أراء وكتاب وتغريدات

إختلاف المعايير .. بين قوسين ( إنسانية زائفة ونفاق بعض العرب ) مقال أحمد بامخرمه

الوسطى اونلاين – خاص


يتابع الجميع مايحدث اليوم في القارة الأوربية من أحداث الحرب الروسية – الاوكرانية وتداعيتها على المجتمع الدولي والشرق الأوسط من حالات نزوح وخطابات تنديد وشجب ومواقف بعض الدول المؤيدة وأخرى معارضة والدعم المباشر من بعض الدول لإكرانيا بالسلاح والعتاد ، ولكن ما لفت نظري ، وشتت عقلي ، إختلاف ردات فعل المجتمع الدولي إتجاه الحرب وتعامل الماكينة الإعلامية الغربية مع الأحداث واختلاف “معايير المجتمع الدولي”

أمريكا وروسيا كلتا الدولتين من الدول العظمى ، وذو عضوية دائمة بمجلس الأمن ، وهما قطبي الحروب العالمية التي مرت وأيضاً القادمة ان وجدت – لاسمح الله – أمريكا بلد الحريات والفرص وحقوق الإنسان كما تروج هي عن نفسها قامت بغزو وإجتياح العراق في السابق بتهمة تهديد الأمن القومي الأمريكي وكذبة أسلحة الذمار الشامل وأرتكبت الفضائع بحق الشعب العراقي من نهب وذمار وإغتصاب وتهجير وقتل ، مازالت ويلاتها حاضرة إلى اليوم ، وبررت أمريكا للمجتمع الدولي ذلك بما ذكرناه أنفا ، واليوم غزت روسيا وإجتاحت أوكرانيا بتهمة تهديد الأمن القومي الروسي وتآمر أوكرانيا لزعزعة النظام الروسي .. قامت قيامة العالم وباشرت الماكينات الإعلامية هجومها ضد روسيا وصدرت بيانات التنديد والشجب من بعض الدول ماعدا حليفتيها كوريا الشمالية والصين فقد بررا ذلك الغزو والاجتياح الروسي بأعتباره حق ورد فعل لأفعال أوكرانيا العدائية بإتجاه الأمن القومي الروسي.

وهنا برز أولا نفاق المجتمع الدولي وتقلب معاييره بنزعه دينية طائفيه عرقية لماذا لم نرى تلك الأصوات الغاضبة وتلك العيون الدامعه عندما غزت أمريكا العراق؟! والجواب .. لأن العراق بلد مسلم ذو ” أغلبية سنية ” بينما أوكرانيا “مسيحية أرثودكسية” فقد صرح بعض النشطاء والإعلامين الغرب وعلى مرئ ومسمع الجميع بأنه يجب الوقوف مع أوكرانيا ودعمها “فشعبها ذو شعر أشقر وعيون ملونة وليسوا شرق أوسطيين” في إشارة واضحه لنزعة عرقية وطائفية.

ثلاثة آلاف مقاتل أمريكي تطوعوا لقتال الروس في أوكرانيا بعد دعوة وجهها الرئيس الأوكراني لفتح أبواب الدخول إلى أوكرانيا دون تأشيرات للمقاتلين الأجانب ووصفهم المجتمع الدولي بمناصري الحرية بينما في البلدان العربية المسلمة يكونوا ” إرهابيين ومتطرفين ” وفي واقعة أخرى ذكر الإعلام الاوكراني الرسمي حادثة قيام أحد الجنود الأوكرانين بتفجير نفسه في موقع لمنع تقدم رتل عسكري روسي فوصفه الإعلام الاوكراني بال “البطل القومي الشجاع ” بينما من يفعلها في نفس الظروف ونفس الحالة ولكن في بلد مسلم هو “إرهابي”.

ولكن الأمر المبكي والمضحك في نفس الوقت هو تعامل الدول العربية مع الحرب الروسية – الاوكرانية وتداعياتها على الشرق الأوسط من تنديد البعض وتأييد آخر وحياد آخرين ، ولكن مالفت جل نظري هو موقف المملكة الأردنية الهاشمية في تصريحها الرسمي الأخير بقرار يسمح لأفراد أسر الجالية الأوكرانية المقيمين في الأردن وأقربائهم الأوكرانين بدخول الأردن ، من دون تأشيرات مسبقة ، ومنحهم إقامات مؤقتة ” لأسباب أنسانية ” تلك الإنسانية التي لاتظهرها مملكة الأردن وغيرها من بعض العرب المنافقين إلا لذو العيون الملونة والشعر الأشقر والمسيحين الأرثوذكسين بينما تغلق أبوابها ومنافدها بوجه إخوانهم الفلسطينين والسوريين واليمنيين وغيرهم من بلدان العرب والمسلمين ممن يعانون نفس الظروف والأحداث الحالية لإكورانيا .. فسحقا لإنسانيتهم المزيفة وقبح الله عرب ومسلمين أظهروا نفاقهم نحو الغرب علنا ونسوا قول الله تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}  [النساء:145].

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى