في حوار مع سبوتنيك الروسية.. قائد الهبة الحضرمية: لا تراجع حتى تحقيق المطالب المشروعة لحضرموت
الوسطى اونلاين _ متابعات/سبوتنيك
لم تنجُ محافظة حضرموت من الأزمات التي خلفتها الحرب الدائرة في اليمن قبل ثمان سنوات، رغم ما لديها من موارد طبيعية وإيرادات ضخمة، فلحقت بها معاناة ملايين اليمنيين وانعدام الأمن وقلة الخدمات أو ندرتها.
حول أسباب خروج الحضارمة في “الهبة الحضرمية الثانية” ومطالبهم وتأثير الوضع السياسي العام، وخططهم القادمة للضغط على السلطات في البلاد، أجرت وكالة “سبوتنيك” المقابلة التالية مع الشيخ حسن الجابري، قائد الهبة الحضرمية الثانية، رئيس لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام “حرو”.
إلى نص اللقاء…
هل لك أن توضح لنا ماهية الهبة الحضرمية الثانية وهل تختلف عن الأولى؟
الهبة الحضرمية الأولى قامت من أجل مطالب حضرموت، لكن تلك الهبة انتهت دون أن تحقق المطالب المنشودة، لذا انتفض الحضارمة للمرة الثانية بعد أن تفاقمت أوضاعهم الاقتصادية والأمنية في ظل تجاهل أو غياب للقرار الرسمي بتلبية تلك المطالب، لكن زادت بعض المطالب في المرة الثانية والتي بدأت في 26 أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي 2021، حيث يطالب الحضارم بإنشاء مصفاة للنفط في الوادي، ويتشكل التجمع الشعبي الحالي من وجهاء ومشايخ القبائل وغيرها من الشخصيات الفاعلة مجتمعيا، عكس ما كان في التجربة الأولى.
هل تتبع الهبة الحضرمية أي توجه سياسي؟
نحن في الهبة الحضرمية من مختلف الأطياف السياسية، لكننا هنا نبحث عن حقوقنا القانونية في إطار محافظة حضرموت، وعندما نتحدث عن مطالب يقوم الجميع بإبعاد كل الولاءات للأحزاب والقوى السياسية وغيرها، لأن إدخال الولاءات السياسية في تلك المطالب يهدد نجاحها أو توصلها إلى حلول، ولا نبحث عن كراسي أو مناصب، كل ما نسعى له هو تحقيق مطالب المواطنين ونحن منهم.
كانت حضرموت تدير نفسها وتكتفي ذاتيا طوال السنوات الماضية.. لماذا تفاقمت الأوضاع المعيشية؟
بالفعل لدى وادي حضرموت الكثير من الموارد الطبيعية والتعدينية والبيئية، ولو تم ضخ نسبة من الإيرادات التي تخرج منها في الداخل لما رأينا كل تلك المشاكل، نحن أصحاب ثروة وندعم ميزانية الدولة بأكثر من 70 في المائة، فليس معقولا أن تلك المحافظة النفطية الكبرى لا تجد قوتها وأبسط الخدمات، ونؤكد على أن جميع الحضارم متفقون على تلك المطالب لأنها تخص الجميع، سواء تعلق الأمر بالكهرباء أو الغاز والأمن وغيرها من المطالب الرئيسية التي لا غنى عنها، فقد عانينا كثيرا في وادي حضرموت والصحراء، ويتفق مع تلك المطالب المحافظ اللواء فرج البحسني عضو مجلس الرئاسة، حيث سعى لتحقيق تلك المطالب لكنه لم يفلح في ذلك، ولن تتحقق تلك المطالب إلا بالضغوط الشعبية، هذا يعني أن السلطة والشعب متفقين على تلك المطالب.
هل يمكن أن يتحول هذا التجمع السلمي إلى العنف والاشتباك المسلح؟
نحن لسنا دعاة حرب، لكن إذا فرض علينا هذا الأمر فنحن لها، فقد اتفقنا ضمن أهداف الهبة الحضرمية الثانية بأن ندافع عن حضرموت من أي مد حوثي أو إيراني.
هل تغيرت مطالب حضرموت مع التغير الهيكلي في هرم القيادة برحيل هادي ومجيء المجلس الرئاسي؟
مطالبنا ثابتة ولم تتغير وهي مطالب حقوقية وخدماتية مشروعة، تنتزع ولا توهب، ولن يهدأ لنا بال في قيادة الهبة الحضرمية الثانية حتى تحقيق مطالب حضرموت كل حضرموت وليس جزء منها.
ما هى الخطوات التي قد تتخذونها حال عدم قدرة المجلس على تنفيذ مطالبكم؟
إن مجلس القيادة الرئاسي ملزم بتنفيذ مطالب حضرموت، وإذا لم يتم تنفيذ تلك المطالب سوف يكون هناك تصعيد من جانب الهبة الحضرمية، وسيتم إجبار السلطة المحلية في حضرموت بتوقيف كل الإيرادات داخل حضرموت بما فيها الايرادات السيادية للعمل على تنفيذ مطالب حضرموت، خصوصا أن حضرموت تدعم الدولة بما نسبته 85 في المائة من الميزانية العامة للبلد ككل.
لم يمر وقت كاف على مجيء المجلس.. أليس من الإنصاف منحه بعض الوقت حتى الانتهاء من إرساء القواعد التي يمكن السير عليها؟
على مجلس القيادة الرئاسي أن يبادر بحسن النوايا وإقرار المشاريع والبدء في العمل فيها، إذ أن التغيير في الهرم الرئاسي لم يأت إلا بعد فشل كبير من قبل الرئاسة السابقة، لذلك على مجلس القيادة الرئاسي أن لا يلتمس العذر في تقديم الخدمات وتلبية المطالب المشروعة لكل حضرموت.
هل هناك من يسعى لتفجير الأوضاع وجر حضرموت إلى دوامة الصراعات والنزاعات ولماذا؟
نعم هناك من يسعى لتفجير الأوضاع في حضرموت، هناك قوى متربصة على حضرموت، في مقدمتها الحوثي وأذرعه الموجودة في حضرموت من القوى الشمالية الإخوانية التي تقع في المنطقة العسكرية الأولى بالوادي والصحراء، وأحد مطالب الهبة الحضرمية الثانية هو خروج هذه القوات وإحلال مكانها قوات النخبة الحضرمية، وتجنيد أبناء حضرموت لتأمين الوادي والصحراء.
هل تغيرت الأوضاع في الوادي بعد التغيرات السياسية ومدى التنسيق بينكم وبين الحكومة؟
لم يتغير أي شيء على أرض الواقع بعد التغييرات السياسية الأخيرة والتي تمثلت في رحيل الرئيس هادي والمجئ بمجلس رئاسة انتقالي لإدارة المرحلة، لكننا نسعى للعمل والتنسيق بشكل أفضل فيما بيننا وبين الحكومة الشرعية الحالية.
هل تتلخص مطالب الهبة الحضرمية في المطالب الخدمية.. أم هناك مطالب أخرى؟
نعم مطالبنا واضحة ومشروعة، تمكن في الخدمات التي هي من حق كل مواطن حضرمي، وهناك مطلب آخر وهو خروج القوات الشمالية “المتحوثة الإخوانية” من وادي وصحراء حضرموت، والمتمثلة في المنطقة العسكرية الأولى.
سبق وأن صرحتم بأنكم تنتظرون من المجلس الرئاسي أن يعيد لحضرموت مكانها.. بعد أكثر من شهرين هل ما زلتم تأملون ذلك من المجلس؟
أكيد لازلنا نأمل من المجلس الرئاسي أن يعيد لحضرموت مكانها، لكن حتى الآن لم نر أي بوادر لتنفيذ ذلك على أرض الواقع.
ما الذي حققته القضية الجنوبية.. وما الذي تتطلعون إليه؟
القضية الجنوبية هي قضية عادلة ومشروعة وتمثل كافة أطياف الشعب الجنوبي وهى حقه المشروع، وتطلعاته في استعادة الدولة الجنوبية وإعطاء الشعب حق تقرير مصيره، وهو حق مشروع تكفله كافة المعاهدات والمواثيق الدولية.
قبل التغييرات السياسية في الهرم الرئاسي صرحتم بأن لديكم أوراق ضغط على الحكومة.. هل لا تزال تلك الأوراق لديكم؟
نعم هناك أوراق ضغط يمتلكها الشعب الحضرمي وسنلجأ إليها مجبرين في حال استمرار تجاهل مطالب حضرموت المشروعة.
ثلاث رسائل قصيرة بين أيديكم لمن تودون توجيهها؟
الرسالة الأولى: نوجهها إلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية في اقتلاع الفساد والفاسدين من مؤسسات الدولة، ونطالب بتنفيذ كامل المطالب الحقوقية والخدمية المشروعة لأبناء حضرموت. والرسالة الثانية: نوجهها إلى المجتمع الدولي والتحالف العربي، وأن عليه أن ينظر إلى معاناة الشعب اليمني بعين الاعتبار فالناس لم تعد تحتمل كل هذه المعاناة. أما الرسالة الثالثة: نوجهها إلى أبناء حضرموت، عليهم الاصطفاف والتلاحم خلف الهبة الحضرمية الثانية التي أنشأت من معاناة الشعب، من أجل الحصول على أبسط الحقوق التي يفقدها، وستستمر هبتنا حتى تحقيق كامل مطالبنا المشروعة.
أجرى الحوار/أحمد عبد الوهاب