رصف الشوارع .. أم إطعام الجائع ؟!! مقال / أحمد باحمادي
الوسطى اونلاين – خاص
على مدى الأسبوع الفائت أغرقنا إعلام السلطة المحلية بالمحافظة بأخبار متابعة المحافظ لأعمال الرصف والتشجير وإعادة تأهيل شارع المطار على نحو غير مسبوق ..
في ظل ما يمر به المواطنون من سوء أوضاع معيشية ومجاعة بدأت نذرها في الظهور بين الناس في الآونة الأخيرة .
لماذا الاهتمام بشارع المطار .. والفقر والغلاء علينا ( كااار ) ! .. أما كان الأولى باهتمام السلطة المحلية بالمحافظة متابعة أحوال الناس ؟
بالتأكيد لسنا ضد التنظيم وتحسين واجهة البلد .. لكن هناك أولويات ينبغي الاعتناء بها وتقديمها على أي شيء آخر .. ولعل أولى الأولويات وأهمها هو المواطن الذي يمر اليوم بأقسى أيام حياته شقاءً وضنكاً ..
فعمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يُعنَ ولم يهتمْ بتعبيد الطريق لبغلة إلا بعد أن اطمأنّ على أحوال المسلمين .. وهو الخليفة العظيم الذي كان يجوع ويقرقر بطنه من الجوع .. وإن أكل شيئاً فإنه يأكل الخبز اليابس مع الزيت عندما جاع المسلمون في عام الرمادة.
أما أن تُصرَف عشرات بل مئات الملايين من الريالات على مقاولات التشجير والرصف وبناء المجسمات .. ونحن نرى ونسمع عمّن يطرق أبواب الناس لأنه لا يمتلك حفنة من الرز .. أو من يقبع بين زوايا المطاعم بانتظار بقايا ما يتركه الناس بعد أكلهم .. أو من يبكي من الأطفال في مدرسته لأنه أصبح طاوياً لم يجد طعام العشاء ولا الفطور .. أو من يبحث بين بيوت جيرانه عمّا بقي لديهم من وجبات ..
إن تمعنا ذلك الإنفاق اللا محدود والصرف بسخاء على تلك المشاريع ـ والحال كما ذكرنا ـ أدركنا أن الأمر لا يعدو بعد ذلك إلا نوعاً من السخف واللا مبالاة بأمر المواطنين.
هل نحن اليوم بحاجة إلى أشجار مقلّمة ينام تحتها الجائعون .. أم هل نحن في حاجة لطريق منظّم يهيم فيه الضائعون المنكوبون .. أم هل نحن بحاجة لشوارع مرصوفة يرتمي فيها الفقراء المشردون ؟
رجاءً يا ولاة الأمور .. اتقوا الله في من تحت رعايتكم من المواطنين التعبانين .. وارحموا ضعفهم وفقرهم وجوعهم .. يرحمكم من في السماء.