تقرير : أبين على موعد مع النصر
الوسطى اونلاين _ متابعات
عرفت محافظة أبين معاناة الإرهاب منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، وتحديدًا منذ عام 1992م حين قدمت عناصر من أبناء أبين تربت على يد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهؤلاء استقدموا معهم كثير ممن كانوا يعرفون بالمجاهدين العرب في أفغانستان، حيث أسندت مهمة استقبال هؤلاء في أبين إلى الشيخ عبدالمجيد الزنداني زعيم المجاهدين وفتح معسكرات لهم في جبال ووديان أبين ووفرت لهم الوظائف العسكرية والرتب الرفيعة في الجيش اليمني.
الحزام الأمني يدخل شقرة للمرة الأولى منذ 3 سنوات
دخلت قوات الحزام الأمني إلى مدينة شقرة بمحافظة أبين،في خطوة هي الأولى منذ ثلاث سنوات، وذلك في تحرك من شأنه أن يساهم في تحقيق الانضباط الأمني.
وأثيرت معلومات عن أن وصول قوات الحزام الأمني إلى أبين وتحديدا مدينة شقرة هو تمهيد للانخراط في عملية موسعة ضد تنظيم القاعدة الإرهابي.
ومن المتوقع أن تركز العمليات على المنطقة الوسطى، باعتبارها مرتعا لانتشار تنظيم القاعدة الإرهابي.
وتأتي هذه التحركات في أعقاب سلسلة طويلة من العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة في مناطق مختلفة من الجنوب.
الانخراط في عمليات شاملة ضد الإرهاب هو مطلب شعبي جنوبي واسع النطاق، وقد ترجمته القوات الجنوبية عبر سلسلة طويلة من الجهود في هذا الصدد.
أهمية مكافحة الإرهاب في الجنوب تعود إلى أن هناك تهديدات واسعة النطاق تحمل طابعا وجوديا من قِبل قوى صنعاء الإرهابية التي تحاول إغراق الجنوب في بحور من الدماء، وصناعة أكبر قدر ممكن من التطرف.
ثلاث خطوات جنوبية لمكافحة الإرهاب
وعلى وقْع زيادة وتيرة العمليات الإرهابية في الجنوب بين العاصمة عدن وشبوة وأبين، عقدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اجتماعا مهما برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأشادت هيئة الرئاسة بالجهود التي تبذلها القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها للتصدي لعناصر الإرهاب والتطرف.
وشددت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي على ضرورة رفع الجاهزية واليقظة الأمنية في عموم محافظات الجنوب.
ودعت المواطنين للتعاون مع الأجهزة وسرعة التبليغ عن أي عناصر مطلوبة أمنيا، وأي تحركات مريبة تهدف إلى إقلاق السكينة العامة.
كما حثّت هيئة الرئاسة في اجتماعها حكومة المناصفة للقيام بواجباتها في توفير الدعم والإسناد اللوجستي للقوات الأمنية بما يمكنها من أداء واجبها الوطني في ترسيخ الأمن والاستقرار، ومجباهة التنظيمات الإرهابية بكل كفاءة واقتدار.
القرارات والدعوات التي أفضى إليها اجتماع هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، تتسق مع طبيعة التهديدات الأمنية الراهنة، فمن جانب هناك حاجة ماسة لضرورة العمل على رفع درجة الجاهزية الأمنية في الجنوب، فضلًا عن توفير الإمدادات اللوجستية التي تضمن للأجهزة والقوات الجنوبية العمل على الانخراط في مواجهة شاملة ضد الإرهاب.
المديرية يغفل المجلس الانتقالي دور المواطنين باعتبار أن الخلايا الإرهابية تجيد التخفي فيما بينهم، ومن ثم توجد حاجة مُلحّة للعمل على الإبلاغ عن أي عناصر تثير شكوكا حول تطرفها لا سيّما الأشخاص الذين يتنقلون على مناطق حيوية بشكل مستمر.
وجاءت التوجيهات والمطالب الجنوبية الثلاثة في توقيت مهم، إذ تزامنت مع واقعة العثور على متفجرات شديدة الانفجار بالقرب من منزل القيادي الإخواني الإرهابي أمجد خالد.
فواقعة العثور على المتفجرات أعطت دلالة بأنه كان يتهم التجهيز لعملية إرهابية في الفترة المقبلة على يد قوى صنعاء الإرهابية التي تتسلل إلى أعماق الجنوب، وتستهدف بث القلاقل في أراضيه.
تطهير أبين في القريب العاجل
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم قوات الحزام الأمني في أبين إبراهيم سيود أن: “التركيز في الوقت الحالي على جانب التقارب ما بين القوات الجنوبية التي كانت متخذه من الشيخ سالم مترسا لها وأيضا من شقرة المترس الآخر, الجامع السياسي والتقارب الذي يحصل بين القوتين هو النجاح الحقيقي ويجب أن ندخل بقوتنا موحدين الصف والكلمة والقوة وإلا لا يمكن لآي نصر يتحقق”.
