أراء وكتاب وتغريدات

المواطن .. ووطن يكتنفه الغموض

الوسطى اونلاين – مقال وليد الحالمي


المواطن هو المواطن يحس بالمواطنة إذا وجد وطن يضع رأسه على مخدة وطنه بكل ارتياح تحيط به أحلام العيش الرغيد بعيداً عن كوابيس الصراعات المختلفة، صراعات الحروب وصراع البقاء وصراع لقمة العيش، وبما إن المواطن هنا يبحث عن وطن طيلة عقود من الزمن وتتأرجح أحلامه بين وطن وبين أحلام بسيطة أقلها حلم أن يحصل على خدمات أساسية مثل أبسط الأحلام الموجودة في وطن آخر وهنّ ضروريات ولوازم أساسية للعيش، مثل كسرة خبز وماء وكهرباء التي طالما ظل ينشدها المواطن هنا طيلة ردحاً من الزمن.

وبما إن المواطن هو الغلبان دائماً وضحية صراع السياسيين والعسكريين وما يترتب على ذلك من عواقب اقتصادية واجتماعية وسياسية وما ينتج عنها من حروب وخراب ودمار يعكس سلباً على الوطن الذي فيه المواطن وفي كنفه يعيش وتعيش الأجيال وما يبنى على ذلك من سياسات للمستقبل وخطط اقتصادية وسياسية لأجيال قادمة كما في الأوطان الأخرى التي تضع المواطن نصب عينيها وتبني أوطان مزدهرة يرافقها الاستقرار والهدوء والسكينة ويرسم الوطن صورةً على مواطنيه تجعلهم يشعرون بالانتماء لتلك الأوطان.

أما إذا ضاع الوطن ونخرته سوسة الفساد وتكالب عليه لصوص يعبثون بمقدراته ويعيقون مستقبله ومستقبل أجياله ويضعون للصراع مداميك لاتنتهي بركن أبداً فإن المواطن يكون رفيق الصبر توارث الصبر سالفاً ويورثه أبناءه وأحفاده حتى يقر به الزمان ويتحقق الحلم الذي يحلم به بوطن تتساوى فيه الناس بالحقوق والواجبات وتتحاسب فيه أيدي العابثين والفاسدين وناهبي المقدرات.

وهنا يكمن القول الصريح والحقيقة المغمورهى في خلجات النفس وذلك مما نشاهده ونراه ونخشاه من حال الوطن اليوم وحال المواطن العايش في ظل إرهاق نفسي وجسدي وهو يبحث عن أبسط الخدمات وأقلها في ظل فقراً مدقع يحيط به تدهور للخدمات وغياب للراتب والمعاشات وكأن مانشاهده أو يجري التعامل مع تلك المعطيات الموجودة أشبه ب أعطني مزيداً من الدماء أعطيك إعادة للحياة مرةً أخرى، مستقبل يكتنفه الغموض، ووطن ضاع بين مراهقي السياسة ومواطن يحلم بوطن أظناه الحلم دون ان يحققه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى