هل سيعلن التجار عن الأسعار الحقيقة للسلع ؟ مقال /أحمد باحمادي

الوسطى اونلاين – خاص


في خطوة رخوة تبعث على سيل من الضحك والتهكم والسخرية طلبت وزارة التجارة والصناعة من التجار التكرم بإشهار يعني ( إعلان ) الأسعار الحقيقية للسلع الغذائية ..

وذلك حتى تتعرف الوزارة والمواطن على الأسعار الحقيقية ويدركون حجم الفارق بين الأسعار المشتراة والمباعة.

أثار الأمر الكثير من ظلال الشك عمّا سيجازف التجار ببيان أسعار سلعهم الحقيقية .. فبات الأمر كمن يطلب من لاعب البطاقات المقامر أن يكشف عن نقاط ضعفه ومكامن قوته في نفس الآن.

هل سيفتن التجار بأنفسهم ويفضحون أفعالهم ويقولون للمواطن : انظر أيها المستهلك الكريم .. بهذا الشكل نمتص دماءكم ونرفع الأسعار بشكل جنوني ..

ولقد كنّا ( نحن التجار الشطار ) نعلن للملأ أننا نشتري بالعملات الأخرى غير الريال اليمني .. لكن بات الأمر محض افتراء وحيلة كبيرة ..

نتمكن بها من برمجة أسعارنا أولاً بأول فتزداد وترتفع تلقائياً كلما انهارت أسعار صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأخرى.

التجار لن يلقوا بالاً لأي رسائل من وزارة التجارة والصناعة .. لأن الأمر لا يحلّ إلا  بالصميل .. ولا شيء سوى الصميل ..

وحتى لا يذهب أحد بالكلام المقصود مذهب آخر .. فينبغي على وزارة التجارة هي نفسها أن تعلن على الملأ الأسعار الحقيقية للسلع الغذائية الاستهلاكية الأساسية ـ على الأقل ـ سواء رضي التجار أن لم يرضوا .. ودون التنازل لمخاطبتهم لكي يفعلوا .. ولن يفعلوا.

هنا سيدرك المواطن حجم الغبن الذي يناله من قبل التجار سواء الجملة أو التجزئة .. وأن الأسعار التي يكالفها المواطن المسكين ليست فقط مرتفعة وغير مقبولة في العرف التجاري ومبادئ السوق ـ كما جاء في الرسالة ـ

بل هي غير مقبولة في العرف الإسلامي والإنساني والآدمي وحتى الحيواني .. إذ أننا نجد في عالم الأحياء .. كائنات حية كثيرة أبدعها الخالق العظيم تعيش فيما بينها بمبدأ التكافل بحيث تعطي لغيرها وتأخذ منها دون زيادة ولا نقصان.

لقد أوغل التجار الفجار في دماء الفقراء امتصاصاً وسحباً .. وفي لحوم المساكين ورقابهم ذبحاً ونهشاً .. وباتوا لا يخشون أي جهة رادعة ..

لهذا لا يمكن أن ننتظر إعلان أية قوائم للأسعار الحقيقية من قبل هؤلاء الأوغاد .. غير قوائم الموت والهلاك.