وأضاف في حديثه لقناة (الغد المشرق): “الحملة التي جاءت هي بالتنسيق بين القوتين الأمن والقوات الخاصة بوحدة مكافحة الإرهاب وإشراف من القائد عبداللطيف السيد وابو مشعل الكازمي, وتوجهت الحملة الى بعض المناطق في الأطراف الشرقية إلى مركز المحافظة في منطقة سلا وعديبة وبعض الأودية التي تتخذها الجماعة أوكارا لها لتمارس أعمالها الإرهابية بين الحين والآخر لاستهداف القيادات الجنوبية”.
وتابع “الأحداث السياسية في الواقع اليمنية هناك تقارب بين الأعداء رغم الاختلاف في العقيدة والتوجه لكن توحدوا ضدنا ونحن نرى ان توحدنا أهم من أي شيء لذلك نقول ان أبين ستتطهر في القريب العاجل وهناك عمل امني مشترك تباشيره سوف تظهر في الأيام القادمة”.
وأضاف: “نبشر أبناء أبين بأننا نحن قوات الحزام الأمني ووحدة مكافحة الإرهاب ستظل دماءنا مرهونة ورخيصة في سبيل امن واستقرار المحافظة”.
القتال ضد القوات الجنوبية درس لن يتكرر
في السياق، تعهد مدير أمن أبين العقيد علي ناصر باعزب الملقب ب”أبو مشعل الكازمي” بعدم القتال مرة أخرى ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وأي قوات جنوبية.
وأكد العقيد أبو مشعل الكازمي في تصريح مرئي متداول، أنه لن يخرج عن مسار الجنوب، مهما حصلت بعض التباينات، ولن يدخل في صراع أو قتال مع القوات الجنوبية في الجنوب.
وقال الكازمي إن: “ما حصل في أبين من صراع وقتال مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، درس استوعبه الجميع، ولن يتكرر مرة أخرى، مطالبا الجميع بنسيان الماضي”.
وأضاف الكازمي في سياق تصريحه إنه بادر للتقارب مع المجلس الانتقالي، وأصدر بيانا أعلن فيه الحرب على الإرهاب في محافظة أبين، وليس لديه إمكانيات لمحاربة الإرهاب في المحافظة.
واعتبر الكازمي، البيان الذي أعلن فيه الحرب على الإرهاب بأنه انتحار لمستقبله السياسي والعسكري، وانتحار لشخصه، مضيفا إن هذا البيان لاقى ترحيبا واسعا من أبناء الجنوب.
بدوره، رحب نائب رئيس فريق الحوار الجنوبي التابع للانتقالي، أحمد عمر بن فريد، بحديث مدير أمن أبين العقيد أبو مشعل الكازمي، مؤكدا أن هذا الخطاب ينسجم مع توجهات المجلس الانتقالي.
وقال ابن فريد في تغريدة له على تويتر، إن حديث الأخ العزيز أبو مشعل الكازمي خطاب مسؤول ومرحب به، ويؤكد فيه أن لا سبيل أمام أبناء الجنوب إلا لغة الحوار وأن لغة السلاح لن تزيدنا إلا فرقة وتشرذما.
وأكد بن فريد ترحيبه بهذا الخطاب، الذي قال إنه ينسجم مع توجهات المجلس الانتقالي للحوار مع كل أبناء الجنوب دون استثناء على قاعدة أن الجنوب للجميع وبالجميع.
فيما قال رئيس تحرير “الأمناء” عدنان الأعجم إن تصريح القائد أبو مشعل الكازمي خطاب مسؤول، وخارطة طريق لكل جنوبي، يجمع شملهم ويوحد صفهم وكلمتهم الجنوبية.
وفي هذا السياق قال الناشط السياسي عبدربه العولقي، إن حديث أبو مشعل الكازمي ممتاز، ورسالة يجب أن تؤخذ على محمل الجد، مشيرا إلى أن الجنوب اليوم بحاجة إلى مصارحة ومصالحة.
وأوضح أن الحرب على عدن اليوم ليست تقليدية كما جرى قبل عامين، بل حرب داخل شوارع عدن وفيها أكثر من لاعب استغل ضعف أداء الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن.
واختتم العولقي، إن الإقليم تصالح مع بعضه وتصالح الانتقالي مع قيادات الشمال، وعلى أبناء الجنوب فتح صدورهم، في هذا الوقت المناسب.
تفاصيل اجتماع
وقبل أسابيع، استضاف مقر قيادة ألوية العمالقة الجنوبية لحفظ السلام في أبين قيادات عسكرية وأمنية من قوات الشرعية وقيادات الحزام الأمني بمحافظة أبين التابعة للقوات المسلحة الجنوبية.
وجاء اللقاء بعد تنسيق ومساعٍ حثيثة بذلتها قوات العمالقة لحفظ السلام في أبين بقيادة أحمد يسلم المرقشي لتقريب وجهات والنظر والترتيب لتوحيد الجهود في الحفاظ على أمن واستقرار أبين.
وناقش اللقاء عملية التنسيق الأمني المشترك في المحافظة بين الحزام الأمني وإدارة أمن أبين والتصدي للعناصر الإرهابية وتنظيم القاعدة التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة.