ماذا على السعودية فعله بعد فضيحة أمجد خالد في عدن ؟
الوسطى اونلاين /متابعات :
مثلت حادثة إختطاف عبدالمنعم شيخ اليافعي شقيق عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي واحد اعضاء وفد المفاوضات في اتفاق الرياض، حدثا بارزا وهاما، كشفت ما توارى منذ سنوات عن شخصية أمجد خالد القحطاني الذي ذاع صيته بعد العام 2015 عندما تم تعيينه قائدا للواء النقل في الحماية الرئاسية التي يقودها ناصر عبدربه منصور هادي، نجل الرئيس اليمني.
طل متحدث المجلس الإنتقالي الجنوبي علي الكثيري يوم الخميس بمنشور أتهم فيه امجد خالد بقيادة مجموعة إرهابية بإختطاف عبدالمنعم شيخ اليافعي قبل أيام في عدن، كما اتهمها بإختطاف جنديين من قوات أمن محافظة لحج، مؤكدا أن الإنتقالي يمتلك أدلة قاطعة تؤكد ضلوع أمجد خالد في سلسلة اعمال إرهابية وقيادة عصابات مسلحة.
وأوضح متحدث الإنتقالي أن أمجد خالد يتواجد في معسكرات التحالف وتحت غطاء قوات التحالف العربي، متأسفا لذلك الوضع لاسيما وان هناك مذكرة رسمية من إدارة أمن عدن بضبطه وإعتقاله، داعيا قوات التحالف الى رفع الغطاء عن امجد خالد، والعمل مع الاجهزة الامنية لإطلاق سراح شقيق القيادي عبدالرحمن شيخ.
وضع المجلس الإنتقالي من خلال تصريحه الاخير، المملكة السعودية بالواجهة وفي مواجهة واضحة وشفافة مع الواقع والشعب والمجتمع الدولي، وبات موقف المملكة السعودية يحتم عليها الرد سريعا وإتخاذ خطوات صادقة تحفظ مكانتها كقائدة للتحالف وراعية لمبادرات السلام في اليمن، وتضع حدا لتجاوزات عناصر معادية في الشرعية تسعى لعرقلة اي مساعي للسلام وتهدد كل الفرص امام تنفيذ ما تبقى من بنود إتفاق الرياض.
يرى كتاب ومحللون سياسيون ونشطاء على منصات التواصل الاجتماعي أن على القيادة السعودية التحقق من ما يثار بشأنها، والتثبت من حقيقة ومصداقية عناصرها ومشرفيها ومسؤوليها المشرفين على اليمن وما يدور فيه، وفتح تحقيق عادل وشفاف على وجه السرعة في هذه الواقعة التي تكشفت خيوطها واثبثت تورط اطرافا يمنية و سعودية فيها، لاسيما وأن المدعي وهو المجلس الإنتقالي قال بأنه يمتلك أدلة قاطعة تؤكد تورط أمجد خالد في عمليات ارهابية بينها قتل واختطافات عديدة، بينما كان ومازال المدعي عليه وهو امجد خالد يتواجد في مقر التحالف ويعمل بغطاء منه.
تمهل المجلس الإنتقالي ليومين، بإنتظار ما ستفضي اليه مشاوراته مع الجانب السعودي، بعيدا عن الإعلام، إلا أن لجوءه لنشر تصريحه الاخير اليوم يبدو أنه جاء بعد انسداد أفق التواصل والدعوات السرية او المباشرة مع الجانب السعودي.
لم يكن اسم أمجد خالد ذا شهرة ومعرفة كبيرة قبل العام 2015، ومع ذلك هناك من يشير الى أن أمجد خالد كان احد منتسبي تنظيم القاعدة، وتم ضبطه وايداعه السجن في عدن، قبل ان تندلع حرب 2015 و فتح بوابات السجون وتهريب او الافراج عن السجناء، ومع ذلك لا يوجد ما يثبت صحة ذلك بشكل رسمي.
وبعد تحرير عدن والجنوب من ميليشيا الحوثي، ظهر أمجد خالد معلنا موالاته للشرعية، ولمع نجمه في 2016 وتحديدا بعد ازاحة بحاح وتعيين علي محسن الاحمر نائبا للرئيس، وتم تعيينه قائدا للواء مستحدث وقتها باسم لواء النقل التابع للحماية الرئاسية التي هي الاخرى كانت حديثة التأسيس بقيادة نجل الرئيس اليمني.
برز اسم أمجد خالد كأحد القيادات المناهظة للجنوب وقضيته والمناوئة للقوات الجنوبية، ولعل حادثة مطار عدن الدولي في مطلع 2017 كانت الأهم لإبرازه معاديا لقوات التحالف العربي والقوات الجنوبية التي تأسست حديثا حينها لإنتشال عدن وتأمينها وتطهيرها بعد أن باتت ملامح الولاية والتشدد والارهاب تطغى عليها في ذلك الوقت.
بعد أحداث اغسطس 2019 في عدن، غادر او فر امجد كغيره من قيادات الحراسة الرئاسية من عدن، لكنه عاد اليها بعد نحو عام واكثر قليلا، ولكن بصفة جديدة، وهي عضو اساسي في وفد الشرعية لتنفيذ الشق العسكري والامني من اتفاق الرياض، على الرغم من رفض المجلس الانتقالي لذلك وقتها، وبات يتواجد في عدن ويعمل خلالها بغطاء من التحالف ومن داخل معسكرات السعودية التي تسلمتها مؤخرا من الامارات العربية المتحدة.
وكانت واقعة اختطاف عبدالمنع شيخ اليافعي قبل ايام، سببا رئيسيا في كشف فضائح أمجد التي ظل الإنتقالي يتحاشاها او ربما يرفض الخوض فيها، سعيا منه لتطبيع الاوضاع وتسيير عملية تنفيذ بنود اتفاق الرياض وعدم عرقلته، ومع ذلك كان تصريح متحدث الانتقالي الخميس متوزانا واتسمت الفاظه بالمناشدة والمطالبة للتحالف والتعبير عن أسفه لحدوث تلك الجريمة على مرائ ومسمع من قيادة التحالف والجناة يعملون بغطاء منه ومن داخل معسكراته بعدن، وهو ما يتوجب وسريعا الرد عليه والاستجابة له للحفاظ على سمعة ومكانة السعودية الممسكة بالعصا من المنتصف كقائدة للتحالف وراعية للسلام في اليمن.