مقال لـ: محسن عبيد هذه هي عدن حتى مع من عبثوا بجمالها واستعبدوا وحاصروا أهلها
الوسطى اونلاين – خاص
رغم ماعانته عدن وأهلها من ظلمٍ، وإقصاءٍ، وتهميشٍ، وقتلٍ، وتشريدٍ، واعتقالٍ، ونهبٍ، وحصارٍ، وتجويع. ورغم العبث بجمالها وتخريبها، لكنها تأبى إلا أن تقدم درسا في الأخلاق للذين قاموا بكل ذلك من جيرانها وخاصة وهي تشاهدهم يمرون بأصعب أوقات ضعفهم. كان من حقها أن تنتقم فقد قاست الكثير منهم، لكنها لم تتجه للشماتة والانتقام، الذي يسهل عليها القيام به لكنها مُجردة من الحقد وتتمتع باخلاق عالية فاتجهت لتعليمهم الأخلاق الرفيعة في واجب التعامل مع الإخوة وحُسن الجوار الذي شرعه ديننا ونبينا عليه الصلاة والسلام. فهاهي عدن المحبة، عدن السلام الحق، تفتح لهم أبوابها وتوّفر الفرصة الذهبية لهم باللحظات الأخيرة ليستعيدوا عزتهم وكرامتهم وأرضهم من السيطرة الحوثية، بعد أن جار عليهم الزمن، وأصبح الكل قيادة وشعب مشردين منها في كل عواصم العالم، حيث تستقبل عدن بمفردها ملايين المشردين من الحرب وتشارك عدن بقية اخواتها من عواصم محافظات الجنوب، لتقدم لهم المأوى ولقمة المعيش والخدمات على حساب أهلها المحتاجين بشدة إليها، لكنها لم تتنهد أو تقول أفٍ من منازعتهم لها واقتسامهم لتلك اللقمة التي لاتكفيهم أصلا نتيجة حصار قادتهم لها. لازالت عدن بهذة الظروف تستمر ليس فقط باستقبال المشردين منهم بل ومن ساهم ويساهم حتى اليوم بتعذيبها بكل مجالات حياتها وأبنائها. ولم ولن ينقطع أملها في عودتهم إلى جادة الصواب للتعامل معها مستقبلا وأن يطمر فيهم هذا الموقف الأخوي الذي تجسد من خلاله عدن نهجها في التعامل باخلاقيات سيدنا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم مع الجار بمساعدته في محنته. عدن تجاوزت التعامل بالواجب مع الجار العادي في تقديم الإحسان والمعروف، بل تقدمه أيضا لجار استخدم ولازال يستخدم كل أصناف الظلم والاستعباد لأبنائها وانتزاع طمأنينتها والعبث بجمالها وتناست أنه من لازال منهم من يقوم بذلك حتى اليوم وهو بين أحضانها. وبالمقابل فإن عدن المحبة عدن المؤمنة دوما بتعاليم الإسلام الحقيقية الخالية من التوظيف السياسي تعلن وبشموخ وقوة إنها لا تستجدِ المعاملة بالمثل من قوى وشعب اليمن، ولا تقدمه عن ضعف بل تقدمة اليوم من مصدر قوة والتزاما بتعاليم الإسلام وشريعته السمحاء، التي أكدت على التأخي وحسن الجوار وتجاوزته للوقوف معهم لاستعادة كرامتهم وهذا لايصدر إلا من عدن المحبة. لكنها في الوقت نفسه تؤكد وبقوة إنها لن تقبل اعتبار ذلك التسامح ضعفا بل ستعتبر أي عمل استفزازي جديد بغيا وعدوانا من فئة ضالة أعدت كل مايلزم لتلقينها درسا كما أوجب الإسلام أن يرد عليها بقوة لتوقف وإلى الأبد هذا الشذوذ وهم الخاسرون.