أراء وكتاب وتغريدات

الجوع والفقر .. دروس وعبر ( 8 )

الوسطى اونلاين – خاص


من مسببات وقوع الجوع والفقر في الشعوب أن يعمد التجار فاقدو الضمير إلى عملية الاحتكار .. فالجميع يعلم بما فيهم التجار والأغنياء وأصحاب عروض التجارة حكم الاحتكار في الدين.

يقول الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي في كتابه [ دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي ] وهو عبارة عن دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية : ” احتكار البضائع ورد فيه الحديث الذي في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يحتكر إلا خاطئ ) وورد النهي في أحاديث أخرى منها الحسن ومنها الضعيف، حتى ورد الوعيد الشديد على الاحتكار،

لكن العلماء -رحمة الله عليهم- فصَّلُوا : أولاً : الاحتكار -كما هو معلوم- أن يمسك السلعة ولا ينزلها للبيع في السوق وينتظر غلاء الأسعار”.

وقد يتعذر بعض التجار بإبقاء البضاعة مخبوءة حتى يأتي الوقت المناسب ليحصل منها على رأسمال مناسب، وهنا يبين الشيخ الشنقيطي ذلك بقوله : ” الاحتكار له حالات: الحالة الأولى: أن يمتنع من بيعها بسبب عدم وجود رأس المال أو الربح المعقول فيها، مثال ذلك: اشترى طعاماً بمائة ألف، فالمائة الألف هذه قيمة رأس المال في الطعام، وكانت تكلفة جلب هذا الطعام عشرة آلاف،

فأصبح رأس المال وتكلفة جلب الطعام مائة وعشرة آلاف، فجاء يقدر الوضع الموجود الآن -قبل شهر رمضان فرضاً- قال: لو بعت فإنني سأحصل على مائة أو على تسعين أو على مائة وخمسة -مثلاً- إذن فيه خسارة،

قال العلماء: يجوز الاحتكار في مثل هذا؛ لأنه يتوصل إلى حقه، وليس قصده الإضرار، فلذلك قالوا: نيته ليست مخالفة للشرع، لا يقصد الأذية، والذي يطلبه حقاً من حقوقه؛ فجاز الاحتكار من أجله “.

ويمضي الشيخ محمد الشنقيطي ليبين الحالة الثانية وهي مقصود هذا الحديث ومربط الفرس في بيان حكم جريمة الاحتكار : ” الحالة الثانية : أن يجد الربح المعقول، ويمتنع من إخراج السلعة لربح أكثر، أو ينتظر ضيق السوق حتى يتحكم في قيمته، فهذا هو الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( لا يحتكر إلا خاطئ )، 

فإذا كان يريد غلاء السوق، أو يريد أن يحتكر السوق عنده حتى يعرفه الزبائن، ولا ينطلقون إلى غيره؛ صحيح أنه يبيع ويأخذ قيمة الشيء وينال المال، ولكن نيته آثمة، وإنما الأعمال بالنيات، فلذلك هذا ينطبق على هذا الحكم، ولا يجوز الاحتكار في مثل هذه الصورة”.

قلت : والحالة الثانية هي ما عليه الغالب الأعم من تجار اليوم، وقد وجد الطمع وقسوة القلب طريقاً إلى نفوسهم المغلوبة بحب المال حتى صاروا لا يرتضون بربح يبلغ ( 100% ) فيبيعون السلعة بثلاثة أضعاف أو أربعة أضعاف سعرها وربما أكثر، والناس لا يعلمون السعر الحقيقي فيشترون الأساسي من احتياجاتهم مضطرين ولو كان السعر غالياً.


مختارات ومطالعات انتقاء :


✍?أحمد باحمادي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى