احسبوها صح (√) مقال /أحمد الضحاك
الوسطى اونلاين – خاص
البعض من الجنوبيين يفضل دخول الحوثيين المناطق الجنوبية، تحت مبرر انخفاض الاسعار والصرف. ولكن الشيء الذي لم يحسب حسابه هؤلاء ، هو ان مانسبته اكثر من 90% من ابناء الجنوب يعتمدون إعتماداً أساسياً على مرتبات الدولة، كمصدر رزق وحيد لتسيير شؤون حياتهم المعيشية.
وبناءً على حقيقة ما ذكر آنفاً ، وإفتراضاً اذا قدر الله وأحتل الحوثيين بعض المناطق الجنوبية، هل نزول الصرف في تلك المناطق ينهي معاناة المواطنين وخاصة الموظفين .؟ قطعاً لا . والسبب ان راتب الموظف الجنوبي الذي يستلمه في هذه المناطق هو من الفئات او الطبعة الجديدة التي منع الحوثيين التعامل بها في مناطق سيطرتهم.
إذاً فدخول الحوثي الى بعض المناطق الجنوبية لم ولن يكن في مصلحة الجنوبيين ، سواء من الناحية العقائدية والوطنبة او من الناحية المادية والمعيشية ،حسب تفكير بعض ضيقي الأفق . كما هو الحال لا مصلحة جنوبية، في استمرار الوضع كما هو عليه اليوم ، فهو لم يكن بأحسن حال عما يكون عليه الوضع ( إفتراضاً ) عند دخول الحوثي ، ولهذا فالمفاضلة بين أمرين أحلاهما مر ، هو من الحماقة والغباء . لاننا في الاخير امام عدو همجي واحد، حتى وان تعددت الوجوه والرؤوس والوسائل .
ختاماً نستنتج مما سبق ان بقاء الجنوب تحت هيمنة وسيطرة هوامير ونظام صنعاء ( حوثي ، إصلاحي، مؤتمري، ..) لم ولن يكن في أي حال من الأحوال في مصلحة الجنوبيين .
ولهذا ولكي نتخلص من سياسة الضم والإلحاق ، ونظرية عودة الفرع الى الأصل، فمن الواجب علينا ان نراجع انفسنا وحساباتنا ، وليكن تفكيرنا كبير بحجم الوطن، ونترك خلافاتنا الثانوية وراء ظهورنا، ونوحد كلمتنا وصفنا وكل امكانياتنا ونضع امام نصب أعيننا مصلحة الوطن ارضاً وإنساناً ، هذا اذا اردنا ان نكون أسياد على أرضنا وننعم نحن واولادنا بالعيش الكريم . اما دون ذلك فأبشروا بما هو أسوأ، وحينها لا ينفع الندم، وستلاحقكم لعنات التاريخ وكل الأجيال المتعاقبة ازاء ما أقترفتموه بحق الوطن والشعب ومستقبل الاجيال .