر ، ومرات عدة وأنا أُلاحظ انطوائيتها عن زميلاتها وبقية الأطفال .
وجهها الأبيض الجميل وعيناها الزرقاوتين التي تعكس بهاء جمال السماء فيها ، لازالت بكل جمالها عاجزة عن صرف رؤية الناظر إليها بؤس الطفولة على ملامحها ، ومحو أو حجب أشعة الشقاء والعناء التي تلازمها دائما ، بطبعها الخجول والهادئ ، وفي أحد ممرات المدرسة على استحياء أمسكت بعبائتي من الخلف وحين التفت منحنية إليها أهلا فرح ما الذي تريدينه يا ابنتي فقالت بصوت لا يكاد يسمع لولاء انحنائتي لمستوى قامتها الصغيرة أريد 200ريال شردت بالذهن حول تصرفها وشردت أكثر حين التزمت تلقائيا وقالت أعدك سأردها لك حين يعود أبي من الأسر لدى الحوثيون !!!!
أنهرت لوضع طفولتها وعرفت انها تراقب كل يوم وتنظر لزملائها الذي يظهرون المصروف المدرسي يوميا أمامها وهي تكابد الحرمان بغياب والدها.
الصورة لا تنحصر على فئة معينة من الأطفال باليمن ، فهناك الكثير ممن افتقدوا آبائهم وأسرهم بسبب الحرب والقصف ، بسبب الأسر والإعتقالات لدى كل الإطراف دون استثناء ..
فرسالة مقالي هذا دعوة لكل منظمات المجتمع المدني والسلطات والأطراف المتنازعة باليمن للإفراج عن كل الأسرى والمعتقلين دون استثناء، رسالة لوقف الحرب وتقارب وجهات النظر وتكاتف الجهود لإعادة بناء وإعمار وطنا الحبيب .
الرسالة خاصة لكل الخيرين تفقدوا الأيتام والنازحين والمحتاجين ففي عطائكم تعويض لأساهم ، وبسمة ترسم على محياهم .