أراء وكتاب وتغريدات

القائد الزبيدي تفرد وإستثناء مقال/ياسمين الزبيدي

الوسطى اونلاين – خاص


القائد الزبيدي شخصية متفردة وإستثنائية نشأ في كنف عائلة عريقة فتلقى تربية عظيمة وعُرف منذ صغره بالصدق ودماثة الخلق والهدوء والإتزان وكأن الأقدار تهيئة للتحمل مآلات وأهوال لن يستطع أحد تحملها وبالفعل كانت أولى هذه المحطات حرب صيف ١٩٩٤م التي أعلنها عفاش على الجنوب من ميدان السبعين بصنعاء حيث أبلى فيها القائد الزبيدي بلاءً حسن مع رفاقه ولكن الحرب أنتهت بإجتياح قوات صالح للجنوب وإحتلاله في السابع من يوليو ١٩٩٤مومن هنا بزغت عظمة هذا القائد الفذ الذي أقسم بأنه لن يدع المحتل يهنئ بما حققه من نصر على أشلاء أطفال ونساء وشيوخ الجنوب ولذا كان المارد الذي غض مضاجع الأعداء.

أسس حركة (حتم) مع مجموعة من ظباط الجنوب الأحرار في العام ١٩٩٧م وقاد عشرات العمليات الفدائية التي نفذت ضد معسكرات الإحتلال والحقت بهم خسائر في الأرواح والمعدات وأسس معسكر لتدريب أبناء الجنوب على فنون القتال فنجح في توحيد صف المقاتلين من مختلف المناطق الجنوبية وعندما فشل صالح في النيل من الزبيدي عرض عليه السلطة والمال في سبيل التخلي عن قضيته ولكنه رفض كل المغريات المقدمة من نظام الإحتلال ولذا حكم عليه بعد ذلك بالإعدام غيابياًمع مجموعة من رفاقه وظل مطارداً في الجبال بين كرٍ وفر مسبباً لمنظومة عفاش الهستيريا فكانت تضرب الضالع وقراها بمختلف أنواع المدافع والدبابات وذهب ضحية ذلك عشرات الضحايا من الأبرياء.

وعند إنطلاق الحراك السلمي الجنوبي كان الزبيدي في مقدمة الصفوف حشد الطاقات وعمل على توحد الصفوف وكان من المنظمين والداعيين للمليونيات والإعتصامات وفي حرب ٢٠١٥م عاد ليقود جبهات القتال في الضالع ضد القوات الحوثو عفاشية وإستطاع بحنكته وقدراته الغير عادية أن يهزمها شر هزيمة وأن يكبدها خسائر بشرية وعسكرية عظيمة ومن ثم بعد ذلك أتجهت قواته للمشاركةفي تحرير العند والإنطلاق لتحرير محافظتي أبين وشبوة ثم تم تعيينه محافظاً للعاصمة عدن في ظروف إستثنائية عايشتها المدينه بفعل سيطرت التنظيمات الإرهابية عليها لقد قبل الزبيدي بالتحدي وأتى إلى عدن وهو حاملاً روحه على أكفه ليخوض بعد ذلك معركة تحرير عدن من الإرهاب برفقة رفيق دربه اللواء شلال علي شائع وتعرضا لمحاولات إغتيال عديدة ذهبت ضحيتها المئآت من الأرواح ونجح الثنائي في إستتباب الأمن وعودة الحياة الطبيعية للمدينة.

وعندما تم إستهداف القيادات الجنوبية ومحاولة إبعادها من المشهد ليتم إحتلال الجنوب مجدداً والعبث بمقدراته تم الإعلان الدستوري في ٤مايو بتشكيل كيان حامل للقضية الجنوبية بتفويض شعبي وتأسس المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الزبيدي في ١١مايو ٢٠١٧م ليكون الثمرة لنضالات الشعب الجنوبي بعد أن عانى من تعدد الرؤوس والمكونات فكان الغشة التي قسمت ضهر البعير وحققت الكثير من المنجزات الداخلية والخارجية بل ونقلت القضية الجنوبية إلى فضاءآت متقدمة جعلتها عنواناً بارزاً في أروقة المجتمع الإقليمي والدولي ولعل ماجسد ذلك الحضور المتميز للمجلس بقيادة الزبيدي هو حكمة الزبيدي في خوض معركة الحوارات برعاية المملكة ودولة الإمارات في الرياض ونجاحه بالخروج منتصراً من إتفاقية الرياض واليوم نرى الزبيدي وهو يحقق للجنوب إنتصاراً آخر في مشاورات الرياض التي إستطاع من خلالها إزاحة الد أعداء الجنوب عن طريقه وإستطاع أن يكون في هرم السلطة كجهة شرعية جعلت العالم وجميع الجهات تتهافت للقاء به لأنهم يعلمون يقيناً أنه الرقم الصعب وأنه القوة الحقيقية على الأرض التي بالإمكان الوثوق بها
يحق لكل جنوبي حر أن يفخر بالقائد الزبيدي الذي أستحق وبجداره أن يصل لهذه المكانة التي ستمكن الانتقالي من تمثيل القضية الجنوبية في مفاوضات إنهاء الحرب وإحلال السلام .

لقد بات واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار إن دولة الجنوب قادمة لامحالة فتحية لقائدنا التي عصرته المحن وصنعت منه قائداً فريداً وإستثنائياً بدون منازع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى